قنابل بيننا ستنفجر فجأة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/08 الساعة 23:46
ليس هناك ما هو أسوأ من عدم اليقين والتشكيك دون علم ولا معرفة، والأكثر سوءا أن يعتلي من لا يعرف شيئا ظهور الجمهور، ليس خوفا عليهم بل هو حب الظهور وتوزيع الفتاوى على الناس، والأخطر هي المرحلة التي وصل اليها العالمون لدرجة كبيرة بخطورة الوضع الوبائي الذي أعادنا الى مربع النصف الثاني من العام 2020 ثم يجمدّون علمهم واتباع بعض الجهلة الذين يظنون أنهم خلفاء لعلماء الأمراض ومكتشفي المطاعيم التي حُقنت بأذرع ملايين الأطفال خلال القرن الماضي، ثم يخرج فطحلٌ ما ليقول: العمر بيد الله، ألم يقل الله: «ولا ترموا بأنفسكم الى التهلكة»؟. لدي شخصيا تعاطفا حيوي مع الأشخاص الذين يرفضون مبدأ المطاعيم التي بدأ استخدامها في أقل من عام، فالإنسان يُغلّب الخوف على الإطمئنان حينما يشعر بأنه مستهدف، ولكن في النهاية الحتمية وفي ظل الإجراءات الرسمية التي ستحاصر غير المطعمين عما قريب، فإن الاستسلام للواقع المرّ سيكون شرا لا بد منه، وإن كان أخذ اللقاح طواعيا أو جبريا سيعم الجميع، فلا يمكن لأي شخص أن يفلت من العقوبة المانعة لحركته، فلماذا لا يذهب أرباب العائلات لتلقي اللقاح، بينما أطفالهم يتلقون لقاحات ضد العديد من الأمراض منذ السنة الأولى. مما رصدت خلال فترة قصيرة جدا عن حالات الإصابة القاتلة في الأسابيع السابقة، قد أظهر جنونا مؤقتا لدى البعض، فموت شاب رائع يبلغ من العمر 35 عاما ويترك طفلتيه الصغيرتين في حضن أمهما، يتحمل الذنب في ذلك صديق له دعاه لمنزله لمناقشة شأن ما رغم معرفة ذلك الصديق بأنه مصاب بالكورونا وزوجته أيضا، والأخيرة أقامت الدنيا وأقعدتها على زوجها ثم اتصلت بالمرحوم بعد مغادرته لتخبره بأنهم موبوئين وأن زوجها لا يريد أن يعرف أحد عن إصابتهما، وفي اليوم التالي ظهرت الأعراض القاتلة على المرحوم وأركسته في المستشفى لعشرين يوما قبل أن يتوفى. في حالة أخرى،رواها شاهد عيان لمراسم دفن امرأة توفيت جراء إصابتها بكورونا، قام ابن اخيها بالكشف عن وجهها وتقبيلها، رحمها الله، والناس مشدوهون ثم بعد يومين وقع في مصيدة المرض، وهناك الكثير من القصص التي نراها أو نسمع عنها تنبؤك عن جهالة متعمدة عند البعض ممن يصرون على التباهي بأنهم أقوى من الفيروس، وأن الفيروس هو مؤامرة عالمية لتغيير جيناتنا مقطوعة الوصف، حيث تجدهم يتزاحمون في الأسواق والعيادات الطبية وبيوت العزاء والحفلات الغنائية والأفراح دون أخذ الاحتياطات اللازمة او التباعد، بل إنني أجد نفسي مثلهم تماما في بعض المواقف. المثل الشعبي يقول: «من خاف سَلمّ»، والمعنى أن من يستشعر الخطر يهرب منه، فكيف بأجسام مصابة وناقلة للفيروس وقد لا تظهر لديهم الأعراض ولكنها تنقل العدوى لأمهاتهم أو آبائهم أو أي إنسان ليس له ذنب، فهولاء قنابل خطيرة، أكان مرضيا أو فكريا، فالعالم بدأ يندحر الى الوراء والوفيات والإصابات ترتفع عندنا وحول العالم، وإذا بقينا مستهترين سندفع الثمن من عافيتنا وأحبتنا ومعيشتنا التي تضعضعت. إن الاعتماد على الحكومات وإجراءاتها وانذاراتها وتعليماتها لن تفيدنا بشيء، فعدد الإصابات غير المرصودة أكبر بكثير مما قد تحصيه فرق التقصي الوبائي وهذا يجب أن يدفعنا الى الحذر والتزام الإجراءات الطبيعية التي يتعامل مع البشر الأسوياء، من نظافة وابتعاد عن المكاره، والحفاظ على حياة أطفالنا الذين بدأت تظهر عليهم أعراض المرض في المدارس والحضانات والبيوت ايضا. نعلم جيدا أن هناك إجراءات قسرية وهناك تضارب في الآراء والغايات والمصالح للبعض، ولكن لا بد من أخذ المطاعيم لا الإلتفاف عليها، فمن لا يحمي نفسه لن يجد من يحميه سوى الله بقدره، وليس أوضح من نصيحة قالها الشاعر حمود البغيلي إذ قال: «تريد تغرق روح إغرق لحالك... ما في داعي تغرق الناس وياك». Royal430@hotmail.com الرأي
  • كورونا
  • الوفيات
  • انذارات
  • ضانا
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/08 الساعة 23:46