ثقافة العيب والصحة النفسية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/23 الساعة 12:10
كتب: طارق المعايطة بعد نحو عامين على جائحة كورونا من أهم الملفات التى لم يتم طرحها بشكل مكثف ولأسباب كثيرة هو ملف الصحة النفسية، وهنا نصطدم أمام حائط كبير يخلقه المجتمع عندما يسمع عن هذا الملف وهو "ثقافة العيب" بهذا الشأن، حيث أنه وللأسف الشديد لا أحد يريد أن يعترف في حال وجود مرض عقلي او ذهني لأحد أفراد العائلة خوفا من "حكي الناس" أو بصمة العار التى ستصيب العائلة بأكملها. إن الأمراض النفسية بشكل عام تعتبر في كافة أنحاء العالم بصمة عار، حتى لا نتهم مجتمعنا فقط في هذا التصرف تجاه هذه المشكلة العالمية. لكن كما في هذا المقال فهنالك أصوات تظهر على فترات لمواجهة "ثقافة العيب" أو أي لقب يفضل كل واحد باعطائه لهذه الفئة من الجنس البشري أينما كان. في الأردن وبحسب دراسة علمية نشرت في عام 2020 هنالك قرابة 1،75 مليون شخص يعانون من أمراض نفسية ، أي عشرين بالمئة من السكان. في حين وبحسب الدراسة فإن الخدمات الطبية المتعلقة بالصحة النفسية تحسنت من حيث الفعالية والإدارة الا أن بصمة العار ما تزال تعيق الحصول على العلاج اللازم وتجعل المريض غير قابل بأن يتلقى هذا العلاج. على صعيد آخر وحتى لا نقع في فخ لوم المجتمع فقط، يجب أن نتحدث أيضا هنا وبما اننا نتحدث عن الصحة النفسية بشكل عام, استغلال القطاع الخاص لمسألة صرف الادوية بسهولة زايدة دون اللجوء الى أساليب علمية اخرى مثل علاج المجموعة أو علاج الموسيقى التى تطبق في بعض الدول أو العلاج الشخصي او التعديل السلوكي دون أدوية، مع العلم بأن بعض الأدوية للمرضى تكلفتها على البعض بهيظة الثمن ويتدهور وضعهم الاقتصادي بسبب ضرورة تلقي الدواء الذي تم وصفه. الأمراض النفسية موجودة شئنا أم أبينا ولذلك فيجب علينا أن نواجه المشكلة لا أن نهرب منها و خلق وعي مجتمعي واعلامي لفهم الأمراض وعلاجها وليس التوجه الى حلول غير واقعية. المرض ليس عيبا وإن استطعنا تحسين الظروف للمرضى حينها سنستطيع بأن نساهم في كسر "ثقافة العيب" وخلق مجتمع يتقبل هذه الفئة كجزء من المجتمع وليس عار عليه، فلا بد لنا بأن نرتقي الى المستوى المطلوب لتحسين حياتنا وحياة كل هؤلاء الذين لا مكان لهم للاسف بيننا.
  • كورونا
  • صحة
  • ثقافة
  • الأردن
  • عالية
  • تعديل
  • اقتصاد
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/23 الساعة 12:10