الحديقة الملكية توفر حماية للغطاء النباتي في الاردن

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/23 الساعة 17:23
مدار الساعة - رندا حتاملة - على امتداد مرتفعات تل الرمان الخضراء في محافظة البلقاء، الممتدة حتى حدود تلال جرش الخلّابة، تربعت الحديقة النباتية الملكية التي تأسست بمبادرة من سمو الأميرة بسمة بنت علي.
وقالت سمو الاميرة بسمة بنت علي إن فكرة مشروع الحديقة النباتية انطلقت بسبب شغفها بالبيئة والطبيعة بجميع عناصرها، التربة والهواء والنبات والماء، وكانت دائمة البحث عن محمية ومرجعية علمية تضمن بقاء النباتات في المملكة للأجيال المقبلة.
واضافت سموها لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، خلال جولة على المشروعات المنجزة والجاري تنفيذها في أرجاء الحديقة، انها حاولت عام 1989 ترجمة شغفها بالبيئة بإنشاء الحديقة النباتية الملكية، وطرحت الفكرة على المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي شجعها على ذلك، إلى أن تم تنفيذها 2005.
وتم انشاء الحديقة التي تضم اكثر من 600 نوع من النباتات، على مساحة 1700 دونم وبتضاريس متنوعة وذات ظروف فيزيائية وحيوية انعكست على تنوع فريد للنباتات فيها، بفضل الطبيعة التي حبا الله بها الاردن، والذي أصبح من البلدان الرائدة في مجال الحدائق النباتية على مستوى المنطقة.
واوضحت انه بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني، انجزنا في الحديقة عدة مشروعات، اضافة الى مشروعات اخرى قيد التنفيذ، واصفة الحديقة بالمنجم الكبير من النباتات الوطنية. وبينت سموها أنه اختيار تل الرمان موقعا للحديقة جاء بعد عدة دراسات وأبحاث علمية أجراها خبراء محليون ودوليون، خلصت إلى أن موقع الحديقة الحالي يتوفر فيه غطاء نباتي نادر على مستوى العالم، حيث أثبتت الدراسات أنه يحتوي على أكثر من 600 نوع من النبات.
وتابعت سموها أن الخبراء برروا وفرة النباتات النادرة في هذا الموقع لتعدد الارتفاعات، وبالتالي تنوع وتعدد الظروف الفيزيائية والحيوية، ما ساعد على التنوع الحيوي في المنطقة، وبالتالي اختيار الموقع المناسب للحديقة، واعمال التصميم والإشراف على التنفيذ، حيث أخذت فكرة التصميم من موئل البترا، واختيار النباتات المناسبة لمناخ المدينة الوردية، كالنخيل وسوسنة البترا، حتى اصبحت الحديقة وقبل اكتمالها معلما حضاريا وإضافة جمالية تزين المكان.
واوضحت سموها بأن الهدف الأساسي لإنشاء الحديقة، هو الحفاظ على الغطاء النباتي في المملكة، وتمكين المجتمع المحلي من المفاهيم البيئية، وتوعيته للحفاظ على الغطاء النباتي وإشراكه في عملية التنمية البيئية المستدامة، لافتة إلى أن الحديقة النباتية تفتح الفرصة لأبناء المجتمع المحلي، لتسويق منتجاتهم المنزلية لزوار الحديقة ضمن معايير جودة خاصة يقررها كادر متخصص في الحديقة.
وستوفر الحديقة 130 شاغرا وظيفيا، حيث الأولوية في التعيين لأبناء المجتمع المحلي الذين استفادوا من برنامج إعادة تأهيل المراعي، كما ساعدت الكوادر المؤهلة في الحديقة، مربي المواشي، على زيادة انتاجيتها وتحسين جودتها، ما يسهم بتحسين الوضع الاقتصادي للمنطقة بشكل عام.
وعن أهم المشاريع المنجزة في الحديقة النباتية الملكية، لفتت سموها إلى بنك البذور، والذي يحفظ التنوع الجيني للنباتات ويخزن البذور لسنوات، ويتيح زراعتها لاحقا، سيما النباتات المعرضة للانقراض، إضافة إلى أن بنك البذور سيكون أحد المراجع الرئيسة لحفظ وتأمين البذور على المستويين المحلي والإقليمي. وبينت أن البنك يعمل ضمن برتوكول عالمي وأجهزة خاصة وكادر مؤهل، حيث يتم اختيار البذور الأصيلة للنباتات من موائلها شريطة أن تكون العينات الجينية سليمة، وتتم معالجتها وفحصها بدقة قبل حفظها في بنك البذور.
واوضحت أن احتمالية حدوث خطأ في حفظ البذرة، أو عدم نجاح زراعتها بعد استخراجها من البنك، متدنية جدا، وذلك لدقة الأجهزة، ووجود كادر مؤهل، ودقة العمل ضمن برتوكول عالمي. واشارت سموها إلى احد اهم المشاريع المنجزة في الحديقة، وهو توفير قاعدة بيانات كاملة عن النباتات، استفاد منها الباحثون ومعدو الدراسات والأبحاث العلمية، اضافة الى ثلاثة مشاتل تصل طاقتها الانتاجية الى 100 ألف شتلة. واضافت انه يوجد نواة لمركز ابحاث علمية ومركز تجارب لأبحاث التنمية البيئية المستدامة ومعالجة آثار ظاهرة التغير المناخي، مشيرة الى مشروع " المعشبة الوطنية" التي تختص بأرشفة النباتات البرية عن طريق إنشاء ملف خاص يحتوي على السيرة الذاتية للنبتة ثم أرشفتها إلكترونيا. كما تضم الحديقة مشروعا لمسح ودراسة الفطر الوطني بمختلف أنواعه، والذي يوفر 190 نوعا، اضافة الى مشروع المنتجات الغذائية التي يعدها أبناء المجتمع المحلي.
وفي إطار التعاون مع المؤسسات الوطنية، ساهمت الحديقة بإنشاء الحديقة النباتية التابعة لمديرية الأمن العام والتي افتتحت رسميا أواخر الشهر الماضي في مقر المديرية.
واوضحت سموها أن من أهم المشاريع المنوي تنفيذها خلال العشر سنوات المقبلة، وفق خطة العمل، تدشين 18 حديقة، تختص كل منها في مجال معين لضمان الاختصاص في انواع النباتات، وسيتم ايضا إنشاء حديقة ترفيهية مزودة بخط إنزال لممارسة السياحة الإيكولوجية، وحديقة مختصة بكيفية الاستفادة من زيت الزيتون والنباتات الطبية والعطرية في علاج الأمراض، بإشراف كادر مؤهل ومختص، وحديقة لحفظ تكاثر النحل وانتاج العسل. كما تشمل المشاريع، انشاء حديقة تثقيفية لكافة الفئات المجتمعية؛ لتوعيتها بكيفية الحفاظ على الغطاء النباتي، وإنشاء مطعم لخدمة الزائرين، حيث يطل على سد الملك طلال ومرتفعات جرش، ومن المتوقع انتهاء العمل به خلال العام المقبل.
وتوقعت سموها بعد تشغيل الحديقة بكامل طاقتها، أن يبادر مستثمرو القطاع الخاص للمساهمة في الاستثمار في هذا المرفق الحيوي الواعد.
وقالت سموها إن الحديقة وصلت للعالمية، وذلك من خلال توفيرها لقاعدة بيانات ودراسات وابحاث ومراجع استفاد منها علماء النباتات والبيئة في المنطقة والعالم. كما يجري العمل حاليا على بلورة خطة متكاملة للترويج للحديقة من خلال إنشاء موقع إلكتروني يواكب الإنجازات، وتنفيذ خطة إعلامية طموحة تضع الحديقة على خريطة الاهتمام الوطني، وتؤمن التفاعل المطلوب مع شرائح المجتمع لتعميم الفائدة المرجوة.
وأكدت سموها أن الحديقة ستفتح أبوابها للزوار والسياح رسمياً خلال عام 2022، وسيتم الإعلان عن افتتاحها رسمياً بعد الانتهاء من تنفيذ المشاريع لتحقيق الهدف المرجو منها، وبعد تجهيز المبنى الرئيسي والمرافق الخدمية.بترا
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/23 الساعة 17:23