عبدالهادي راجي في مستشفى الخالدي: مرضي يمثل فرصة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/27 الساعة 01:17
أنا في المستشفى منذ يومين، وأموري مطمئنة - والحمد لله -.. كان مرضي يمثل فرصة لإعادة قراءة كتاب أمين معلوف (الهويات القاتلة).. وفعلا قرأته، ولكني لم أجد في كتابه أي إشارة لمفهوم (الهوية الجامعة).. واكتشفت أن علي فريد السعد يعادل ويضاهي امين معلوف في مسألة الهوية.. سأخبركم كيف.. أمس وعند موعد مباراة السلط والفيصلي كان لدي موعد ( صورة طبقية ملونة)..الممرضة التي حضرتني للصورة عبادية.. - والسبع تنعام - هي من حضرت لي المادة الملونة، ووضعت الإبرة في شراييني حين عجزت ممرضة أخرى عن وضعها..وهي من باركت لي سلفا بفوز الفيصلي، وهي من دعت لي وقالت : ( لا اتخاف يا استاذ كل شي رح يطلع تمام الله يحميك)..الفني الذي يجري الصورة خليلي.. من ( الخليل ) هو الآخر صعد لغرفتي وسألني عن حساسية البيض والحليب..وتحدث معي عن محاولاته الشعرية، وعن الصحافة وقال لي : مقالاتك زمان كانت أجمل.. الممرض الثالث من الرمثا ( زعبي ).. وقد أجرى لي فحوص الدم وأخذها للمختبر، وأخبرني أنه سيرافقني تطوعا للصورة.. في النهاية اعتذرت منهم، وأخبرتهم أني اريد حضور مباراة الفيصلي.. الممرضة العبادية النشمية، أخرت مناوبتها.. ووافقت حتى تستلم تقرير الصورة، وتضعه في الملف والشاب الفني الخليلي..قال لي : أنا سأتأخر لأجلك.. وسأرسل الصورة للطبيب عبر الكمبيوتر.. والشاب الزعبي.. غنى لي : (وعينا ع الدنيا ع الدنيا وعينا.. وحب الرمثا ساكن فينا..وحضر جزء من المباراة معي..) آلالامي.. لم يعالجها دواء الأطباء، إنسانية هؤلاء الشباب هي من داوت كل تلك الأوجاع المبكية..وفي النهاية عرفت من خلالهم أن للقلم حضورا في الأردن حتى عند مشرط الجراح.. في بلادنا علي فريد السعد يعادل أمين معلوف الأول أنتح الهويات القاتلة والثاني أنتج الهويات الجامعة.. فقط عند علي فريد السعد وفي مشفاه (المستشفى الخالدي )..تجد الترجمة الفعلية للهوية الجامعة.. لكن في النهاية الممرضة العبادية كانت طيبة لأن هوية عشيرتها بنيت على الطيبة والمحبة.. والزعبي كان ودودا لأن هوية عشيرته هي: الود والكرم.. وفني التصوير الخليلي تحمل ان يتأخر لأجلي.. لأن الخليل طبعها ان تطعم الناس وتخدم زوار الحرم..لقد اجتمع الحب في الرمثا والخليل ووادي السير.. على مسح ألم مريض من الكرك.. نحن في الأردن يجمعنا الحب.. وهو أكبر من الهوية.. لقد بنينا هذه الدولة عليه وتعلمناه.. وصار في جيناتنا.. أنا أنصح أعضاء اللجنة الملكية، بأن يطلبوا أن يستضيفهم علي فريد السعد في المستشفى الخالدي.. فهناك يجتمع القلب السلطي مع الكركي مع النبض النابلسي مع الغزي.. كل لذلك يجتمع لإنتاج الفرح والبسمة.. لمريض طحنته الأيام.. أمين معلوف أنتح الهويات القاتلة، وعلي فريد السعد أنتج الهويات العاشقة.. أخبرهم يا علي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/27 الساعة 01:17