طوبى لهم..ولكن
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/20 الساعة 09:03
زياد الرباعي
الشهداء يتربعون على القلوب، يجلسون فوق عقال الراس، لانهم اصدق وانبل بني البشر، زفيرهم وشهيقهم للوطن، جالوه في وظائفهم من اقصى الشمال الى الجنوب، وتمددوا على ضفاف النهر والحدود شرقا وغربا، في خنادق لم تصنع الا للرجال.
صدى صوتهم اراد ان يعلو مع الشموخ في قلعة الكرك، بنهاية عام فقدنا فيه شبابا، يعشقون التراب، ويتلحفون السماء، لينام الابناء والاحفاد والضيوف على وثير الفراش.
الكلام الانشائي له ضرورة مؤقتة احيانا، لان العواطف مطلوبة، وتساعد في امتصاص الغضب، ولملمة الدمع في العيون، لتنسكب في مأتم شهيد، رغم الزغاريد والاهازيج المتوارثة استشعارا بعظمة الشهادة.
سنطوي صفحات الحزن بعد حين، ولكن لا يجوز ان تمر الامور دون تقييم ومحاسبة، فالدم طاهر ورائحته فواحة زكية، لكنه غال على اصحابه، ففقدان الاب لا يشعر به الا اليتم، وفقدان الابن كسر لجناح الوالدين، وفقدان رب الاسرة لا يضاهيه عوز مهما قدمنا من عواطف واموال وخطب رنانة.
ماذا بعد الكرك..سياسيا اعادة قراءة البوصلة التي تزداد انحرافا، واجتماعيا البحث في العدالة والفقر، ومنظومة القيم والتعيينات، وخاصة مع تنامي مصطلح اولاد الحراثين واولاد الذوات، والبحث عن رجال من طراز يدير البلد ولا تدار لمصالحه وابنائه ومحاسيبه، لان الناس في ردود افعالها ساخطة غاضبة، ما يوجب تحليل ذلك، وليس ادارة الظهر والاختباء وراء عباءات لم تعد تتسع للمغرضين واصحاب المصالح والمناصب.
وحدتنا الوطنية مقدسة، لا يجوز السماح لاي كان مهما علا بخدشها تحت كل الظروف ولاي سبب، واجهزتنا الامنية هي الباقية لنا بعد كل هذا الترهل الاداري والضائقة الاقتصادية واحاديث الفساد ما يوجب اعادة تقييم الاداء بما يدفعها لمزيد من الاحتراف، وهذا لا يمنع من محاسبة المقصرين فهم على ثغور الوطن وحماته، فأي تقصير ستكون عاقبته وخيمة، وثمنه غال، دفعناه وندفعه تباعا.
اما الاعلام فهو يدور في فلك الشخصنة والمصالح، وابتعد عن الناس وهموهم فابتعدوا عنه، والرهان عليه في الكثير من الازمات، وما الاستراتيجيات الا حبر على ورق تتبخر في اول أزمة كما يحصل دائما.
فلا تلوموا مواقع التواصل الاجتماعي، ومروجو الاشاعات، لانها تنمو في بؤر خصبة في ظل انشغال الإعلام ، فكاميرات ترافق المسؤولين وتنشغل بالارشيف وتتناسى ان هناك معركة بين الحق والباطل تدور رحاها في الازقة والشوارع والجامعات والمناهج المدرسية، وحتى بين المرء ونفسه. المصدر: الرأي
الشهداء يتربعون على القلوب، يجلسون فوق عقال الراس، لانهم اصدق وانبل بني البشر، زفيرهم وشهيقهم للوطن، جالوه في وظائفهم من اقصى الشمال الى الجنوب، وتمددوا على ضفاف النهر والحدود شرقا وغربا، في خنادق لم تصنع الا للرجال.
صدى صوتهم اراد ان يعلو مع الشموخ في قلعة الكرك، بنهاية عام فقدنا فيه شبابا، يعشقون التراب، ويتلحفون السماء، لينام الابناء والاحفاد والضيوف على وثير الفراش.
الكلام الانشائي له ضرورة مؤقتة احيانا، لان العواطف مطلوبة، وتساعد في امتصاص الغضب، ولملمة الدمع في العيون، لتنسكب في مأتم شهيد، رغم الزغاريد والاهازيج المتوارثة استشعارا بعظمة الشهادة.
سنطوي صفحات الحزن بعد حين، ولكن لا يجوز ان تمر الامور دون تقييم ومحاسبة، فالدم طاهر ورائحته فواحة زكية، لكنه غال على اصحابه، ففقدان الاب لا يشعر به الا اليتم، وفقدان الابن كسر لجناح الوالدين، وفقدان رب الاسرة لا يضاهيه عوز مهما قدمنا من عواطف واموال وخطب رنانة.
ماذا بعد الكرك..سياسيا اعادة قراءة البوصلة التي تزداد انحرافا، واجتماعيا البحث في العدالة والفقر، ومنظومة القيم والتعيينات، وخاصة مع تنامي مصطلح اولاد الحراثين واولاد الذوات، والبحث عن رجال من طراز يدير البلد ولا تدار لمصالحه وابنائه ومحاسيبه، لان الناس في ردود افعالها ساخطة غاضبة، ما يوجب تحليل ذلك، وليس ادارة الظهر والاختباء وراء عباءات لم تعد تتسع للمغرضين واصحاب المصالح والمناصب.
وحدتنا الوطنية مقدسة، لا يجوز السماح لاي كان مهما علا بخدشها تحت كل الظروف ولاي سبب، واجهزتنا الامنية هي الباقية لنا بعد كل هذا الترهل الاداري والضائقة الاقتصادية واحاديث الفساد ما يوجب اعادة تقييم الاداء بما يدفعها لمزيد من الاحتراف، وهذا لا يمنع من محاسبة المقصرين فهم على ثغور الوطن وحماته، فأي تقصير ستكون عاقبته وخيمة، وثمنه غال، دفعناه وندفعه تباعا.
اما الاعلام فهو يدور في فلك الشخصنة والمصالح، وابتعد عن الناس وهموهم فابتعدوا عنه، والرهان عليه في الكثير من الازمات، وما الاستراتيجيات الا حبر على ورق تتبخر في اول أزمة كما يحصل دائما.
فلا تلوموا مواقع التواصل الاجتماعي، ومروجو الاشاعات، لانها تنمو في بؤر خصبة في ظل انشغال الإعلام ، فكاميرات ترافق المسؤولين وتنشغل بالارشيف وتتناسى ان هناك معركة بين الحق والباطل تدور رحاها في الازقة والشوارع والجامعات والمناهج المدرسية، وحتى بين المرء ونفسه. المصدر: الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/20 الساعة 09:03