إِحْذَرُوْا اَلْمَرْضَى اَلْنَفْسِيِّيِنَ وِرَاِثياً أَوْ ظُرُوْفِيًا أَوْ غِيْرَةً وَحَسَداً
يلعب العامل الوراثي بين كثيراً من الناس دوراً كبيراً في ملامح أشكالهم (كما يظهر على ملامح أهل الصين مثلاً أو بعض الأفارقة بشكل واضح، وحتى في بعض العشائر عندنا وفق فروعها منهم أصحاب أجسام كبيرة أو وسط أو خشنة أوناعمة . . . إلخ). كما ويلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً أيضاً في عصبية وَحِدَّة الطبع وتصرفات وأخلاق وأفعال كثيراً من البشر، علاوة على ما يتصف به بعض الناس بما لديهم من حسد وحقد ولَّج وَلَّد، وقد إعترف الحجاج سابقاً للخليفة عبد الملك بن مروان بأنه: رجلٌ لَجُوْجٌ، حَقُوْدٌ، حَسُوْدٌ وَلَدُوْدٌ. ويتصف هؤلاء الناس بضعاف النفوس ولا يجرأون على المواجهة وكما يقول المثل: نسَّانِيْس، من تَحْتٍ لِتَحْتٍ، يصطادون في الماء العكر كلما سنحت لهم الفرص، ولا يرحمون من يغارون منهم أو يحسدونهم، ولو إستطاعوا أن يقتلونهم أو يُخْفُوْهُم من الوجود لما قصَّروا، أو يجعلون كل من يحبهم من حولهم يحقدون عليهم ويكرهونهم. لقد حذَّر الله الرسول الكريم ﷺ منهم بقوله (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (القلم: 51)). كما حذَّر سيدنا يعقوب أولاده من الحسد (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ، وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (يوسف: 67 و 68)).وقد أنزل الله سورتي الفلق والناس ليستعيذ الناس أنفسهم بهما من الحسد ومن شر ما خلق رب العالمين.