الخوالدة يكتب: البطالة قنبلة فكيف هي بطالة الأطباء؟!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/17 الساعة 03:16
بقلم: اسماعيل الخوالدة
ان التشغيل والبطالة والأزمات الاقتصادية كلها ظواهر مرتبطة بتطور النظم الاقتصادية والاجتماعية واجهزتها الانتاجية وعلاقتها الاجتماعية فتناول هذه المسألة لا يتم في اعتقادنا إلا من خلال رؤية شاملة لسير النظام الاقتصادي والاجتماعي ككل، ومراحل تطوره وبالأخص مراحل الأزمات.
في الماضي البطالة والتشغيل تولدا من عدم قدرة النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم على تأمين العمل بصفة دائمة لمجموع السكان القادرين على العمل عندما لا تستخدم كل طاقاته الإنتاجية اي عندما تحدث ازمة في سيره العادي مما يتسبب في تعطيل طاقاتهم الإنتاجية، ولقد عرفت المجتمعات الإنسانية ان من كل هذه الازمات الى انتشار الجرائم حيث توجد البطالة لإنعدام الحاجة الى العمل مما يؤدي الى قيام الشباب بإرتكاب السرقات والقتل واللجوء الى الاتجار في الممنوعات كالمخدرات وغيرها كل هذا يؤدي الى عدم تقدم المجتمع بكل المجالات، ومن الاثار السالبة للبطالة المقنعة انها تبدد قدرا من كفاءة العمل المبذول في غير موضعه وتبدد الموارد التي لا تجد عملا يبذل فيها وتكون الحصيلة عجز الشعب عن التقدم بما هو متاح فيه من بشر وموارد.
السؤال الان اين دور الدولة في الاقتصاد بدعم القطاع العام ماليا وفنيا وبشريا واصلاحه وتطهيره من الفساد وتفعيل الرقابة فيه وتطهيره من احتكار الوظائف لابناء الذوات في البلد فقد شاهدنا هنا في الاردن كيف ضيقوا على الشباب بوضع الشروط الصعبة للتعيين بحيث تكون هذه الشروط ليس لتحسين نوعية الموظفين بل بوضع العوائق والعقبات وخير دليل على ذلك وضع الامتحان التنافسي الغير دستوري الوضع السائد في جميع بلدان العالم شخص رقمه واحد يستحق هو التعيين مباشرة اذا توفر الشاغر اما قصة وضع امتحان تنافسي لشخص تخرج قبل عشر سنوات وكان يعمل في ورشات البناء والفنادق وفجأة اكافئة بإمتحان غير شرعي وغير دستوري ومع مرور الزمن تكون المناهج عدلت وتطورت وهذا ابن الحراث ماذا يعمل اما ابناء الذوات من خلال اتصالاتهم يكون هذا الامتحان جسر حديدي لابنهم (توتي فروت) لعبور عقبات البطالة والتوظيف والعبور للطرف الآمن وابن الحراث يبقى قلبه يحترق من هذا الظلم .
مثال على البطالة في الاردن ايضا قضية يشيب لها الرأس عندما نسمع ان اكبر مهنة نبيلة في العالم الا وهي الطب.
تفاجأت من خريجي الطب في الاردن والعدد كبير جدا، حيث اكثر من 1200 طبيب متخرج عاطل عن العمل بل الطامة الكبرى رقمه على الديوان بعضهم فوق المئتين والبعض الاخر فوق المئة وانا دخلت على مجموعة لهم على الواتس اب رأيت كيف يشكون الحال وكيف يسألون عن الترشيحات والبعض يفكر في السفر والبعض ضميرهم يأنبهم بأنه درس هذا التخصص وكيف كلف والده واسرته الكثير من المال والصبر لكي تفرح بابنها طبيبا يعالج المرضى ويخفف من الآمهم فهي مهنة انسانية ونبيلة قبل ان تكون مهنة يعتاش منها، لكن للاسف الشديد هناك خريجو طب لهم مده طويلة دون عمل وهؤلاء علماء والرسول عليه الصلاة والسلام وصى بالعلماء ولكن الفساد وتعيينات تحت الطاولة وعدم وضع الخطط الناجعة لحل هذه القنبلة الموقوتة سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه وسنفقد الكثير من هذه الكفاءات.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/17 الساعة 03:16