أحذية تكسِّر العظام وياقات تقتل خنقاً.. أغرب صيحات الجمال التي هددت حياة البشر

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/28 الساعة 15:18

 مدار الساعة - غالبًا ما يذهب الناس إلى أقصى الحدود لتحقيق الجمال المثالي. وذلك سواءً باتباع الحميات الغذائية الصارمة للوصول إلى مقاييس الوزن المثالي للعصر وصيحات الجمال والموضة غير المريحة، وصولاً إلى الخضوع لعمليات الجراحة التجميلية المؤلمة بكل معاناتها للوصول لصورة محددة.

 
بالإضافة إلى ما سلف، لطالما كانت الموضة والأزياء إحدى أبرز الوسائل الرئيسية في تحقيق "المقاييس الجمالية"، ووصل الأمر إلى اتباع بعض الصيحات التي هددت سلامة الشخص بل وحتى أدت إلى المشاكل الصحية والتشوهات وحتى الموت.
 
في هذا التقرير جمعنا لكم بعض أغرب صيحات الموضة وأكثرها ضرراً بالصحة والجسم، والتي أدت في نهاية المطاف في بعض الحالات إلى وفاة الكثيرين.
 
الكورسيه للقوام الممشوق
في يومنا هذا غالباً ما ستجد أن معظم نساء العالم تقريباً يرغبن في الحصول على خصر نحيف وقوام ممشوق. ومع ذلك، فإن الخصر النحيف لا يُعد اتجاهاً جديداً في عالم الموضة والأزياء.
 
ولتحقيق قوام بهذا الشكل المرغوب، يتم ارتداء "المشد" أو "الكورسيه" الذي يعيد ربط الجسم لتصغير حجم الخصر.
 
ويعتبر الكثيرون أن المشد من أخطر صيحات الموضة، إذ كان يقيد تنفُّس النساء بشكل قاسٍ جداً مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإغماء. ومع ذلك، لم يكن الإغماء أسوأ شيء يمكن أن يحدث للمرأة عند ارتداء "الكورسيه" على مر التاريخ.
 
ويلفت موقع The Vintage News إلى أن الكورسيهات ذات الأربطة الضيقة أصبحت ظاهرة في تسعينيات القرن التاسع عشر، وأصبحت من الصيحات الشهيرة للجمال والأنوثة.
 
وتسبب المشد بمخاطر للنساء اللاتي كنّ يرتدينه، وأصابهن بجروح عميقة في الوركين والعمود الفقري، كما أدى في بعض الأحيان عن ربطه بشده في حدوث تشوهات داخلية في الأعضاء التي وصلت إلى حد النزيف الداخلي والموت.
 
علاوة على ذلك، كثيراً ما كان يصيب النساء بالضلوع المكسورة، ومشاكل الجهاز الهضمي، والكآبة وضيق التنفُّس، والإمساك وغيرها الكثير من الأعراض الأخرى.
 
ولم ينتهِ الأمر بصعوبات في التنفس أو تلف في الأعضاء فقط؛ ففي عام 1903، توفيت ماري هاليداي البالغة من العمر 42 عاماً، والأم لستة أطفال فجأة بعد نوبة صرع مفاجئة.
 
وذكرت صحيفة New York Times الأمريكية أنه أثناء تشريح جثتها "تم العثور على قطعتين من معادن المشد في قلبها".
 
حرائق الكرينولين
كان التنورة المنفوشة أكثر من مجرد علامة على الأنوثة والرقي في العصور القديمة. وخلال القرن التاسع عشر، في ذروة شعبيتها، كان هناك العديد من الوفايات بسبب حريق التنورة المنفوشة بعد أن اندلعت فيها نيران المدافئ.
 
وفي يوليو/تموز 1861، هرع الشاعر هنري وادسورث لونجفيلو لمساعدة زوجته بعد أن اشتعلت النيران في ثوبها، بسبب ارتداء قوام الكرينولين الذي يقوم بنفش التنانير والفساتين بشكل كبير.
 
ووفقاً لصحيفة Boston Daily Advertiser، "أثناء ما كانت السيدة جالسة على طاولة مكتبتها وهي تلاعب طفليها الصغيرين، اشتعلت قطعة من ذرات النيران من المدفأة في طرف الفستان، وخلال لحظات اندلعت النيران في كل جسمها"، وقد ماتت السيدة في اليوم التالي نتيجة الحروق.
 
وقد دفعت إحدى الحالات في عام 1858، صحيفة نيويورك تايمز للإعلان أن هناك "متوسط ​​ثلاث حالات وفاة في الأسبوع بسبب اندلاع النيران في الكرينولين".
 
الياقات الصلبة والموت اختناقاً
لم تكن النساء وحدهن ضحايا صيحات الموضة التي كانت تُملي عليهن القيمة والوجاهة الاجتماعية، فقد كان الرجال أيضاً ضحايا لهذا الأمر.
 
وتم اختراع الياقة المُنتصبة والقابلة للفصل في القرن التاسع عشر، ما كان يعني حينها أن الرجال ليسوا مضطرين لتغيير القميص كل يوم، والاكتفاء بتغيير الياقة القابلة للانفصال.
 
لكن الغريب أن الياقات كان يتم تصميمها من مواد صلبة للغاية، وبارتفاع شديد كان يهدد أحياناً حياة الشخص ويعرضه لخطر الاختناق والموت.
 
وبحسب شبكة BBC البريطانية، يمكن أن يقطعوا إمداد الدم إلى الشريان السباتي في العُنُق. وكان الرجال البريطانيون في عهد الملك إدوارد السابع 1901-1910 يرتدون الياقات الصلبة كإكسسوار أزياء – ثم عند تناول المشروبات أو عند انحناء أعناقهم بطريقة معينة.
 
وفي نعي عام 1888 تم نشره في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "مختنق من ياقته": عُثر على رجل يُدعى جون كروتزي ميتاً في حديقة، و"اعتقد الطبيب الشرعي أن الرجل كان يشرب ثم جلس على مقعد ونام، وبعد أن سقط رأسه على صدره أوقف طوقه المتيبس قصبته الهوائية ومنع تدفق الدم عبر الأوردة، مما تسبب في وفاته بالاختناق والسكتة الدماغية.
 
طلاء الوجه المصنوع من الرصاص
في الماضي لم تكن النساء قلقات بشأن المكونات التي يضعنها على وجوههن لأغراض التجميل. وكانت معظم المنتجات الموجودة في مستحضرات التجميل سامة وغير صالحة للاستخدام الآدمي على الجلد.
 
وبحسب The Vintage News، من بين تلك المستحضرات التي هددت حياة المستخدمات الراغبات في الحصول على المظهر المثالي، طلاء الوجه المحتوي على الرصاص لتحقيق المظهر الباهت الذي كان عصرياً ورائجاً في ذلك الوقت.
 
وفي حال ألقيت نظرة على لوحات للملكة إليزابيث الأولى، ستجد درجة البشرة الناصعة التي كانت أحدث صيحات الجمال في ذلك الوقت.
 
وكان يُعتبر هذا الاتجاه رمزاً للثروة والجمال والمكانة الاجتماعية الرفيعة، بينما كان الجلد الداكن رمزاً للطبقة الاجتماعية المنخفضة الكادحة.
 
وكان الجلد الناصع والباهت مؤشراً على المكانة الاجتماعية الراقية، لذا قامت النساء بطلاء وجوههن بطلاء الرصاص رغم آثاره الجانبية المفزعة التي شملت تساقط الشعر وآلام المعدة وتسوس الأسنان والصداع، وأحياناً الموت من التسمم.
 
تقليد "القدم المطوية" في الصين
لأكثر من ألف عام، كان على الفتيات الشابات في الصين أن يلتزمن بتقليد غريب كان يتمثل في ربط القدمين بقسوة شديدة تؤدي في نهاية المطاف إلى تشويهها وجعلها "مطوية على نفسها" في حجم محدد باستخدام أحذية مخصصة.
 
وظهرت هذه الممارسة خلال القرن الثامن ميلادياً وفقاً لموقع The daily Beast، وكانت ترمُز إلى الثروة والطبقة الرفيعة.
 
وكانت النساء يغسلن أقدامهن أولاً في خليط من الخل والنباتات الطبيعية، بعد ذلك يتم قص أظافر أصابع القدم وثني أصابع القدم بإحكام تحت كل قدم حتى تنكسر العظام بشكل تدريجي.
 
بعد ذلك يتم تضميد القدمين بإحكام، مما يسمح للربط بالتصلب على وضعيته المشدودة. وسيتم إعادة لف أقدام النساء الأثرياء مرة واحدة على الأقل يومياً للتأكد من تشكيلها بالشكل المناسب.
 
ومن خلال تشويه القدمين، تصبح المرأة "مرغوبة أكثر"، وهي أرفع في المجتمع نظراً إلى أنها بهذه الطريقة لن تكون قادرة على السير بشكل طبيعي، ناهيك عن القدرة على القيام بأي مهام حقيقية.
 
وقد اعتبر الرجال أيضاً الأقدام المطوية الصغيرة أكثر أنوثة من الأقدام العادية. عامل الخطورة في هذا الطقس القاسي لا يكمُن فقط في إحداث تشوهات تمنع النساء من السير بشكل طبيعي، بل أحياناً كان يؤدي تكسير العظام وربطها بهذا الشكل إلى فقدان الدورة الدموية في الأطراف والأصابع، ما يؤدي إلى الغرغرينا وتسمم الدم، وقد يصل الأمر أحياناً إلى تعفُّن أصابع القدم وتساقطها.
 
ومن بين ما يقرب من 10 ملايين امرأة خضعن لهذه الممارسة في الصين خلال القرن الثامن، ماتت حوالي 10% منهن بسبب المضاعفات المرتبطة بطوي القدمين، وفقاً لموقع  The Daily Beast.
 
 
 
 
عربي بوست

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/28 الساعة 15:18