العيسوي: من يعرف تاريخ هذا الوطن يقف إجلالا واحتراما لمسيرته
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/06 الساعة 12:08
مدار الساعة - نشرت مجلة الأقصى العسكرية، التي تصدرها مديرية التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، في عددها الأخير، مقالا لرئيس الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، يوسف حسن العيسوي، تحت عنوان "الحسين الباني ذكرى... وعبدالله المعزز: مسيرة بناء وإنجاز تتواصل".
وفيما يلي نص المقال:
الحسين الباني ذكرى خالدة... وعبدالله المعزز: مسيرة بناء وإنجاز تتواصل
تحل في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من كل عام، ذكرى ميلاد الراحل العظيم، وباني نهضة الأردن، جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ونستذكر، كما يستذكر الأردنيون، قيادة حكيمة، ومسيرة حافلة بالإنجازات على مدى سبعة وأربعين عاما، عاشها الحسين وشعبه الوفي، وهم يعملون من أجل الوطن وإعلاء شأنه ومن أجل العرب والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم العادلة.
لقد وقف الأردن في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراه، إلى جانب أمته العربية والاسلامية بمواقف مشرفة واتسمت سياسته الخارجية بالاتزان والواقعية والاعتدال، مما وضع الأردن على خارطة العالم، دولة عربية تؤمن بالسلام، وتعمل على تحقيق ما ترنو إليه الشعوب من حياة فضلى وأمن واستقرار.
إن شعار الحسين طيب الله ثراه "الانسان أغلى ما نملك" ترجمة لاهتمامه بالإنسان الأردني ودعوته إلى أن يكون الاستثمار في الانسان الأردني تعليما وتدريبا، هدفا ساميا، لإعداد جيل قادر على التحليل والتفكير والابداع.
ويتطلع أبناء وبنات الشعب الأردني، بكل مشاعر الفخر والاعتزاز، إلى الإنجازات المتواصلة التي تحققت في عهد عميد آل البيت الأطهار، وقائد مسيرة البناء والتحديث، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي سار على نهج آبائه وأجداده من بني هاشم الغر الميامين، في استكمال مسيرة التنمية والتطوير.
لقد آمن الهاشميون، ومعهم الأردنيون، أن بناء الأردن لا يكتمل بغير الإرادة، والعزم والتصميم، والانتقال إلى المستقبل الزاهر، فأصبح الوطن حكاية مجد ملهمة، حصنّه الهاشميون بالأمل وبالعمل، والحكمة والحصافة، وبعد النظر وعمق الرؤية، وسيجّه الأردنيون بالوعي المستنير.
ويقود جلالة الملك عبدالله الثاني، مسيرة البناء والإنجاز بحكمة وإرادة وعزيمة، فالوطن الغالي بقيادته الهاشمية الحكيمة، يحتفي بمئويته الأولى، مئوية شاهدة على وطن أصبح نموذجا رياديا، في البناء والعطاء، والتميز والارتقاء، وواحة أمن واستقرار، وموئلا للإنجاز المستمر، الذي لا يتوقف أبدا عند حد، بل يتجاوزه الشعب الأردني بإرادته الحرة، وعزيمته التي لا تلين، وهو يسير بخطوات واثقة نحو مدارج العلا والرخاء والازدهار.
ويستحضر أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، مسيرة وطن حافلة بالإنجازات الريادية، التي تحققت برؤى هاشمية ثاقبة وملهمة، ترسم طريق المستقبل الواعد والمشرق، الذي يليق بوطن، شكل بقيادته الحكيمة وشعبه النبيل، أنموذجا يحتذى في العالم بأسره.
الاحتفالية هذا العام بتأسيس الدولة الأردنية، وفي ظل الظروف والأوضاع التي يمر بها العالم أجمع، يؤكدُ منعة الدولة وقوتها وقدرتها على الانجاز والتميز وتجاوز الصعاب والتحديات، ويشكل مرور مئة عام على تأسيس الدولة، فرصة للجميع ليتأملوا ويستلهموا، كيف أنشأ الهاشميون مجتمعا موحدا متماسكا، تحت مظلة دولة قوية مزدهرة، يعمل أبناؤها على مراكمة الإنجاز، وتحويل التحديات إلى فرص.
والأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، الذي وضع في سلم أولوياته، بناء الأردن الأنموذج، وإحداث نقلة نوعية في مسيرته، حقق تطورا ونموا وإنجازات كبيرة في مختلف القطاعات والميادين. وكانت قيادة جلالته حكيمة، ومساعيه مستمرة للنهوض بالاقتصاد الأردني، واهتمامه موصول ورعايته دائمة لأبناء وبنات شعبه، من خلال زياراته الميدانية ولقاءاته التواصلية، ومتابعته الدؤوبة لأداء مؤسسات الدولة.
وكما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، فإن من يعرف تاريخ هذا الوطن، يقف إجلالا واحتراما لمسيرته، التي كانت على مدى مئة عام، شامخة وصلبة كجبال الأردن، الذي بُني بسواعد أهله وأبنائه، وعزيمة وتضحيات الآباء والأجداد، الذين حققوا أعظم الإنجازات بموارد محدودة، وكتبوا قصة نجاح اسمها الأردن.
إن المبادرات الملكية، التي يطلقها جلالة الملك، وشكلت قصة نجاح ملهمة في العمل التنموي والإنساني، والتي تصب بمجملها، في إطار توفير سبل العيش الكريم، وتحسين الظروف الاقتصادية للأردنيين، في مختلف المناطق، وتوجيهات جلالته المستمرة، بسرعة التنفيذ والإنجاز للمشاريع التنموية، تأتي ترجمة حقيقية، لرؤى جلالته الحكيمة التي تستشرف المستقبل، وبناء الأردن الحديث والعصري، أردن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وصولا إلى تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة، وتوفير فرص العمل، وتأمين مستوى معيشي أفضل، لأبناء وبنات الشعب الأردني.
وفي كل اللقاءات التي تجمعني مع جلالة سيدنا، حفظه الله، أجد أن هم وهاجس جلالته الأول هو المواطن الأردني، والعمل على بناء المستقبل له، حيث أن توجيهات جلالته المستمرة، تركز على ضرورة التواصل مع المواطنين في جميع المناطق، والعمل الحثيث من أجل تقديم الأفضل لهم، وتلبية احتياجاتهم، وضمان تقديم خدمات نوعية لهم في مختلف المجالات، تسهم في توفير الحياة الفضلى، التي تليق بهم.
وتستهدف المبادرات الملكية، تقديم الأفضل للمواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وتمكينهم وتعزيز دورهم في خدمة مجتمعاتهم المحلية، فالانتقال بالشرائح الأقل حظاً في المجتمع الأردني، نحو الاكتفاء والإنتاجية والاعتماد على الذات، هي رؤية ملكية تستهدف تحسين واقع الخدمات التعليمية والصحية، وتقديم المساعدات العاجلة للحالات الأكثر إلحاحا، وتوفير الحاجات الأساسية مثل مساكن الأسر العفيفة، لتوفير البيئة الآمنة والصحية والحياة الكريمة، للأسر المستفيدة، وكذلك السعي نحو توفير فرص العمل، عبر المشاريع الإنتاجية المدرة للدخل، خصوصا لقطاعي المرأة الشباب، وإنشاء المراكز الشبابية، وتحسين واقع الأندية الرياضية، التي تشكل حاضنة لنشاطات الشباب ومواهبهم، إضافة إلى دعم الجمعيات الخيرية، لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها للفئات المستهدفة، وغيرها من المبادرات التي شملت جميع القطاعات ولامست احتياجات جميع شرائح المجتمع.
وتجسد مبادرة إنشاء أندية للمتقاعدين العسكريين تقدير جلالة الملك عبدالله الثاني للمتقاعدين العسكريين، واعتزازه بعطائهم المميز وتضحياتهم الجليلة في الدفاع عن حمى الوطن وصون مقدراته وتعظيم منجزاته، حيث يتم تنفيذ هذه الأندية في سياق المبادرات الملكية في جميع محافظات المملكة، وفق خطة زمنية متدرجة تهدف إلى الارتقاء بسوية الخدمات المتعددة المقدمة لهذه الفئة، وخصوصاً في مجالات التدريب والتأهيل.
وهناك حرص ملكي كبير، على النهوض بواقع القطاعين السياحي والزراعي وزيادة انتاجيتهما، وتطوير المناطق، التي يمكن الاستفادة منها، في إقامة مشاريع سياحية زراعية، في سياق المبادرات الملكية، في مختلف مناطق المملكة.
لقد تمكنت المبادرات الملكية، وعبر تعزيز الشراكة مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، من تطوير منظومة العمل التنموي والإنساني، في المجتمعات المحلية، وصولا إلى بناء مجتمعات، تعتمد على ذاتها اقتصاديا وتنمويا، من خلال الاستجابة المُثلى، للاحتياجات الحقيقية لهذه المجتمعات والفئات المستهدفة.
وفي الختام، فإن جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، يقود الوطن بثقة وإرادة وحكمة واقتدار، ويكرس كل جهوده وطاقاته، من أجل بناء المستقبل المشرق لشعبه النبيل، الذي سيظل دوما أكبر من كل التحديات، وصانعا للمجد والإنجاز، بقيادة جلالته الحكيمة الملهمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/12/06 الساعة 12:08