واقع مائي حرج جداً
العجز المائي قد يصل في هذا الصيف إلى 15 مليون متر مكعب، نحن إذا في مواجهة واقع مائي حرج جداً وهو مرشح لأن يزداد تعقيداً سنة بعد أخرى وفي أقل الدراسات تشاؤماً هذا العجز سيبلغ 15 مليون متر مكعب حتى عام 2525.
من يستمع إلى شكاوى المواطنين كل طالع شمس عبر الإذاعات عن إنقطاع المياه يعرف حجم المشكلة, فمن حق الأردن تنويع خياراته في هذا الملف الشائك لإنقاذ مواطنيه، وإن كانت الحكومات المتعاقبة تراخت فيه فليس مقبولاً من الآن فصاعداً أي تباطؤ.
مؤخراً وقع الأردن إتفاق نوايا دخل على إثرها في مرحلة دراسات الجدوى لإنشاء محطة للطاقة الشمسية تزود إسرائيل بالكهرباء مقابل تزويدها الأردن بالمياه, محطة الطاقة الشمسية ستوفر 600 ميغاوات من الكهرباء فيما سيحصل الأردن على 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً من محطة تحلية ستقام على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
الأردن بالمرتبة الثانية على مستوى العالم كأكثر دولة تعاني من شح المياه، وتبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المتجددة للمياه 80 متراً مكعباً فقط وهي أقل بكثير من النسبة المحددة بـ 500 متر مكعب للفرد عالمياً.
ما زالت الاعتراضات تتصاعد حول إتفاق نوايا ما زال خاضعاً لدراسات الجدوى ومعظم المعترضين أسبابهم مبدئية والأمر يتعلق بمشاريع مع إسرائيل أما موضوع المياه ونقصها فهو ليس بالبال, فعلى الحكومة أن تحل هذه المشكلة بأي ثمن, هذا كله مفهوم, لكن ما هو غير مفهوم, هو النظر الى المصالح الأردنية أولاً وأخيراً حتى لا نكون كمن يطلق النار على قدمه لمعاقبة جاره الذي هضم حقوقه.
رفض أي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل لأنها دولة احتلال، موقف مقبول لكنه رهنا على أصحابه, فالحكومة التي ترتبط باتفاق سلام ليس بإمكانها أن ترفض توابع هذا الإتفاق وهو العلاقة في حدود أمنها ومصالحها القومية وبتوازن تام مع حفظ الحقوق والأردن لا يستطيع أن يقدم نفسه باعتباره دولة تقف ضد السلام وإلا ما معنى كل رسائل الإعتدال والوسطية والسلام التي ظل يرسلها على مدى قرن منذ تأسيس الدولة.
المحطة الشمسية ستبنى الأردن سيقدم الأرض، ومحطة التحلية في إسرائيل في تبادل للطاقة والمياه وعوائد المشروع الذي تزيد تكلفته على 2 مليار دولار تموله مساعدات ومنح وقروض وتمويل ذاتي. ستوزع على الشركاء.
شعارات مثل نعطش ونجوع ونموت, لم تسمن ولم تغن عن جوع في ستينيات القرن الماضي فذهب من رفعها دون أن يستعيد شبراً واحداً من الأرض.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي