ماذا يجب عليك شرب ماء الزبادي؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/13 الساعة 16:11
مدار الساعة - لطالما كان موضوع تناول الحليب ومشتقاته الذي يعدُّ أحد أكثر العناصر الغذائية فائدة للصحة، موضع جدل؛ بسبب أننا المخلوقات الوحيدة على وجه الأرض التي تستمر في تناوله في مرحلة بعد البلوغ.
أهمية الحليب ومشتقاته للإنسان
توفر الألبان البروتينات عالية القيمة الحيوية والدهون والكربوهيدرات (اللاكتوز والسكريات قليلة التعدد) والفيتامينات (فيتامين أ، وفيتامين ب12 وفيتامين ب2 والنياسين والبيريدوكسين، فيتامين ب1 وحمض الفوليك) والمعادن (مثل الكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم والبوتاسيوم والزنك).
وتقول الدكتورة ماريا جوليا أوكون بريتون، المتخصصة بالغدد الصماء وعضو قسم التغذية في الجمعية الإسبانية للغدد الصماء والتغذية (Seen): 'لا يمكن اعتبار النظام الغذائي الذي يتم اتباعه باستبعاد الألبان ومشتقاتها متوازناً، حيث لا تستطيع الأطعمة الأخرى تلبية الاحتياجات اليومية الإجمالية لبعض العناصر المغذية، إذ يغطي كأسان من الحليب الاحتياجات اليومية للجسم من الكالسيوم بنسبة 60%، ومن الزنك بنسبة 80%، كما يوفران 90% من فيتامين B'.
وأضافت بحسب موقع ABC أنه قد يؤدي نقص الكالسيوم إلى الإصابة بالكساح أو الرخد في مرحلة الطفولة، والإصابة بهشاشة العظام عند البلوغ، ولكن زيادته تزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة.
كما حذرت بريستون من أنه لا يوجد حد معين في استهلاك المنتجات الخالية من اللاكتوز إذا كان من الصعب هضمها، لكن إذا لم تسِر الأمور بشكل جيد فيمكنك استشارة الطبيب.
في حين يقول الدكتور فيديريكو أرجويلس، المتخصص في الجهاز الهضمي ورئيس المؤسسة الإسبانية للجهاز الهضمي (FEAD): 'لا يُفضل تجربة حِميات غذائية حينها؛ لأن أمراضاً أخرى أكثر خطورة؛ مثل مرض التهاب الأمعاء أو سرطان القولون قد تبدأ بأعراض مشابهة'.
تسهيل امتصاص الكالسيوم
الكالسيوم لا يوجد فقط في الألبان، الأطعمة الأخرى مثل الأسماك الغنية بالزيوت (السردين والأنشوجة)، والخضراوات الورقية الخضراء، والبقول أو المكسرات مثل اللوز، تحتوي أيضاً على كميات مثيرة للاهتمام.
لكن بعض المواد الغذائية التي تحتوي عليها الألبان مثل الكازين واللاكتوز، أو فيتامين (د)، تُسهل من امتصاص الكالسيوم في الأمعاء أكثر من غيرها من الأطعمة'.
وتوصي الأدلة التي أعدتها الجمعيات الوطنية والدولية بتناول 2-4 حصص من منتجات الألبان يومياً.
وتعادل الحصة الواحدة كوباً من الحليب (250 مللي)، أو كوبين من الزبادي، أو نحو 40-60 غراماً من الجبن المعالج أو 80-127 غراماً من الجبن الطازج.
ليست مسؤولة عن زيادة الوزن
السعرات الحرارية لمنتجات الألبان ليست كبيرة، إذا ما وضعنا في الاعتبار قدر ما تحتويه من الغذاء.
في الحقيقة، هناك دراسات ترصد العلاقة بين المقدار الذي يتم تناوله من اللبن ومشتقاته ومخاطر السمنة ومرض السكري من الدرجة الثانية.
وكما توضح الدكتورة أوكون بريتون: 'تفيد بروتينات اللبن في التحكم بالوزن، وله تأثير في تقليل الشهية'.
كما تشير المتخصصة إلى أن تناول الألبان قليلة الدسم، فضلاً عن الزبادي منزوع أو كامل الدسم، يقلل مخاطر الإصابة بمتلازمة الأيض وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويتطلب الأمر الاعتدال في السكريات والإضافات الأخرى التي نضيفها نحن أو تضيفها الشركات المنتجة لهذه المنتجات للتحلية ولتكون شهية أكثر.
لماذا يجب شرب ماء الزبادي؟
الزبادي الطبيعي إلى جانب وجود كل خصائص اللبن فيه، فإنه يحتوي على بكتيريا مفيدة للنباتات المعوية، وهي مصدر مهم للبروتين ذات القيمة البيولوجية الكبيرة، التي توجد أيضاً في الماء (المصل) الذي يتخلص منه الكثيرون.
وتقول الدكتورة نانسي بابيو، منسقة التغذية البشرية والحِمية والمتخصصة بالسمنة واضطرابات الأكل: 'ليس من المنطقي أن تدفع في هذا النوع من البروتين وتلقي في المغسلة الماء الموجود في الزبادي الذي تجده أعلى العلبة عند فتحها، لذلك توقَّف عن تحريك علبة الزبادي قبل فتحها أو تقليبه بالملعقة'.
وأضافت أن اللبن والزبادي بديل طبيعي عن البروتين الاصطناعي، ويحتويان تحديداً على نوعين من البروتينات المهمة؛ مصل اللبن والكازين.
الحليب كامل الدسم
أجريت دراسة على شرائح واسعة من السكان تناولت العلاقة بين تناول الألبان كاملة الدسم والوزن والإصابة بالأمراض، وهنا بدأت الشكوك تظهر إلى النور.
فبعض الأبحاث أشارت إلى أن من يشربون الحليب كامل الدسم يتمتعون بوزن أقل وهم كذلك أقل عرضة للإصابة بمرض السكري، حسب ما رصدته مجلة The Time الأمريكية.
فالدراسة الجديدة المنشورة في مجلة Circulation العلمية وضعها د. داريوش مظفريان وزملاؤه حينما فحصوا دم 3333 شخصاً بالغاً من المسجلين في برنامج دراسة صحة الممرضات وفي برنامج متابعة صحة العاملين في حقل الصحة، وهما برنامجان استمر العمل فيهما منذ أكثر من 15 عاماً.
ووجد فريق الدراسة أن من يتناولون كميات أكبر من 3 أنواع مختلفة من منتجات الألبان كاملة الدسم يكون لديهم في المتوسط نسبة 46% أقل للتعرض للسكري خلال فترة الدراسة، مقارنة بمن تناولوا كميات أقل.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/13 الساعة 16:11