«العاسف هاوس».. منتجع بيئي أردني يقصده آلاف السياح
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/30 الساعة 13:17
ـ 7 كهوف تاريخية بدأ الشقيقان محمد وتامر الدويكات تحويلها إلى منتجع بيئي يجذب الزوار والسياح من أرجاء المعمورة
ـ 10 آلاف متر مربع في محافظة عجلون شمال الأردن، باتت مقصدا لعشاق الراحة والاستجمام بعيدا من ضوضاء المدن وصخبها
ـ المكان يحوي مواقع عدة تتماشى ورغبة الزائر، ويضم بيت شعر للراغبين في عيش حياة البداوة
مدار الساعة - ليث الجنيدي / الأناضول - "الحضارة لا يمثلها الغرب أو الشرق، بل يمثلها الإنسان القادر على تذوق الجمال أينما يراه"، مقولة يجسدها الشقيقان الأردنيان محمد (46 سنة) وتامر (42 سنة) الدويكات، اللذان قررا أن يصنعا من التاريخ عنوانا للحاضر.
بدأت الحكاية بين أحراش قرية عرجان في محافظة عجلون، شمال الأردن، حيث استغل الشقيقان عمق التاريخ وآثاره، ليجعلا من أرضٍ يملكانها مكانا يقصده السياح من أرجاء المعمورة.
** 7 كهوف.. وراهب
7 كهوف خالدة تعود إلى ألف و700 سنة ضمن أرض مساحتها 10 دونمات (الدونم 1000 متر مربع)، يملكها الشقيقان الدويكات اللذان جعلا منها منتجعا ريفيا بيئيا، لعشاق الراحة والاستجمام، والتمتع بجمال الطبيعة، بعيدا من ضوضاء المدن وكل ما يقلق الراحة.
أطلق الشقيقان على مشروعهما اسم "العاسف هاوس"، والذي يقع في منطقة خربة العاسف. وتعود التسمية إلى راهب سكن المنطقة في زمن بعيد، كان يُطلق عليه آسف أو أسينوف، وفق الرواية التي توارثها السكان.
ويقول محمد للأناضول: "هذه المنطقة كانت ديرا، والكهوف السبعة الموجودة فيها محفورة بيد الإنسان".
ويضيف: "حوّلنا المكان إلى مشروع استثماري سياحي، انطلاقا من إطلالته على منبع وادي جديتا، ومن أهميته التاريخية".
ويوضح أنه بدأ العمل، حاليا، باستخدام كهف واحد، لتقديم الشرح اللازم للسياح والزوار عن المنطقة، وللراغبين في الاستجمام وممارسة رياضة اليوغا القائمة على التأمل.
** شاليهات "قببية"
"يتميز الكهف بالحفاظ على حرارته صيفا وشتاء، بين 22 و24 درجة مئوية، ولا يوجد فيه صدى صوت كالكهوف العادية، كما لا يوجد فيه أي نوع من الحشرات أو الزواحف، رغم وجوده في منطقة جبلية مرتفعة"، يقول محمد.
ويشير إلى أنه استحدث على المكان وأضاف عليه، إذ أنشأ فيه شاليهات قببية (شكل قبب) على النظام الإسلامي القديم. "كما شيّدنا غرفا فندقية، لتكون مكانا لمبيت السياح مع الشاليهات، للراغبين في الإقامة بالمكان والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة".
ويوضح أن "العاسف هاوس" بات مقصداً أردنيا للسياح من مختلف دول العالم، كإيطاليا وبولندا وهولندا وبريطانيا وأستراليا وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا.
** خدمة على مدار الساعة
يقول محمد: "قبل جائحة كورونا، كانت تأتينا مجموعات تركية وأردنيين مقيمين في تركيا، ونتطلع إلى عودتهم بعد انحسار الوباء نهائياً في المستقبل".
ويضيف: "خدماتنا متميزة ومتوافرة للزوار على مدار 24 ساعة، المكان نظيف وآمن ومراقب طوال الوقت، ولا نستقبل سوى العائلات".
ويلفت إلى أن "المشروع أتاح فرص عمل لأبناء وبنات المجتمع المحلي، إذ نوفر نحو 20 فرصة عمل، بالإضافة إلى أننا نبتاع جميع مستلزمات تحضير الوجبات للزوار من المحال التجارية في المنطقة".
وعن أسعار الإقامة في المكان، يقول إنها لا تتجاوز 55 دينارا أردنيا (77 دولارا) للشخصين في الليلة الواحدة، ويشمل ذلك تقديم وجبتي الإفطار والعشاء بأطباق محلية وشعبية".
كما يحوي "العاسف هاوس" مواقع عدة تتماشى ورغبة الزائر، ويضم بيت شعر للراغبين في عيش حياة البداوة، إضافة إلى جلسة حديثة.
** نوعية الزوار
ويوضح محمد أن "عمر المكان نحو 5 سنوات، وزوارنا من أعلى المستويات، وهو محل اهتمام عدد من السفارات العربية والأجنبية العاملة بالمملكة".
ويستطرد: "هناك الكثير من المنظمات الدولية الموجودة في الأردن، اختارت المكان لعقد اجتماعها وتنفيذ ورش تدريبية تنموية".
السائح البولندي جان مروز، في حديثه للأناضول، يصف المكان بأنه "جميل جدا. إنها المرة الأولى لي ولزوجتي في هذا البلد العربي، وقد زرت العقبة ووادي رم، لكن هذا المكان مختلف. الخضرة هنا تلفت الأنظار، والطبيعة خلابة".
ويضم الأردن وفق إحصاءات رسمية نحو 100 ألف موقع أثري وسياحي، تتوزع في مختلف محافظات المملكة ومدنها.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/30 الساعة 13:17