لجنة الأوبئة.. ارحمونا..!
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/25 الساعة 02:12
يحسن اعضاء لجنة الاوبئة صنعاً لو أنهم يلتقطون أنفاسهم قليلاً تاركين شأن التصريحات والقرار السيادي والسياسي لأصحاب الولاية مجلس الوزراء والوزراء المختصين.
عشرات التصريحات المتناقضة والأمر لا يعدو التنافس على الميكروفونات مع الاحترام الكبير للخبرات العلمية والصحية التي يتمتعون بها، لكن السياسة وقرارات الحظر أو الإغلاق هما شأن سياسي يجب أن يترك لصاحب الولاية العامة، كذلك أمر التصريحات والبيانات يجب أن تُحصر بالناطق الرسمي وزير الدولة لشؤون الإعلام وإلى جواره وزير الصحة.
التصريحات المتناقضة والمرعبة لاعضاء لجنة الاوبئة أربكت البلد في اقتصادها، وفي حياتها الاجتماعية.. فمئات الأسر قررت ألا ترسل ابناءها إلى المدارس، ومئات التجار قرروا ألا يجددوا بصائرهم وعشرات رجال الأعمال قرروا ألا يبدأوا مشاريعهم..!!
ما هي المصلحة الوطنية في هكذا تصعيد حتى لو أننا دخلنا موجة ثالثة ورابعة، فنحن مستعدون لهذا كله أم أنكم تراجعتم عن تصريحاتكم السابقة حول كفاءة البنية التحتية.
لجنة الأوبئة تتشدد في الأوضاع غير المناسبة وهذا التناقض الكبير بين توصية بمنع الأعراس وبيوت العزاء والسماح لمطرب يجمع آلاف المعجبين في مكان واحد، وآلاف من محبي كرة القدم يتزاحمون على المدرجات. أنا شخصياً لست ضد هذا ولا ذاك بل على العكس مع الحياة الطبيعية في كل شيء بغلاف من الحيطة والحذر، وعلى اللجنة أن تتحدث فيما يعنيها فقط عن التباعد والكمامات والإقبال على اللقاح أما القرارات السياسية الكبيرة فهي ليست من شأنها.
ما يجري هو توتير الاجواء، وبث الرعب في أوساط العامة فلا يشترون ولا يبيعون ولا يخرجون.
تحسنون صنعاً لو أنكم تلتفتون لاختصاصكم وهو العلم علكم تجدون وسيلة ناجعة لمحاصرة الوباء غير الرغبة القاتلة في الإغلاق والحظر، وقد شغلتم دور الحكومة بالنيابة ودور الأمن العام والحكام الإداريين.
تحسنون صنعاً لو أن جهودكم تنصب في جلب اللقاحات والتأكد من كفاءة البنية الصحية بدلاً من التسابق المحموم على الميكروفونات وشاشات التلفزة وصفحات الجرائد والمواقع.. أين تجدون الوقت بين كل هذا الركض على منابر الإعلام للدراسة والعمل الذي به تختصون، أم هي النجومية التي تلمع في عيونكم.
هذا ليس دوركم وليس وباء كورونا منصة لتكريس النجومية.
ارحمونا واتركوا القرار لأصحاب القرار الذين لا يملكن اليوم سوى تطييب خواطر الناس بالكلام فلا دراهم يعوضون بها من أغلقت أبواب رزقهم أو من تعطل عن عمله أو من فقده.
ما زال الاقتصاد يعاني تداعيات الإغلاقات السابقة، وما زالت تصريحاتكم تربك المشهد وتمنع عن الاقتصاد استقراراً يحتاجه.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/25 الساعة 02:12