القوّة الغلاّبة في وجه الإرهاب
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/20 الساعة 09:01
طارق مصاروة
كل هذا الهياط والمياط - كما يقول ابو العلاء - لا يغني عن عقل استخباري متقدم، وتحقيق قضائي - امني ذكي. فالارهاب، في هذه المرحلة، لا يحلم بعمليات كبرى - كما جرى في العراق وسوريا وليبيا.. والى حد ما مصر - وما استطعنا تحديده في الحدلات، والبقعة، واربد واخيرا في القطرانة والكرك هو عمليات اثبات وجود، وتهديد لما سيكون عليه الدور العسكري والاستخباري الاردني في المستقبل القريب.
استراتيجية العقل القيادي الآن هو: ابقاء منطقة الفراغ في الجنوب السوري على ما هي عليه.. مسيطر عليها من بعيد، وتعزيز الوجود العسكري الاردني حول الرقة من ضمن قوة التحالف الدولي الاميركي - الاوروبي - الكندي.
ولعل عودة داعش الى تدمر وحول دير الزور هو محاولة لقطع الطريق البري على اية قوة عربية يمكن ان تشارك في العمليات العسكرية الى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تأخذ الان شكل ثلاثين الف مقاتل وتغطية جوية بالغة القوة.
الارهاب – داعش والمسميات الاخرى – لا تستطيع التحرك في الاردن اكثر من حركة الذئاب المنفردة، ويذكرنا رقم اربعة بمجموعات صبري البنا التي هاجمت فندق الاردن بعمان، وآخر في دمشق، في السبعينيات من القرن الماضي ونظن ان هناك خلايا نائمة ليست قليلة، لكن نشاط المخابرات والامن الوقائي، والتزام المواطنين بالخفارة الشعبية قادر على احباطها وقد نشأت في لبنان مجموعة لم تعش طويلا، ولم يفهم الناس مغزاها الفكري، وهي مجموعات «كل مواطن خفير» التي انشأها رفيقنا الكاتب سعيد تقي الدين وبشارة الدهان وصحبهما وفهم تقي الدين الصلح الذي صار رئيس وزراء في لبنان. فالخفارة الشعبية هي اخطر ما يواجه الارهاب في وضعه المحدود كما هو في الاردن او في لبنان، ولا نقول العراق او سوريا لان النظام فيهما لا يؤمن بالشعب، او انه جنّد مجموعات طائفية تمارس ارهابا لا يختلف عن ارهاب داعش والنصرة وغيرهما.
لقد وقف شعبنا دون اي «حزب عقائدي» في وجه المدّ الناصري ايام كان غير بعيد عن الرمثا، ووقف عام 1970 في وجه منظمات فلسطينية لم تكن معنية بفلسطين بقدر ما كانت معنية بخدمة الدول التي تدفع وتسلّح. ووقف في وجه الفوضى الفكرية التي اسمت نفسها الربيع العربي،.. هذا اذا فهمنا بعمق حركة التاريخ، والتعبيرات الطبيعية لقناعات الشعوب، فالثورة الفرنسية لم تكن في مصلحة ساكني المدن، وانما كانت في مصلحة الفلاحين. والثورة البولشفية كانت ثورة المدن الجائعة والجيش المهزوم عسكريا في الحرب الاولى.
ان عودة آلاف.. ملايين الناس الى «الكفافي الحمر»، و»اهازيج النصر»، وكل عظمة الروح التي اطلقها وصفي التل في الستينيات والسبعينيات هي ذاتها.. رغم ان عمان صارت اربعة ملايين ورغم اضافات بالملايين على سكان الاردن.. وهذه هي الآن القوة الهائلة التي تقف في وجه الارهاب بكل أشكاله ومسمياته. المصدر: الرأي
كل هذا الهياط والمياط - كما يقول ابو العلاء - لا يغني عن عقل استخباري متقدم، وتحقيق قضائي - امني ذكي. فالارهاب، في هذه المرحلة، لا يحلم بعمليات كبرى - كما جرى في العراق وسوريا وليبيا.. والى حد ما مصر - وما استطعنا تحديده في الحدلات، والبقعة، واربد واخيرا في القطرانة والكرك هو عمليات اثبات وجود، وتهديد لما سيكون عليه الدور العسكري والاستخباري الاردني في المستقبل القريب.
استراتيجية العقل القيادي الآن هو: ابقاء منطقة الفراغ في الجنوب السوري على ما هي عليه.. مسيطر عليها من بعيد، وتعزيز الوجود العسكري الاردني حول الرقة من ضمن قوة التحالف الدولي الاميركي - الاوروبي - الكندي.
ولعل عودة داعش الى تدمر وحول دير الزور هو محاولة لقطع الطريق البري على اية قوة عربية يمكن ان تشارك في العمليات العسكرية الى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تأخذ الان شكل ثلاثين الف مقاتل وتغطية جوية بالغة القوة.
الارهاب – داعش والمسميات الاخرى – لا تستطيع التحرك في الاردن اكثر من حركة الذئاب المنفردة، ويذكرنا رقم اربعة بمجموعات صبري البنا التي هاجمت فندق الاردن بعمان، وآخر في دمشق، في السبعينيات من القرن الماضي ونظن ان هناك خلايا نائمة ليست قليلة، لكن نشاط المخابرات والامن الوقائي، والتزام المواطنين بالخفارة الشعبية قادر على احباطها وقد نشأت في لبنان مجموعة لم تعش طويلا، ولم يفهم الناس مغزاها الفكري، وهي مجموعات «كل مواطن خفير» التي انشأها رفيقنا الكاتب سعيد تقي الدين وبشارة الدهان وصحبهما وفهم تقي الدين الصلح الذي صار رئيس وزراء في لبنان. فالخفارة الشعبية هي اخطر ما يواجه الارهاب في وضعه المحدود كما هو في الاردن او في لبنان، ولا نقول العراق او سوريا لان النظام فيهما لا يؤمن بالشعب، او انه جنّد مجموعات طائفية تمارس ارهابا لا يختلف عن ارهاب داعش والنصرة وغيرهما.
لقد وقف شعبنا دون اي «حزب عقائدي» في وجه المدّ الناصري ايام كان غير بعيد عن الرمثا، ووقف عام 1970 في وجه منظمات فلسطينية لم تكن معنية بفلسطين بقدر ما كانت معنية بخدمة الدول التي تدفع وتسلّح. ووقف في وجه الفوضى الفكرية التي اسمت نفسها الربيع العربي،.. هذا اذا فهمنا بعمق حركة التاريخ، والتعبيرات الطبيعية لقناعات الشعوب، فالثورة الفرنسية لم تكن في مصلحة ساكني المدن، وانما كانت في مصلحة الفلاحين. والثورة البولشفية كانت ثورة المدن الجائعة والجيش المهزوم عسكريا في الحرب الاولى.
ان عودة آلاف.. ملايين الناس الى «الكفافي الحمر»، و»اهازيج النصر»، وكل عظمة الروح التي اطلقها وصفي التل في الستينيات والسبعينيات هي ذاتها.. رغم ان عمان صارت اربعة ملايين ورغم اضافات بالملايين على سكان الاردن.. وهذه هي الآن القوة الهائلة التي تقف في وجه الارهاب بكل أشكاله ومسمياته. المصدر: الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/20 الساعة 09:01