عالم القضاة يكتب: قطر.. والبصمة المؤثرة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/21 الساعة 00:22

 رياضياً ومن باب التنافس والفرحة المشروعة فإن منتخب الجزائر استحق لقب بطل العرب (2021) بفوزه المثير على نظيره التونسي بهدفين دون رد في الوقت الاضافي، في نهائي النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب التي أقيمت في الدوحة وشهدت تفاعلاً طيلة أيام المنافسات.

 
أما الحكاية الأخرى والتي جعلت من الحدث العربي ليس مجرد حدث عابر أو أسطورة من نسج الخيال نحكي عنها للصغار، إنما حقيقة ملموسة، هي حالة الود والمحبة والألفة التي اجتمعت على أرض «دوحة العرب»، فالمشاهد التي عكست صورة الوئام والتقارب بين الأسرة الكبيرة الواحدة «العربية»، كانت حاضرة في المدرجات وفي كل مكان وكل جزء.
 
قطر نجحت بلفت الأنظار إليها، اقتصادياً... فإن المشهد العام أظهر أن قطر تعافت من الانعكاسات التي فرضتها جائحة كورونا، بعد أن شكلت هذه الأزمة العالمية تحدياً اقتصاديًا، أما «التعايش» بين الجميع رغم اختلاف منابتهم، فقد كان حقيقةً واقعيةً تبعث في الأنفس السرور والسعادة بعد أن تكررت مشاهد «الوطنية العربية» في المدرجات دون أن تشكل المنافسات شقاً في العلاقات، بل أخرجت أجمل السلوكيات التي وثقتها كاميرات الشاشات المتلفزة وكاميرات الهواتف النقالة والصور الفوتوغرافية.
 
تنظيم قطر لـ كأس العرب، مهد إلى أرضية خصبة للمبادئ والأخلاق النبيلة، فافتتاح الحدث كان رسالة مميزة للأخوة العربية، بعد أن تضمن فقرة استعرضت تاريخ المنطقة العربية، وفقرة فنية أخرى جميلة وفريدة، تم فيها «مزج النشيد الوطني لكل الدول العربية»، للتأكيد على الوحدة التي تجمع العرب في مختلف المجالات.. في صورة جعلت العالم ينظر إلى العرب بإعجاب لنجاح دولة قطر في لم الشمل وتعزيز اللحمة بينهم.
 
في أكثر من حدث سابق أبهرت قطر العالم، لكنها في هذا المحفل الكروي، تركت بصمة مؤثرة ومؤشرات لها دلالات عديدة، أهمها، أن الوحدة العربية ليست حلماً صعب المنال، بل هي مشروع قابل للتحقيق، وضرورة استراتيجية على الجميع تجسيدها، وأن التكامل العربي يشكل حافزاً لتوحيد الأهداف التي تهم المنطقة كما أشار جلالة الملك عبدالله الثاني وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في لقاء جمعهما بالفترة الأخيرة ركز على عدة قضايا مهمة هدفها تحقيق مصالح المنطقة وخدمة القضايا العربية، وتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة.
 
قطر وهي تقدم نموذجاً فريداً عبّرت به عن تقدّمها وازدهارها ورقي شعبها، وتحدت كل الظروف المحيطة بالعالم نتيجة انتشار جائحة كورونا... فهي أكدت للجميع بما لا يدع مجالاً للشك أنها دولة قادرة على صهر أبرز التحديات وخلق أجواء مناسبة تضفي ألواناً مميزة من الأناقة والحيوية في أي إطلالة، ومشاعر دافئة بالانتماء إلى الوطن العربي من خلال أعمال تحاكي التاريخ والعادات والتقاليد الأصيلة.
 
تميز قطر هو تميز عربي، ففوز الدوحة قبل سنوات بتنظيم كأس العالم لكرة القدم كان انجازاً للعرب عامة وليس لدولة قطر.. وهي الآن برهنت للعالم بعد النجاح الباهر لـ كأس العرب عن استعدادها لتنظيم «مونديال 2022» وأنها كانت الاختيار الأمثل، وأن الكأس العالمية ستكون الأفضل على الإطلاق، فكما ادهشت «دوحة العرب» العالم بتنظيم كأس العرب فإنه على موعد بأن تدهشه بقدراتها وتحضيراتها المبهرة للمونديال بحكمة قيادتها الفذة، وخبرة مؤسساتها وكوادرها العاملة في جميع القطاعات وبمنشآت وملاعب خيالية من عجائب الزمان لاحتوائها على تقنيات حديثة لم يسبق أن شاهدها العالم من قبل.
الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/21 الساعة 00:22