هل سنغلق حدودنا أمام «أوميكرون»؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/30 الساعة 08:26
العالم من حولنا بدأ يتخذ العديد من الإجراءات الاحترازية تحسبا وخشية من المتحور الجديد «أوميكرون»، في محاولة لمنع تسلل هذا المتحور الجديد، والذي ما زال الجميع يعجز عن وصف مدى خطورته.
دول عديدة بدأت بمنع القادمين إليها من غير مواطنيها، من دخول أراضيها لمدة زمنية تصل إلى أسبوعين وأخرى تستعد لمثل هذا الإجراء، لحين التبين والتيقن حول مدى فاعلية اللقاح في مواجهة السلالة الجديدة التي بدأت تضرب في مختلف مناطق العالم، ما يدفعنا إلى التساؤل هل سنذهب إلى هذا الإجراء سريعا؟ وماذا ننتظر لكي نمنع تسلل هذا المتحور إلى بلادنا؟، خاصة أن الشركات المنتجة للقاحات لم تثبت حتى الآن مدى فاعلية لقاحاتها في مواجهته، وتحتاج لمدة لا تقل عن 14 يوماً لتتحقق من كفاءة منتجاتها في مواجهتها المرتقبة مع الفيروس.
نحن اليوم، أمام مرحلة خطيرة ومفصلية ثنائية الأبعاد، صحيا واقتصاديا، ما يتطلب وعلى الفور البدء في اتخاذ إجراءات سريعة للموازنة فيما بينهما، من خلال التدابير الوقائية التي تمنع تسلل هذا الفيروس المتحور الجديد مجهول الهوية إلى أراضينا في ضوء ما نحن فيه من حالة وبائية نشطة، وبخاصة أننا دخلنا مؤخرا موجة ثالثة، نسعى للخروج منها بأقل الأضرار، تفادياً لمزيد من الخسائر وتعزيزا للنتائج الإيجابية التي استطعنا تحقيقها خلال الشهور التسعة الماضية من تعافٍ اقتصادي ملموس بمختلف القطاعات، بالإضافة الى ما حققناه من انجاز عل? صعيد القطاع الصحي الذي استطاع أن يكون مقاوما شرسا لكافة تداعيات الجائحة منذ بداية الأزمة.
قطاعاتنا الاقتصادية، واقتصادنا الوطني بشكل عام لا يحتمل أي انتكاسة غير محسوبة، ما يتطلب سرعة التفكير في اتخاذ قرارات جريئة حتى لو كان في تنفيذها خسائر اقتصادية جزئية، فإن تخسر القليل أفضل من أن تخسر كل شيء في غفلة أو حالة انتظار غير مبرر ونحن نرقب العالم وهو يتحرك، وكل هذا إلى حين أن نتبين أمرنا من هذا المتحور، فان أثبتت الدراسات أن اللقاحات الحالية فاعلة ضده سنعود سريعا، وإن ثبت العكس قد لا نستطيع تحمل دخول حالة واحدة قد تولد آلاف الحالات، التي من المكن ألا نستطيع التعامل معها، ما سيضطرنا للهبوط الاضطراري?والعودة إلى أماكن ونقاط نرفض جميعا العودة إليها ونسعى لتفاديها.
كلف الانتظار أحيانا قد تكون مكلفة أكثر بكثير مما قد تحققه من نتائج بالوقت الراهن، وهذا ما قد لا نطيق لاحقاً، ولهذا فلنستعد كما استعد الغير، ولنبدأ بالتخطيط لمحاصرة هذا المتحور خارج حدودنا بمنع بضع آلاف من الدخول من غير الأردنيين مؤقتا، ولنبقي على دخول المواطنين ولنحافظ على انسيابية البضائع، فالقليل من الصبر قد ينجينا من تحديات وصعاب كثيرة قد تفاجئنا على حين غرة من أمرنا.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/30 الساعة 08:26