تعرَّفي على اضطراب الدورة الشهرية الاكتئابي وأسبابه
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/29 الساعة 16:19
مدار الساعة - يمكن لأي امرأة تقريباً أن تخبرك بأن الإباضة يمكن أن تسبب العديد من الأعراض الجسدية والعقلية القوية وسيئة التأثير. خاصة في الأسبوع الخاص بالدورة الشهرية ما تسببه من فوضى عارمة في الجسم والحالة النفسية والعقلية.
لذلك من الطبيعي كلياً أن يكون أسبوع النزيف حافلاً بالكوارث والإزعاج عند كل أنثى، وهي عامل رئيسي في إصابتها بالمشاعر الجياشة والاكتئاب.. ولكن هل الإباضة تسبب الاكتئاب أيضاً؟
إذا كنتِ تتابعين أيام التبويض الخاصة بكِ ضمن خطواتك للحمل والإنجاب، فقد تلاحظين المشكلة التي تستوجب منكِ الوقوف والعمل على تخفيف حدتها لحمايتك وجنينك مستقبلاً؛ لأن صحتك العقلية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية.
كما أن الأمر يؤثر عليكِ أيضاً حتى وإن لم يكن الإنجاب في مخططاتك حالياً. لذلك في هذا التقرير نوضِّح كيف تؤثر فترة الإباضة على جسمك، وقد تكون السبب في شعورك بالاكتئاب المزمن والقلق فيما يُعرف باضطراب PMDD.
ما هو اضطراب 'الدورة الشهرية الشديدة'، وكيف يؤثر على حياة المرأة؟
الاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD) هو شكل حاد جداً من متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، ويسبب مجموعة من الأعراض العاطفية والجسدية كل شهر قبل أسبوع أو أسبوعين من موعد الدورة الشهرية.
يُشار إلى هذا الاضطراب أحياناً باسم 'اضطراب ما قبل الدورة الشهرية الشديد' أو 'اضطراب الدورة الشهرية الاكتئابي'، بحسب موقع Mind للصحة النفسية والعقلية.
وهو عادةً ما يحدث أثناء المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية، وهي الممتدة بين موعد الإباضة وحتى وقت بدء الدورة الشهرية.
وتستمر المرحلة الأصفرية حوالي أسبوعين عند معظم السيدات، ولكن يمكن أن تكون أطول أو أقصر عند بعضهن، لذلك تُسمى أيضاً 'اكتئاب فترة الإباضة'.
وعادةً ما تكون الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب أسوأ بكثير، ويمكن أن يكون لها تأثير خطير على حياتك.
إذ يمكن أن تعرقل المرأة عن العمل والتواصل الاجتماعي وإقامة علاقات صحية. وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي إلى أفكار انتحارية وإيذاء للنفس ومشاكل صحية وعقلية عديدة.
تأثير الهرمونات خلال الشهر على جسم النساء متباين ومتغيِّر
كل النساء يعانين من نفس التغيرات الهرمونية العامة خلال دوراتهن الشهرية، لكن بعض النساء أكثر حساسية لهذه التغيرات من غيرهن.
وبحسب شانا أفيرباخ، الأخصائية النفسية في الصحة العقلية للمرأة، وفق تصريحاتها لموقع Romper: 'يحدث انخفاض في هرمون الاستروجين دورياً، والذي يمكن أن يؤدي إلى تقلبات مزاجية، وتهيج، وغضب وبكاء شديد.
وبالنسبة لبعض النساء، قد يكون هذا بسيطاً ومثيراً للإزعاج فحسب، لكن بالنسبة للبعض فهو حالة من الاكتئاب المنهك والقلق الشديد.
لذا، نعم، يمكن أن تسبب الإباضة الاكتئاب لدى السيدات، لكن شدة وطول هذا الاكتئاب تختلف من شخص لآخر، وفقاً لحالته الصحية والنفسية والعقلية.
وبحسب الأخصائية النفسية، فإن هناك الكثير من الأدلة والأبحاث التي تدعم الارتباط بين الإباضة واضطرابات المزاج التي يتم تصنيفها على أنها اضطرابات ما قبل الحيض PMDD.
الاضطراب يحدث بسبب خلل في كيمياء الدماغ ويصيب 5% فقط من النساء
ويُعتقد أن الاضطراب ينجم عن خلل في كيمياء الدماغ يحدث بسبب الإباضة ويجعل المصابات به أكثر تأثراً والتقلبات الهرمونية الطبيعية.
بطبيعة الحال فإن الدورة التناسلية تحتوي على ارتفاعات وانخفاضات شديدة في مستويات الهرمون طوال الدورة عند النساء.
هذه التغيرات الشديدة يمكن أن 'تؤدي إلى تغييرات في توازن الهرمونات العصبية الدوبامين والسيروتونين. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الصحة العقلية.
بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من اضطراب ما قبل الحيض، يمكن أن يكون الأمر منهكاً، لأنه إذا كانت المرأة مكتئبة بالفعل، فقد تؤدي هذه المراحل الدورية إلى تفاقم الأعراض بشكل يهدد سلامتها وحياتها.
النساء الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الدورة الشهرية الاكتئابي
قد تكون النساء اللاتي يعاني من حالات صحية عقلية أساسية معرضين بشكل خاص للاكتئاب بعد الإباضة. خاصة مَن يعانين من القلق والاكتئاب الكامنين.
كما ارتبطت الإباضة أيضاً بتفاقم أعراض اضطراب الشخصية الحدية. وأفادت التقارير بحسب موقع WebMD للصحة والطب، بأن 40% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب PMDD يعانون أيضاً من الاكتئاب السريري، وفقاً لمركز اضطرابات المزاج لدى النساء بجامعة نورث كارولينا.
ما يعني أنه قد يكون من الصعب التشخيص والعلاج بشكل فعال.
من ناحية أخرى، تُعد مريضات العقم هن الأكثر تعرُّضاً لخطر التغيرات المزاجية التي تسببها الإباضة. وتعطى النساء المصابات بالعقم أدوية عن طريق الفم والحقن لتحفيز نمو الجريب وإطلاق البويضات لعلاج المشكلة.
وفي حين أن زيادة مستوى هرمون الاستروجين والبروجسترون أمر ضروري لتعزيز الخصوبة، فإن هذه الهرمونات قد تؤدي إلى تغيرات في المزاج والتوتر الشديد والاكتئاب، ما قد يؤثر سلباً على فرصة الزوجين للحمل.
الأعراض المصاحبة لاضطراب ما قبل الدورة الشهرية الاكتئابي
حوالي 5% فقط من النساء في سن الإنجاب يعانين من PMDD، حيث تكون أعراض الاكتئاب – التي تبدأ بعد الإباضة وتنتهي بعد الحيض – شديدة.
وعادةً ما يقوم أخصائيو الرعاية الصحية بتشخيص الحالة إذا لاحظ 5 على الأقل من العلامات التالية، خلال معظم فترات الدورة الشهرية، لمدة عام متواصل:
الاكتئاب الشديد.
الغضب والانفعال غير الطبيعي.
تغيرات حادة في المزاج.
مشاكل في التركيز.
انخفاض الاهتمام بأنشطتك المعتادة.
الشعور بالارتباك أو فقدان السيطرة.
مشاكل النوم، بما في ذلك الأرق أو الحاجة إلى النوم أكثر من المعتاد.
تغيرات الشهية، بما في ذلك النهم الشديد أو انسداد الشهية.
كذلك هناك أعراض جسدية للاضطراب وتشمل:
ألماً في الرأس.
تشنجات.
الانتفاخ الشديد.
حساسية وألم الثدي.
ويمكن أن تشمل الأعراض الخطيرة الأخرى بحسب Healthline:
نوبات القلق المتكررة.
نوبات الذعر والهلع.
الاكتئاب والأفكار الانتحارية.
أعراض الاضطراب الاكتئابي المصاحب للدورة وفترة التبويض لا تُشعر المصابات به بالانزعاج والإرهاق فحسب، بل يؤثر أيضاً على الحياة اليومية بشكل حاد، وغالباً عن طريق:
دفعك للشعور بعدم القدرة على الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
خلق توتر أو صراعات ومشاكل في علاقاتك المهمة.
تعطيل التركيز والقدرة على صب الانتباه.
تؤثر على قدرتك على إنجاز المهام اليومية.
تبدأ هذه الأعراض بشكل عام قبل أسبوع أو أسبوعين من دورتك الشهرية وتتحسن بعد أيام قليلة من بدئها.
إذا كنتِ مصابة بهذا الاضطراب، فلن يعني الأمر أن تعاني بالضرورة من أعراض الحالة المزاجية بين الدورة الشهرية والإباضة – إلا إذا كنتِ تعانين من حالة صحية عقلية ونفسية بالفعل في حياتك الطبيعية.
طرق التعامل مع الاضطراب وسُبُل العلاج بعد التشخيص الطبي
يمكن أن يختلف العلاج من أخصائي طبي أو نفسي لآخر، ومن مريض لآخر. إذ لا يعمل نفس النهج بالضرورة مع الجميع.
ولكن بحسب صحيفة Guardian البريطانية، تُضاف جرعات منخفضة من الأدوية المضادة للاكتئاب إذا لزم الأمر ولكنها ليست خط العلاج الأول.
وفي أسوأ السيناريوهات، عندما لا تستجيب النساء لأي علاجات أخرى، فإن إحداث انقطاع الطمث بالأدوية يعد خياراً أخيراً لحماية المرأة من الأعراض الخطيرة التي قد تعطل حياتها وتهددها بإيذاء نفسها.
لكن بشكل عام فإن الجمع بين الدعم النفسي والعلاج الهرموني ومضادات الاكتئاب يتيح الفرصة لحالات متطورة من إدارة وضعها، على الرغم من أن ذلك قد يستغرق وقتاً.
أما إذا كنت لا تحاولين الحمل، فهناك مجموعة متنوعة من الخيارات التي تمنع الإباضة مثل حبوب منع الحمل، والتي تساعد على التغيرات المزاجية الخاصة بالإباضة.
كما قد يصف الطبيب أيضاً حبوباً ثلاثية الحلقات تضمن حصولك على الدورة الشهرية مرة واحدة كل بضعة أشهر بدلاً من كل شهر، وبالتالي تمنع أو تتحكم في التغيرات المزاجية التي تعاني منها معظم النساء في فترات التبويض والنزيف على حدٍّ سواء.
العلاج يبدأ من روتينك اليومي ونمط حياتك
بمجرد حدوث التشخيص والبدء مع الطبيب المتخصص في خيارات العلاج الملائمة، لا يزال يتعين على المرأة المصابة باضطراب الدورة الشهرية الاكتئابي أثناء أسبوع النزيف وفترة التبويض القيام بالعمل يومياً لتخفيف الأعراض.
ومن هذه النقطة، يمكن للمريض وعائلته إجراء تغييرات لجعل الأعراض أكثر احتمالًا وأقل قدرة على تعطيل الحياة بصورة طبيعية.
يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة في التخلص من بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من حدة أعراض PMDD.
1- أولاً: التحول إلى نظام غذائي صحي، والإقلاع عن السجائر والبدء في نظام تمارين ما هي إلا بعض الأشياء القليلة التي يمكن أن تساعد في تحسين الحالة. لأن السمنة والتدخين وسوء التغذية كلها مضاعفات شائعة لهذا الاضطراب.
من خلال تغيير هذه العوامل، يمكنك المساعدة في التخفيف من بعض الأعراض الجسدية وبعض الأعراض العقلية للاضطراب. وقد يساعد إجراء هذه التغييرات أيضًا في علاج الاكتئاب والاضطراب العاطفي الموسمي والاضطراب ثنائي القطب الذي غالبًا ما يتعايش مع PMDD.
2- يمكن أيضاً أن تساعد تقنيات الاسترخاء في تخفيف القلق والتوتر الشائعين لدى مرضى PMDD. وتعتبر اليوغا والتأمل والهوايات المهدئة أمثلة على تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر بعد بدء الإباضة.
3- كذلك يساعدك الاحتفاظ بدفتر يوميات على فهم الحالة ومساعدة الأطباء في الاطلاع على كل يوم من أيام الحالة. ويمكن أن يساعد دفتر يوميات PMDD في تحديد بداية حالتك ونهايتها، بالإضافة إلى محفزات النوبات الأكثر خطورة.
4- واعملي على مقاومة الاكتئاب والمشاعر الغامرة من خلال التفاعل مع العائلة والأصدقاء في جلسات علاجية أو جماعية. في بعض الأحيان، مجرد معرفة أنكِ لستِ الشخص الوحيد الذي يمر بهذه الحالة يمكن أن يساعد بشكل كبير.
جرِّبي غرف ومجموعات الدردشة عبر الإنترنت ومجموعات الدعم العامة والعلاج بالكلام للعثور على أفضل خيار تنفيس لمشاعرك وأفكارك.
5- قبل كل شيء، تذكري أن هذا مرض يصيب الدماغ، ولا يتحكم المريض فيه. وباتباع الزيارات المنتظمة للطبيب المتخصص، وتناول جرعات الأدوية مهمة أيضاً للحصول على روتين حياة آمن مع مَن يعاني مِن PMDD.
كما يُنصح بتناول جميع الأدوية على النحو الموصوف طبياً من المختص، حتى لو لم تكن هناك أعراض. لأن بعض الأدوية لها تأثير تراكمي على الجسم ويجب أن تتراكم في مجرى الدم حتى تعمل.
وتهدف مواعيد الطبيب إلى التحقق من تقدمك واكتشاف أي أعراض جديدة. لذلك احتفظي بهذه المواعيد والتزمي دوماً بها للحفاظ على استقرار عملية العلاج والتعافي.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/29 الساعة 16:19