الخوالدة يكتب: واحد واحد ولا واحد!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/19 الساعة 00:02
يقولون إن التجديد سمة إيجابية وأنه لا بد من دماء جديدة في الجهاز الحكومي ونسوا أن الدهن في العتاقة.. مشكلة المسؤولين أنهم لا يفهمون أن الايعاز تراكمي وليس وليد اللحظة.. فعلى سبيل المثال لا الحصر ملف القبول الجامعي نجد أن جلالة سيدنا اجتمع مع رئيس الحكومة ووزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات قبل عشر سنوات بخصوص العنف الجامعي.. غير أن المسؤولين حلوا تلك المشكلة في حينه والحمد لله أصبح هناك انكماش في العنف لكن بقي الخلل المتعلق بالهرم التقني موجوداً وأن الطلبة الذين لم يتم قبولهم على النظام العادي قاموا بالتسجيل على النظام الموازي وبمعنى آخر فشل المسؤولون في استقطاب هؤلاء الطلبة إلى برامج تقنية كبديل عن عدم قبولهم في الجامعات.. فأين البكالوريوس المدمج بحيث يتخرج الطالب بتأطير مدمج يضمن له شهادة جامعية وشهادة فنية في آن واحد.. لقد دفع أهالي هؤلاء الطلبة رسوم الموازي فازدادوا فقرا فوق فقرهم في تخصصات راكدة وكان الطلبة ممكن أن يقبلوا أصلا سابقاً في البرنامج العادي.. واليوم وبعد زيادة الطاقة الاستيعابية في الجامعات في ظل ظرف كوروني عالمي اين سيجد جيش الخريجين فرص العمل .. جلالة الملك قال في حديث له يجب أن تضم الحكومة عنصري الشباب وعنصر الخبرة .. ولكن لا يكفي أن نعمل جداول مفاضلة للاختيار.. فأين عامل الانسجام في فريق العمل ونحن نرى كثيراً من الأخطاء والظاهر لنا وراءها أن هناك غياباً للعمل بروح الفريق وبمعنى أدق يجب مراجعة ملفات أخفقت فيها الحكومات.. يجب إعادة هيبة العمل المؤسسي ومحاربة الواسطة والمحسوبية وتمكين أهل المبادرة والمثابرة ممن يقدمون المصالح الوطنية العليا على المصالح الشخصية الضيقة وعلاقات التنفيع.. وبناء على ما سبق لا بد من صانع القرار أن يتريث ويراجع قراراته في الخمس أو العشر سنوات الأخيرة وبجردة بسيطة جدا يدرك اسماء اللاعبين الذين يدخلون ويخرجون سيجد أن الأمر لا يحتمل كثيراً من الوجوه الجديدة.. فإن إدارة الإدارة اصعب من إدارة العمل وعلى صانع القرار أن ينتقل في تكتيكه إلى معالجات موضعية متسلسلة متوازنة... لا إلى تغييرات شاملة أو سريعة.. وعلى صناع القرار مراجعة أسماء نجحت في العمل وتراكم الغبار على ملفات اصحابها واهملت خبراتهم عن غير قصد أو عن قصد .. كل هذا يقودنا إلى حقيقة واحدة أن بنك الخبرات والتجارب الإيجابية لم يتم استغلاله بالشكل المطلوب والصحيح .. نحتاج إلى مشروع وطني شامل يواكب التطلعات الملكية .. فقد نجح الأردن في الملف الاصعب وهو الملف الأمني وبدون أمن لن تستطيع أن تحقق التنمية .. والآن ومع اقتراب سنة جديدة فإن المواطن ليس مهتم بأن يرى أسماء جديدة في الإدارة العامة ولكنه مهتم بأن يسمع اخبار إيجابية، مع التأكيد لرفضنا تهويل أخطاء اي حكومة .. فالحكومة حكومة بعض النظر من هم الوزراء أو من هو رئيس الوزراء ... بل مهتم بتوفير فرص عمل جديدة والعمل على تجويد التشريعات والقوانين والأنظمة... حفظ الله الأردن وشعبه وقيادته الهاشمية الحكيمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/19 الساعة 00:02