تجار أم فجار؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/17 الساعة 00:21
ان الاستثمار في صحة المواطن عن طريق الاتجار بالسلع الغذائية والاستهلاكية الفاسدة والتي تجاوزت في اغلبها عمرها الافتراضي من الجرائم البشعة التي ترتكب في حق الوطن والمواطن, نتيجة جشع واطماع الغالبية العظمى من التجار الا من رحم ربي الذين يخوضون صراعا بين الطمع المادي والرحمة والتي تغوص خناجرهم في بطوننا في كل وجبة نتناولها بعلم او بدون علم في غياب المواصفات والمقاييس وانعدام الرقابة الصحية السليمة وان وجدت غير ابهين بالاذى والامراض والمشاكل الصحية التي يعاني منها اغلب المواطنين من جراء تناولهم هذه الاطعمة الفاسدة المستوردة من دول تابى على نفسها اطعامها لمواطنيها فيتاهفت عليها تجارنا لانخفاض اسعارها ليجدوا لها مكانا في بطون خاوية في مجتمعنا لايجدون ما يأكلونه الا قمامتهم مغلوبين على امرهم بما هم فيه من ضيق العيش وضنكه , واياديهم مغلولة الى اعناقهم حيث لاطاقة لديهم لاستيراد لحوم البقر والخراف والغزلان من المانبا والخضروات والفواكه الخالية من الكيماويات من جنوب شرق اسيا وانواع الخبزوالحلويات من فرنسا ومختلف انواع الاجبان من هولندا والمياه المعدنية وانواع الشوكولاته والبسكويت من ايطاليا وغيرها من المواد التي يستوردها فئة افاء الله وانعم عليهم من فضله ولا تجد منهم شكورا. ان هؤلاء التجار الذين اتخذوا من صحة المواطن وسيلة للكسب المادي قد اتصفوا بالجشع الكامل وتجردوا من الانسانية والضمير والاخلاق وليس لديهم وازع ديني فقط ما يهمهم هو جني ارباحا مضاعفة وخاصة عند عرض بضاعتهم الفاسدة في مواسم تكثر فيها حاجة الناس فيه الى هذه السلع بغض النظر عن الغلو في اسعارها مثل الدجاج والبيض التي ارتفعت اسعارها في شهر رمضان وتراهم يدغدغون جيوب المواطنين الغلابة ويروجون لها بما يطلقون عليه (عروض ) للاسعار والبضائع في المتاجر والمولات المختلفة وجميع بضائعهم مما عفا عليها الزمن او قاربت مدة صلاحيتها على الانتهاء غير مراعين في الناس الا ولا ذمة. ونلاحظ ان استعار التجار ينموا ويكثر , وفسادهم يسرح ويمرح في ظل غياب المسؤلية والرقابة ولا رادع ولا حسيب والمستهلك هو الضحية وهو الاشقى علما انه يساعد في نفس الوقت التجار على استغلال حاجاته وقوته اليومي مغلوبا على امره بغض النظر عن حليب اطفاله الفاسد او ارز مائدته الذي يملئه الدود الحشرات وطحين خبزه الذي يلوكه كما الجلود. نحن لسنا ضد التجارة الشريفة التي يراد منها الكفاية والعيش الكريم بل ضد التجارة التي لا يراعي صاحبها تقوى الله في خلقه وهم يتبعون خطوات الشيطان واغرائاته في سبيل مكسب مادي ظاهره حلال وباطنه فسق وفجور لا يغني عن الاخرة , واذكرهم بحديث الرسول ( إِنَّ التُجَّارَ يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ فُجَّارًا ، إِلَّا مَن اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ).
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/17 الساعة 00:21