كيف تستخدم اللعب لدعم التطور العاطفي عند الطفل؟

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/21 الساعة 13:43

 مدار الساعة - اللعب هو الطريقة الطبيعية التي يتعلم بها الأطفال ويتطورون في السنوات الأولى خاصة، إنه مهم لجميع مجالات التنمية، بما في ذلك تطوير المهارات المعرفية والإدراكية، وكذلك التطور العاطفي.

 
قد لا يستطيع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة بين عمر سنة و5 سنوات التعبير عما يشعر به بشكل واضح، خاصة إن كانت قدراته اللغوية ضعيفة أو لم تتطور بعد، أو إن كان ما يشعر به أكثر تعقيداً من أن يستطيع شرحه بالكلمات، مثل مشاعر الحيرة أو التوتر أو الخوف، أو حتى لعدم شعوره بالراحة بالتكلم بشكل مباشر عنها.
 
وهنا يأتي دور اللعب كوسيلة تمنح الطفل فرصة لاستكشاف المشاعر والتعبير عنها بطرق مختلفة، بما في ذلك الكلمات. كما يمنح اللعب مع الوالدين ومع الأطفال الآخرين الفرصة للأطفال لتعلم إدارة عواطفهم، الذي يلعب دوراً هاماً في تعليم مهارات التنظيم الذاتي وإدارة سلوك الطفل وعلاقاته.
 
تعرف معنا في هذه المادة على التطور العاطفي لدى الطفل في سنواته الأولى، وأفكار عملية لاستخدام اللعب كوسيلة لمساعدة طفلك على فهم مشاعره والتعبير عنها والتعامل معها.
 
أهمية اللعب في التعبير عن المشاعر
التطور العاطفي لدى الأطفال بحسب المرحلة العمرية
تختلف قدرات الأطفال على فهم مشاعرهم والتعبير عنها والتعامل معها، بحسب المرحلة العمرية، وتتطور كلما كبروا.
 
الأطفال أقل من 3 سنوات
 
يختبر الأطفال المشاعر قبل أن يتمكنوا من استخدام الكلمات لوصف تلك المشاعر. كما يفهم الأطفال أيضاً اللغة قبل أن يتمكنوا من استخدامها بأنفسهم، لذا يمكنك مساعدة طفلك على فهم ما يشعر به من خلال مساعدته على تطوير "لغة عاطفية".
 
قم بتسمية المشاعر لطفلك دائماً، على سبيل المثال عندما ترى طفلك يُظهر عاطفة معينة على وجهه أو من خلال حركاته، صنّفها وتحدث عنها. على سبيل المثال يمكن أن تقول "لديك ابتسامة كبيرة على وجهك، لا بد أنك سعيد برؤيتي، أو "أنت تبكي، هل تشعر بالإحباط لأنك لم تستطع الإمساك بلعبتك".
 
في عمر 3-4 سنوات تقريباً
 
استخدام الكلمات لوصف المشاعر الأساسية مثل الحزن والسعادة والغضب والحماس.
 
فهم ما يشعر به الآخرون.
 
يحبون العطاء ويظهرون تفهماً للمشاركة، لكن لا تتوقع منهم أن يشاركوا طوال الوقت.
 
يظهرون المودة تجاه الأصدقاء.
 
أهمية اللعب في التعبير عن المشاعر
في عمر 4-5 سنوات
 
استخدام الكلمات لوصف مشاعر أكثر تعقيداً مثل الإثارة والإحباط والإحراج، خاصة إذا كنت تشجع طفلك على القيام بذلك.
 
يُخفون الحقيقة بشأن شيء ما إذا شعروا بالذنب أو الإحراج أو الخوف. 
 
أفضل في إدارة المشاعر القوية مثل الغضب والإحباط وخيبة الأمل، ما يُخفف نوبات الغضب.
 
يشعرون بالقلق من الذهاب إلى مكان غير مألوف.
 
يحبون اللعب التعاوني مع الأطفال الآخرين.
 
5-6 سنوات
 
استخدم الكلمات لوصف المشاعر المعقدة مثل خيبة الأمل والذنب والغيرة.
 
أكثر وعياً بمشاعرهم تجاه الآخرين والتصرف بناءً عليها، على سبيل المثال قد يكون طفلك لطيفاً مع الأصدقاء والعائلة ويريد مساعدتك أكثر.
 
أكثر صبراً عند انتظار الأشياء.
 
 
أفكار لمساعدة الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها
اللعب معك ومع أطفال آخرين يساعد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على استكشاف مشاعرهم وفهمها، إليك بعض نصائح اللعب لك ولطفلك:
 
امنح طفلك فرصاً للعب الفوضوي الحسي، مثل اللعب بالرمل أو الطين أو السلايم والمعجون وألوان الأصابع. هذه الطرق رائعة لمساعدة الطفل على التعبير عن مشاعر السعادة أو تفريغ مشاعر الحزن والتعامل معها.
استخدم اللعب التخيلي بتبادل الأدوار أو باستخدام الدمى. اللعب التخيلي هو وسيلة مهمة تساعد الأطفال على التحدث عن مشاعرهم بشكل غير مباشر، والتعبير عما يدور في ذهنهم أو يقلقهم، ليس فقط بالكلمات ولكن من خلال طريقة اللعب وردود أفعالهم.
يوفر استخدام الخيال مجموعة من الفوائد لنمو الطفل، بما في ذلك القدرة على التعبير عن مشاعرهم في مكان آمن خارج العالم الحقيقي. كما أنهم يتعلمون التعاطف، لأنه يتعين عليهم وضع أنفسهم في مكان شخص آخر وتخيل مشاعر الآخرين للعب شخصية.
اصطحِب طفلك إلى الخارج ليلعب في حديقة أو منطقة مفتوحة بها مساحة للجري واللعب الحر والدحرجة. هذه الأنشطة يمكن أن تساعد طفلك على إخراج المشاعر السلبية وتفريغها.
 
شجِّع طفلك على الرسم كوسيلة للتعبير عن المشاعر، يمكن للرسم أن يهدّئ طفلك إذا كان محبطاً أو حزيناً.
شجِّع طفلك على القفز والتمثيل بالموسيقى أو تأليف الموسيقى بأدوات بسيطة للتعبير عن مشاعره وتهدئة نفسه.
امنح طفلك فرصاً للعب مع الأطفال من جميع الأعمار والقدرات. من خلال اللعب مع الأطفال الآخرين يمكن لطفلك تعلم كيفية فهم وإدارة العواطف.
كما أن سلوك الأطفال يتأثر بما يرونه من الآخرين. عندما يشاهدون أطفالاً من مختلف الأعمار والخلفيات والقدرات يعبرون عن مشاعرهم من خلال اللعب، يصبحون على دراية بالخيارات التي ربما لم يفكروا فيها من قبل.
 
بالإضافة إلى ذلك، فإن اللعب مع الآخرين يمنح الأطفال فرصة للتحدث إلى شخص آخر عن مشاعرهم، ما يساعدهم على معالجة ما يشعرون به.
 
 
اقرأ القصص التي تحتوي على شخصيات تواجه مواقف وعواطف صعبة مماثلة لما يمر به طفلك. يمكن أن يساعد ذلك طفلك على فهم المشاعر الجديدة مثل الحزن على موت حيوان أليف أو القلق بشأن بدء المدرسة.
 دع طفلك يقود اللعب. فقد يجد طفلك أنه من الأسهل التعبير عن مشاعره إذا شعر بالمسؤولية.
يحب الأطفال إعادة تمثيل القصص التي يقرأونها أو يشاهدونها على شاشات التلفزيون. عندما يواجهون كتباً أو أفلاماً حيث تمر الشخصيات بنفس الصراعات التي يواجهونها، فإنهم يرون كيف يتعامل الآخرون مع مشاكلهم. لذا فإن استخدام البيئة المحيطة بهم لرواية قصة يساعدهم في معالجة القصة من خلال عيشها بأنفسهم.
ركّز على تسمية المشاعر أثناء وقت اللعب. على سبيل المثال عند قراءة الكتب أو التلوين معاً يمكنك مناقشة كيف تعتقد أن شخصية ما تشعر أو كيف سيشعر طفلك إذا كان في مكان الشخصية. ويمكنك تحديد وتسمية المشاعر التي تظهرها الشخصيات في تعابير وجوههم.
 
يمكنك إدخال العواطف في اللعب عن طريق عمل وجوه مختلفة وسؤال طفلك "كيف أشعر؟" أو من خلال لعب لعبة peekaboo عند تخبئة الوجه وصنع وجوه مختلفة. أو استخدم صلصال اللعب واصنع وجهاً عاطفياً منه، أو حتى يمكنك استخدام الأطعمة مثل التوست للوجه والمربى أو الصلصات لرسم تعابير وجه مختلفة والتحدث عنها.
 شاهد مع طفلك برامج أطفال تتحدث عن مشاعر مناسبة لعمره مثل فيلم Inside Out. وناقش الشخصيات التي تمثل المشاعر الخمسة الأساسية، الحزن والفرح والغضب والخوف والاشمئزاز. ترتبط هذه المشاعر بالألوان في الفيلم، لذا يمكنك أيضاً "تلوين المشاعر" باستخدام الألوان، وأن تطلب من طفلك أن يرسم ما يشعر به. الرسم هو أداة رائعة يستخدمها الأطفال للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم.
 

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/21 الساعة 13:43