ماذا يرى طلبة أجانب في الأردن.. لوحة الوطن من عين أجنبية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/15 الساعة 12:51
مدار الساعة - فرح المعايطة طالبة خاضت تجربة مميزة مع عدد من الطلبة الأجانب الدارسين في جامعات المملكة.
ما قامت به المعايطة انها ارادت رسم لوحة وطنية للأردن لكن من عين أجنبية. فما كانت النتيجة؟ لنتابع ما كتبته:
ضمن الخطة الوطنية لاحتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، قررت وزارة الثقافة وضع محورا خاصا تحت مسمى ايصال رسالة المئوية باللغات الأجنبية، وذلك لإثراء المحتوى الثقافي والأكاديمي حول الاردن والتعريف بالبيئة الاردنية والمجتمع الاردني وايصال رسالته التاريخية والثقافية باللغات والثقافات الأخرى.
لقد اعتاد أن يختال هذا البلد بجماله بين ألحان الشعر وسحر الأصوات العربية فيه، فمن أرض النيل قالت قيثارة الفن لعاصمته بقصيدة لشاعر الضفتين {أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين فاهتز المجد وقبلها بين العينين}....وجارة القمر من بلد الأرز غنت له قصيدة لأديب زحلة لبنان {أردن أرض العزم أغنية الظبى نبت السيوف وحد سيفك ما نبا}.
هكذا وصفت عمان بين شقيقاتها من العواصم العربية.
الأردن بلد السوسنة السوداء والبلد الضارب بأصالته في عمق التاريخ، أصالة تشهد عليها أثاره ومذكرات زواره ...فقالوا:

أحمد من جمهورية غانا
أكمل أحمد دراسة الأدب العربي من الجامعة الأردنية، وقال لنا الأردن حقا بلد تكثر به الأثار التي تتحدث عن أصالته فلا أنسى زيارتي الى قلعة صلاح الدين الايوبي الواقعة في الجنوب من الأردن بمنطقة الكرك فكانت مكانا بغاية السحر وأهلها الذين يشبهون قلعتهم بالعنفوان والشجاعة والكرم.
الأردن يعد من البلدان ذات الحضارات المتنوعة ، كنت أحب كثيرا القراءة إلى المفكر والأديب الأردني ناصر الدين الأسد، أول رئيس لجامعة الأردنية الجامعة التي تخرجت منها.
أبارك لشباب وشابات الأردن بمناسبة مئوية المملكة الأردنية الهاشمية وأتمنى عليهم أن يبقوا منتمين إلى وطنهم وقيادتهم وعدم السماح للأعداء الخارجيين بإحداث الفوضى من خلالهم ضد قادتهم. لقد رأينا نهاية ليبيا وسوريا وما إلى ذلك. فالأردن من البلدان المباركة ويجب على الشباب أن يكونوا وطنيين وأكثر أدراكا ووعيا.

جيا من بريطانيا
اسمي جيا، أنا من لندن من أصول هندية، وأدرس اللغتين العربية والإسبانية في جامعة إدنبرة. وحاليا أنا في السنة التي أمضيتها في عمان، الأردن.
اخترت الدراسة في الأردن لأنني كنت مفتونة بالتراث الثقافي الغني والتاريخ لدولة كانت لدي معرفة محدودة بها إلى حد ما.
سبق لي أن درست اللهجة العامية المحكية في الأردن من قبل، لذلك شعرت براحة أكبر مع هذا الخيار، على عكس الدراسة في مصر، التي قدمتها أيضًا جامعتي لي كمنحة.
فقد وقع الخيار على الأردن باعتباره الأكثر أمانًا لطالبة شابة في الشرق الأوسط.
الأردن بلد مذهل، لقد تجاوز العيش هنا كل التوقعات السابقة التي كانت لدي عند مجيئي إلى هنا، وهناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من المناظر الطبيعية المتناقضة والمدهشة: من الجبال الجميلة في عجلون إلى صحراء وادي رم ومن عجائب العالم التي هي البتراء. جميع المواقع جميلة بطريقتها الخاصة والفريدة، ولكن الهدوء وشمس الصحراء الضبابية والهياكل الصخرية الطبيعية التي لا مثيل لها في وادي رم كانت من المعالم البارزة بالنسبة لي.
لدي ذكريات لا حصر لها مع أصدقائي، كانت إحدى التجارب الرائعة التي مررت بها عندما صادفت أنا وصديقي رجلًا بدويًا يدعى إبراهيم في البتراء وتناولنا المقلوبة معه، ومع أسرته تحت سماء الليل المرصع بالنجوم. كان الجلوس والتحدث حول النار مع البدو في وادي رم، تجربة ممتعة للغاية.
من الصعب تحديد اختلاف رئيسي واحد فقط بين الحياة في عمان ولندن، فهما مختلفان ثقافياً للغاية.
لكن ممكن ان الصفة التي تجمع الأردنيون والأنجليز هو حب شرب الشاي بعد الظهيرة، فلا أنسى ذلك الرجل الطيب الذي مانع أن أدفع له ثمن النعناع، فقد كان مجرد عمل طيب.
الأردنيون يحبون احتساء الشاي المضاف له النعناع، أما نحن في لندن نحبه مع الحليب المضاف إليه.
ومن أكثر الأشياء اللافتة للنظر في الشعب الأردني هو كرم الضيافة، الذي لم يسبق لي أن مررت به من قبل.
في الأسبوع الأول لي هنا، تمت دعوتي لتناول طعام غداء يوم الجمعة - هذا اليوم يعتبر يوما مميزا جدا بالثقافة العربية والأسلامية - من قبل عائلة تملك متجرا لبيع الفاكهة، وكونت صداقة مع سيدة أخرى، تساعدني في التحدث باللغة العربية على العشاء في منزلها.
الناس هنا كرماء ولطفاء للغاية، والكرم وحسن الضيافة شيء متأصل حقًا في الثقافة الاردنية.

إليز من فرنسا
أنا فتاة مهتمة بدراسة اللغة العربية وقررت دراستها وكادت التوترات العالية في الشرق الأوسط أن تحيل بيني وبين تحقيق حلمي، لكن لم تكن عائقا في تحقيق هدفي لأن الأردن بلد مستقر تماما فجعلني أحقق حلمي.
قدمت الى المملكة ودرست في معهد اللغة الفرنسية المعروف بموقعه المشهور في عمان عند دوار باريس في جبل اللويبدة.
أذكر هذا الموقف لي مع الجنود الأردنيين عندما سافرت أنا وبعض الأصدقاء الى وادي عربة وأوقفنا سيارتنا للتجول، بعد ساعتين جاء إلينا جنود أردنيون وأخبرونا أنه بسبب قربنا من الحدود الإسرائيلية، لن نتمكن من ركن سيارتنا والمشي.
كان هناك شيء لطيف في تعاملهم معنا بعيدا عن الفظاظة العسكرية المتعارف عليها.
قالوا لنا نحن سنساعدكم بأي شيء في حال لزم الأمر، لكننا الآن ندرك تمامًا التوترات بين إسرائيل والأردن من أجل القضية الفلسطينية وقرأت عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية بعد عام 1967 و'حرب الأيام الستة'.

أمين مبوب من غامبيا
أسمي أمين وادرس الشريعة الإسلامية. وقد أخترت للدراسة في الأردن لأن أخي كان يدرس هنا فنصحني لأقدم على الدراسة في المملكة.
إن الشهادة الجامعية الأردنية معترف بها عالميا، وهذا ما سيوفر لي فرص عمل اكثر لي في بلدي.
زرت العديد من الأماكن في الأردن أكثر الأماكن التي أحببتها هي العقبة والبتراء.
لقد أصبحت الأردن جزءا من ذكرياتي لأن أول جامعة درست فيها هي في الأردن ولدي الكثير لأقوله عنها.
أول مفارقة تخطر في ذهني بين غامبيا والأردن هي حرص الأردنيون على التحاق الأناث في الدراسة ورأيت أن الإناث في القاعات الدراسية منافسات جدا للذكور وحتى يتفوقن عليهم.
أنا مهتم لقراءة التاريخ الإسلامي، وأنصح الباحثون والمتهمون بالتاريخ الإسلامي، اختيار الأردن لأنه ثري بالمواقع والشواهد الإسلامية على مر العصور فمن المواقع التي كنت محظوظ جدا بزيارتها والتعرف عليه عن كثب موقع قصة أهل الكهف الذي ذكرت بالقرآن الكريم.




مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/15 الساعة 12:51