الشمالي: الصناعات الأردنية والعراقية تتكامل لبناء شراكات استراتيجية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/14 الساعة 18:25
مدار الساعة - قال وزير الصناعة والتجارة والتموين، يوسف الشمالي، إن الصناعات الأردنية لا تنافس الصناعات العراقية بل هي في سياق التكامل لبناء شراكات استراتيجية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. جاء ذلك خلال افتتاحه، مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، الثلاثاء، معرض الصناعات الأردنية في بغداد بحضور وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل الخباز، والسفير الأردني في بغداد منتصر العقلة، ورئيس غرفتي صناعة عمان والأردن فتحي الجغبير. وينظم المعرض غرفة صناعة الأردن، بالتعاون مع وزارة الاستثمار، بمشاركة 95 شركة وطنية تعمل في قطاعات صناعية مختلفة، ويتضمن عرض عينات أمام رجال الأعمال العراقيين وبيعا مباشرا للجمهور. وأكد الشمالي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، متانة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وحرصهما للوصول إلى مراحل متقدمة من التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بخاصة التجارية والاستثمارية بما يخدم المصالح المشتركة. وقال إن الأردن والعراق يعملان بشكل مستمر على تعزيز التعاون الاقتصادي تنفيذا لتوجيهات قيادتي البلدين وتحقيق التكامل في عدة قطاعات في إطار التعاون الثلاثي الذي يضم مصر أيضا، مشيرا إلى أنه يتم العمل على أكثر من محور لزيادة حجم التجارة بين الأردن والعراق وإزالة أي صعوبات تواجه حركة التبادل التجاري وتحفيز رجال الأعمال للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين. وشدد الشمالي على أهمية إقامة معرض الصناعات الأردنية في بغداد في هذا التوقيت من عدة زوايا أهمها إيصال رسالة بعودة الأمن والاستقرار إلى العراق الشقيق باعتبار المعارض أيضا نافذة لزيادة حجم التجارة البينية وإتاحة المجال للقطاع الخاص في كلا البلدين للالتقاء والتعرف على منتجات كل طرف. وقال:” نأمل أن يشكل المعرض رافعة وانطلاقة جديدة لعودة العلاقات التجارية بين البلدين إلى سابق عهدها حيث كانت المبادلات التجارية تتجاوز ملياري دولار، ونرحب أيضا بتنظيم معرض للصناعات العراقية في الأردن مع التأكيد على أهمية استمرار إقامة المعارض لغرض دعم أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين.” وأشار الشمالي إلى أن إقامة مثل هذه المعارض تساهم في تعظيم الفرص من خلال اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال الأردنيين وأشقائهم العراقيين والتي تُحفزِّها البيئةُ الاقتصادية الداعمة الناشئة عن السياسات الاقتصادية والاستثمارية الحكومية التي تتفاعل وتتكيف مع الظروف المتغيرة بفعل تطورات سياسية واقتصادية تشهدها المنطقة. وفي سياق متصل، قال الشمالي إن الحكومتين الأردنية والعراقية، وترجمة لتوجيهات قيادتي البلدين، تعملان لإنجاز مشاريع استراتيجية في غاية الأهمية لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما وتوفير الظروف المناسبة للقطاع الخاص في كلا البلدين لإقامة شراكات استثمارية فاعلة تخدم مصالح البلدين وفي مقدمة ذلك مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة الذي يسير العمل فيه وفق المخطط المعد لذلك، والان هو في مرحلة إعداد الجدوى الاقتصادية للمشروع من قبل شركة استشارية عالمية متخصصة. وأشار إلى أن قطاع الصناعة الأردني يعتبر من أهم الروافد للاقتصاد الأردني ويعد محفزاً كبيراً لبيئة الاستثمار والأعمال، حيث شهد القطاع تطوراً كبيراً على مدى العقود الماضية وفرض نفسه بقوة في الأسواق العالمية، خاصة في ظل تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم أجمع، مبينا أن الصناعات الأردنية أصبحت تنافس صناعات دول متقدمة بفضل التوجيهات الملكية السامية والخطط والسياسات الحكومية التي ركزت على تطوير القطاع الصناعي وتعزيز تنافسيته من خلال توفير بيئة استثمارية منافسة وتدعيم أركان الاقتصاد الوطني. وقال الشمالي لقد تم تهيئة التشريعات الناظمة للنشاط الاقتصادي لإحداث نقلة نوعية على صعيد تحسين الجاذبية الاستثمارية للمملكة ومعالجة المعيقات التي تواجه المستثمرين وتوحيد المرجعيات التي تعنى بالاستثمار ومنح الحوافز للمشاريع الاستثمارية، حيث أن المنتجات الأردنية أصبحت تصل اليوم إلى أكبر وأهم الأسواق العالمية بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها الأردن على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، حيث شكلت المنتجات الصناعية ما نسبته 86 بالمئة من إجمالي الصادرات الوطنية في العام 2020، وصلت هذه الصناعات إلى 140 دولة حول العالم، مما مكن أصحاب الأعمال من الاستفادة من فرص الوصول إلى الأسواق المتاحة للمنتجات الصناعية الأردنية لدخول أسواق الشركاء التجاريين للمملكة. بدوره، قال وزير الصناعة والمعادن العراقي إن افتتاح معرض للصناعات الأردنية في بغداد يحمل في طياته تأكيدات حرص البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما في مختلف المجالات وفي المقدمة زيادة حجم التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة. ولفت إلى أهمية وجود تعاون وشراكات اقتصادية مثمرة تعود بالنفع على البلدين والعمل المشترك لتجاوز أي معوقات تواجه حركة التجارة للدفع باتجاه إقامة مشروعات استثمارية من قبل القطاع الخاص والاهتمام أيضا بمشروع المدينة الاقتصادية الذي يجري العمل على تنفيذه. بدوره، قال رئيس غرفتي صناعة عمان والأردن فتحي الجغبير، إن تنظيم معرض متخصص للصناعات الأردنية في العراق الشقيق يأتي ضمن خطط وأهداف الغرفة في تعزيز وتطوير العلاقات التجارية سعيا إلى تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يحقق المنافع المشتركة. وأضاف أن العراق يعد من الأسواق التقليدية الرئيسية التي يعول عليها كثيرا لزيادة الصادرات الوطنية بحكم القرب الجغرافي وقدرة الصناعة الوطنية على تلبية احتياجاته من مختلف السلع بأسعار منافسة وجودة عالية. وأكد حرص الغرفة على تذليل الصعوبات التي تواجه حركة انسياب السلع بين البلدين من خلال التواصل مع الجهات الحكومية المعنية للسعي إلى حلها وتعزيز الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ولا سيما في ظل الجهود السياسية التي تبذل لتوسيع شراكات البلدين الاقتصادية. وبحسب الجغبير، يتضمن المعرض عينات أمام رجال الأعمال العراقيين وبيعا مباشرا للجمهور والمستهلك النهائي، وتمثل المشاركة الأردنية قطاعات متعددة منها: الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل، ومنتجات البحر الميت، والدهانات وكيماويات البناء، والصناعات التموينية والغذائية والزراعية والثروة الحيوانية، والصناعات الخشبية والأثاث، وقطاع الصناعات البلاستيكية والمطاطية، والصناعات الهندسية والكهربائية وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الجلدية والمحيكات، وقطاع صناعات التعبئة والتغليف والورق والكرتون واللوازم المكتبية، والصناعات الإنشائية. من ناحيته، أشار مسؤول ملف التصدير إلى العراق في غرفة صناعة الأردن، إيهاب قادري، إلى أهمية السوق العراقية بالنسبة للمنتجات الأردنية، مبينا أن المنتجات الأردنية تتمتع بجودة عالية وتستطيع المنافسة في العراق. وبين قادري أن المعرض يتضمن عرض عينات لمنتجات 75 شركة أمام التجار العراقيين، بينما تقوم 20 شركة أخرى بالبيع المباشر للجمهور للتعريف بالمنتج الأردني للمستهلك العراق. وأكد قادري أن الغرفة تسعى من خلال إقامة المعرض في أرض المعارض في بغداد على مساحة 2000 متر مربع، إلى إعادة الألق وتواجد المنتجات الأردنية داخل السوق العراقية، مبينا أن المعرض يشكل فرصة كبيرة لترويج الصناعة الأردنية وبناء علاقات مع التجار العراقيين؛ سعيا إلى تحقيق الصفقات التجارية. وأوضح أن السوق العراقية تعد شريانا مهما لزيادة الصادرات الوطنية، خصوصا وأنها كانت تشكل 19 بالمئة من إجمالي الصادرات الصناعية قبل إغلاق الحدود البرية عام 2015. فيما قال مدير ترويج الاستثمار والمعارض في وزارة الاستثمار، بلال حموري، إن الوزارة تساعد في تنظيم المعارض من أجل فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الأردنية، مشيرا إلى أن الوزارة قدمت دعما ماليا للمشاركين من أجل إتاحة الفرص لهم للتواجد بالأسواق الخارجية وعرض منتجاتهم. من جهته، أكد نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع، ضيف الله أبو عاقولة، أن مشاركة النقابة تأتي كون قطاع التخليص ونقل البضائع هو من القطاعات الرئيسية المساندة للقطاع الصناعي من حيث نقل وتصدير واستيراد وتخليص البضائع كافة وإتمام جميع الإجراءات المطلوبة، لافتا إلى أهمية المشاركة في البضائع لترويج المنتجات الأردنية وفتح أسواق جديدة. وعقد الوزير الشمالي على هامش فعاليات المعرض سلسلة لقاءات مع وزراء ومسؤولين عراقيين وممثلي القطاع الخاص لبحث آليات تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقال إن المنطقة الحرة المشتركة بين البلدين في مراحلها النهائية، حيث تم استملاك الأراضي الخاصة بها؛ تمهيدا لاستكمال جميع الإجراءات.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/14 الساعة 18:25