كأس العرب في قطر نظرة وفكرة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/10 الساعة 16:20
مع انتهاء الدور الأول لبطولة كأس العرب وبدء دور الثمانية اليوم، وبعيدا عن جماليات التنظيم وروعة الاستضافة والإبداع القطري فكرا وأداء وقد تناولت ذلك في مقال سابق بعنوان ( قطر تختلف وتؤكد )
واقول البطولة في قطر اختلفتْ عن سابقاتِها وأتعبت منْ بعدَها .
وأتكلم بنظرة حيادية بعيدا عن العواطف ولا شك أن جميع الفرق لها من المكانة في القلب الكثير وكلنا أشقاء ولا خاسر بين الأشقاء.
ومن وجهة نظري الشخصية وقد أكون مصيبا أو مخطئا فإن الدور الأول خلا من المفاجآت المدوية، وجاءت النتائج قريبة جدا من التوقعات وعن نفسي فقد توقعت في صفحتي الشخصية وبعد الجولة الأولى لكل مجموعة أسماء الفرق المتاهلة وجاءت مطابقة تماما بالاسم والمركز باستثناء مجموعة مصر والجزائر حيث جاءت مصر أولا والجزائر ثانيا بعد التعادل في كل شيء حيث تم الحسم باعتماد مبدأ اللعب النظيف، وكان توقعي الشخصي الجزائر أولا ومصر ثانيا وهذا يدل على أن التأهل لم يكن فيه مفاجآت بنظري، ومن حيث نتائج اللقاءات فإنها أيضا لم تكن ذات مفاجآت عالية باستثناء فوز المنتخب الاردني على المنتخب الفلسطيني، حيث لم يكن متوقعا بذات النتيجة وأيضا الفوز لا يعكس واقع اللقاء، ولا يتناسب مع حجم الأداء الذي قدمه كل منهم في دوري المجموعات،
وأما الفوز السوري على المنتخب التونسي فإنه قد يخالف توقعات البعض ولكنه لا يعتبر مفاجأة مدوية،
وأرى أن جميع الفرق المشاركة أظهرت تحسنا وتقدم في المستوى الكروي باستثناء المنتخب السوداني ثم المنتخب الاردني.
وكما شهدت البطولة اربعة فرق ظهرت بشخصية البطل وهي المغرب والجزائر وقطر ومصر، وشهد الدور الأول نهائيا مبكرا تمثل في لقاء مصر والجزائر، وسنشهد نهائي آخر في دور الثمانية بين المغرب والجزائر والفائز منهم مرشحا بدرجة عالية لحصد اللقب في طريق اصعب ومتوقع ان نشهد نهائيات أخرى.
وعن المنتخبات وبغض النظر عن النتائج، وقياسا بالإمكانيات والظروف والنظر إلى الاداء اقول أن:
١. المنتخب اللبناني كان مقنعا وممتعا وواقعيا، وقدم أداء رائعا وكان في المجموعة الأصعب ولو جاء بغيرها لكان من الممكن أن نراه متاهلا.
٢. المنتخب العراقي لم يكن سيئا بالاداء وقدم ما هو ممكنا أن يعول ويبنى عليه.
٣. المنتخب السوري قدم جيدا لكن عدم الاستقرار الفني قد يكون ذو أثر سلبي مع توقعي أن التغيير الأخير لن يستمر طويلا.
٤. المنتخب العماني من المنتخبات المتطورة جدا رغم أنه يعاني من سوء طالع وعدم توفيق هجوميا وأخطاء في المنظومة الدفاعية في لحظات قاتلة وحساسة.
٥. المنتخب السعودي شارك بعناصر من الشباب كون البطولة ليست في أيام الفيفا وأيضا لإكساب عناصر الشباب الخبرة والقدرة من أجل صناعة منتخب وعناصر رديفة للمنتخب الأول، وأيضا لم يرغب بمخاطر الاصابات أو الإجهاد لعناصره الرئيسية التي تتصدر مجموعتها في تصفيات كأس العالم، واعتقد أنه كان موفقا بقراره رغم أن قرار المشاركة بالمنتخب الاصلي له مبررات تحترم والرأي الأول أو الثاني كرويا ليس فيهم صح او خطأ مطلقا.
٦. المنتخب التونسي منتخب متقدم بالتصنيف وقوي ولكنه عانى من عدم فرض شخصية البطل في اللقاءات.
٧. المنتخب الإماراتي وانا شخصيا أخالف الآراء التي تبالغ بانتقاده وأقول أن المنتخب قدم على الأقل أداء ونتائجا ما لا يقل عن رتبة جيد جدا، وأعتقد أن المنتخب يبشر بخير وهناك إمكانية للتقدم والظهور أقوى وأفضل في ظل استمرار الاهتمام ومعالجة بعض الثغرات أو الأخطاء اينما وجدت.
٨. المنتخب الموريتاني حقيقة رغم الخسارة الأولى والثقيلة إلا أنه ظهر واضحا ارتفاع نسق ومستوى الأداء من لقاء الى آخر.
٩. المنتخب الفلسطيني وهو الملقب بالفدائي اسم على مسمى، ويتطور من بطولة لأخرى وعن نفسي جدا معجب به خصوصا إذا ما نظرنا إلى ظروفه وهي الأصعب على الإطلاق، وكان يستحق أو على الأقل قريب من التأهل، وإن شاء الله يتحقق ذلك قريبا، وحبذا لو يتم دراسة دعمه من الدول الأخرى سواء ماديا أو بالافكار والخبرات والبنية التحتية والمنشآت الرياضية ليس من باب الحاجة بل من باب الرمزية والقدسية لفلسطين الحبيبة، وكنت أتمنى أن يمنح الفريق جائزة خاصة على المشاركة رغم الظروف الصعبة تساهم في تذليل الصعوبات التي يواجها المنتخب.
١٠. المنتخب البحريني منتخب ليس سهلا أبدا وبحاجة إلى وقت وسيكون له كلمة اقوى.
١١. المنتخب السوداني لم يقدم المأمول ومشاركة تعتبر للنسيان، وإن شاء الله قادر على الظهور الأفضل في قادم الايام.
١٢. المنتخب المغربي هو الأقوى اداء ونتائج وحصد العلامة الكاملة ولكنه أيضا لم يتعرض إلى اختبار قوي في المجموعة.
١٣. المنتخب الجزائري لا يقل شأنا عن المغربي كما أنه يواصل مسيرته في عدم تلقي الخسارة وخاض لقاءات اصعب خصوصا مع المنتخب المصري وانتهت بتعادل إيجابي.
١٤ . المنتخب المصري منتخب متميز ويحمل تاريخ وإرث، ويقدم واقع جميل ورغبة واضحة وعمل ظاهر لإحراز اللقب.
١٥. المنتخب القطري بطل آسيا عن جدارة واستحقاق في النسخة السابقة، ويتصاعد بالاداء وحصد العلامة الكلامة بالحصول على تسع نقاط وأتوقع أن يظهر بشكل أفضل واقوى في الدور الثاني ويواصل المسير إلى الارتقاء والاعتلاء كرويا.
١٦. المنتخب الوطني الاردني النشامى الذي يؤلمني قلبي على أدائه الذي لم يرضي طموحنا وررغباتنا، فالنشامى لديهم الكثير وينتظر منهم الأكثر ولا نرضى بتأهل مصحوب بأداء باهت ولا نسعى إلى تأهل تخدمنا فيه ظروف ومعطيات نريد أداء يسعد وشكل نعرف وتكتيك مناسب، وحماس مشهود وقتالية معروفة وروح عالية يفرضها ويقدمها النشامى في المحافل الكروية ويذللوا الصعاب، ويبذلوا جهدا وعطاء يفوق التصور والتوقع، وعلى الجهاز الفني والمنظومة الكروية مراجعة ما حدث وأخذ العبر والتصحيح بسرعة وإجراء التغيرات المطلوبة والضرورية، فنحن لا نملك ترف الوقت، وكنت قد تناولت الموضوع في مقالات كثيرة وأخرها مقال بعنوان ( مطلب هام ) .
أخيرا أمنيات التوفيق للجميع وحظا أوفر لمن غادر والشوق لمن لم يشارك، والرغبة باستمرار البطولة، وما سبق من حديث عن الأداء مجرد رأي متواضع من شخص يصيب ويخطىء، ولكنه يحمل المحبة لكل بلد عربي، ويتمنى ويرغب بالأفضل ويؤمن أنه فرق كبير بين من يهوى الانتقاد وبين من يعشق التصحيح والحال الافضل.
وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/10 الساعة 16:20