الموساد وحكام عرب

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/23 الساعة 02:24
لا تزال كرة النار تتدحرج باتجاه قدمي رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد السابق يوسي كوهين، ذلك الرجل المتأنق والذي لم يصن عهد زواجه إذ قفز عن الأسوار المحرمة ليطارد زوجة رجل أعمال تعمل كمضيفة طيران، والطريف في ذلك المجتمع الليبرالي المضاد للقيم اليهودية المتعصبة أن الجميع هناك في دولة الاحتلال يتحدثون عن القضية وكأنها سرقة دجاجة من قن الجيران، فالضحية هي زوجة وربة عائلة، والزوج المخدوع يتحدث بكل بلادة وبرود عن وجوب حماية حق عائلته واسرارها من مضغ الصحافة لحقوق بيته المفضوح بعيدا عن أي شيمة أو كرامة أو حرمة الزوجية. ما يهمنا ليس شبكة العلاقات المحرمة خارج إطار الزوجية بل بالمعلومات التي كان أخطر قائد لأعتى جهاز مخابرات لا يخضع لأي معايير أخلاقية أو إنسانية قد ثرثر بها الى العشيقة المحتملة وزوجها نصف المخدوع والتي تفشي معلومات خارج حدود الدولة التي لا تعترف بالحدود، فمن أخطر ما قاله كوهين إن هناك علاقة جيدة للموساد مع طبيب لأحد القادة العرب ولم يكشف عن القائد، وهذا ليس غريبا على جهاز شغوف بحجم التجسس المعلوماتي عن أقل وأكبر معلومة في العالم العربي والدولة الصديقة له، ولكن يتطلب أخذ القضية على محمل الجد، فأعلم الناس بأسرار زبائنهم هم الأطباء، وأخطر الأسرار تملكها العشيقات. كوهين وحسب التحقيقات التي فجرتها القناة 13 العبرية ولا زالت تتردد كان يتبجح بالكثير من المعلومات وأخطرها العلاقة مع الطبيب المزعوم، يستدعي بالطبع استنفارا عربيا، فمن هو ذلك الطبيب ومن هو ذلك الرئيس تلك قضية ليست عادية بل إنها تقض مضجع الجميع في معلومة الاختراق الأمني لبعض دوائر الحكم العربية، خصوصا في بلدان قد لا تتمتع أجهزتها بالاحترافية المضادة لرصد أي تسلل قد يشكل خطرا على أمن الدولة. إن الحجر الذي رماه زوج العشيقة باعترافه عن المعلومات التي تظهر الوجه البشع للقيادات الإسرائيلية في السياسة وأجهزة الأمن والاستخبارات وحتى أعضاء الكنيست والحاخامات الذين يرتكبون فضائع وجنايات تتعدى كل الحدود الأخلاقية، حتى دور المنافسة غير الشريفة في داخل الأجهزة الرسمية تبرز بين الحين والآخر لتكشف الخبث والخيانة التي التصقت تاريخيا بالعنصر اليهودي منذ وجودهم في دول أوروبا الشرقية في زمن الإمبراطوريات وحتى اليوم، ما جرّ عليهم لعنات القتل والطرد والتشريد على أيدي الأوروبيين وترحيلهم من غير دولة. هذا يذكرنا بالكثير من قصص الجاسوسية عبر تاريخ الدولة المرعوبة من محيطها العربي، ففضلا عن الجاسوس الأخطر 'ايدي كوهين' الذي أعدم في دمشق، فهناك الكثير من الجواسيس الذين خدموا دولة الاحتلال بسرية، ومن أهمهم رجل المخابرات 'إسحاق شوشان' من يهود حلب والذي تسلل الى فلسطين مرتين قبل أن ينضم أخيرا الى عصابة الهاجناه وهو بعمر 18 عاما، ليقود فيما بعد عمليات تهريب الشباب اليهود من سوريا الى الدولة العبرية عبر الحدود اللبنانية في عمليات معقدة، ثم عاد إلى بيروت ليعمل سائق تكسي سفريات من بيروت إلى دمشق وعمان وأقام فيها لمدة سنتين ليؤسس مراكز تجسس تستقطب خونة لتمرير المعلومات إلى مخابرات تل أبيب، وكان يرتدي اللباس العربي والكوفية ويتحدث العربية، وليس هو وحده بل كان الأخطر منه يوكافا كوهين الذي تبرز صورته بالكوفية الحمراء والشاربين السوداوين كفارس عربي وفيروس خطير لم يكتشفه أحد. للأسف لم يتعلم العرب من التاريخ القريب للصهاينة في أوروبا وأميركا، فعقيدتهم لا تعترف بحفظ المودة، حتى الخلاف بين طوائفهم، وأي ساذج منا يركن إلى علاقة نزيهة معهم سيُفجع يوما بخيانتهم، حتى أمهم المرضعة الولايات المتحدة لم تسلم من ألاعيبهم، وجوناثان بولارد أكبر مثال لعدم نزاهتهم حيث زرعوه ليتجسس وينقل معلومات حساسة من دوائر أميركية إلى تل أبيب قبل القبض عليه ثم استقباله بعد 33 عاما من قبل نتنياهو كبطل قومي.. الحذر الحذر يا عربنا. Royal430@hotmail.com الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/23 الساعة 02:24