العين حماد المعايطة يتحدث عن مؤسسة العشيرة (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/16 الساعة 08:16

 مدار الساعة - ضمن الخطة الوطنية لاحتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنيّة، نظّمت وزارة الثقافة جلسةً حوارية، في المركز الثقافي الملكي بعنوان "الشباب وعقدنا الاجتماعي العشائري"، استضافت خلالها العين حماد المعايطة.

وعلى أنغام أغنية "شباب قوموا العبوا" سار الشباب وضيف الحوار المعايطة  إلى قاعة المؤتمرات، ومن بعد الوقوف لتحية السلام الملكي، ليبدأ الحوار.
استهلت مقدمة الحوار بتوصيف حال الوضع قائلة: "بمملكة  شرقية عربية إسلامية ...مليكها ينظر لشباب ملكه ... بأنهم الدرع والسيف والسياج المسلح بالمعرفة والعلم والانتماء.. بعيداً عن التطرف والغلو...ساسوها ووصفوا قدرها الجغرافي بأنها دولة عاشت 100 عام على جمر الغضى.. دولة ذات عقد اجتماعي عشائري، وكما  هو الحال بمعظم دول العالم العربي والإسلامي التي ما زالت قائمة على العشائر.. وما زالت هذه المؤسسة حاضرة ليومنا هذا .. فدعونا نلقي نظرة على كيفية حضورها بديرتنا الأردنية".
تطرق الحوار للعديد من المحاور مع العين المعايطة، وكل محور احتوى على عدة أسئلة :
محور المؤسسة العشائرية:
ما أبرز قيم  ومبادئ مؤسسة العشيرة؟
قيم توزن بالذهب كالنخوة والشجاعة والجرأة والكرم والطيب..
كيف ينظر الإسلام إلى العشيرة؟
يكفي أن الرسول(ص) هو من قبيلة.  
محور واقع المشهد العشائري في الأردن
ما السر في أنّ  التفكير العشائري حاضر إلى يومنا هذا، ولم يزول، في واقعنا الأردني بالرغم مما نعيشه من تطور متسارع؟ 
لأننا شعب قوي وأصيل لا يتخلى عن أصالته مع حرصه على مواكبة الحداثة.
كيف تقيم واقع عقدنا الاجتماعي العشائري في الأردن  اليوم،..هل أنت راض عنه؟
نعم، وبحاجة للاستمرار على نبذ كل ما علق بالعشيرة من اتهامات باطلة.
بماذا ترد على من يتهم  العشائرية بأنها :تقف ضد سيادة القانون والدولة المدنية ودولة المؤسسات وكأن العلاقة بينهما متضادة، وأنّ العشائرية تتحمل ضعف الأحزاب السياسية، وكذلك العنف الجامعي، وأنها تقف بوجه الحداثة والتطور؟.. وأن الدولة وأعلام العشائر تجمعهم علاقة الاسترضاء أو ما تسمى بالريعية الزبائنية؟
... العشيرة هي مرادف وليست على تضاد مع القانون، أما العنف الجامعي فأتوجه للشباب بالنصيحة، وأقول لهم: لا يكن أفقكم ضيقاً ..افتخر واعتز  بأصلك، لكن لا تتعصب ولا تعش في صندوق مغلق، وأذكرهم بحديث النبي(ص): "دعوها فإنها منتنة" والمقصود بها العصبية القبلية، ومن الأمثلة على دعم العشيرة لشبابها أن هناك صندوقاً للعشيرة لتدريس الطلاب والطالبات لمن وضعهم المادي لا يساعده على إكمال دراسته الجامعية، وهذا يكون حرصاً على مستقبل الشاب والفتاة.
العشائر لا تقف بوجه الحداثة والتطور بل تواكبه، مع الحرص على الأصالة وتاريخنا وقيمنا، فمن لا ماضي له لا تاريخ له، وأذكر من الاتهامات التي لصقت بالعشائرية أنها لا تدعم المرأة، بل على العكس، فأكبر دليل على ذلك أنك أنت فتاة من العشيرة تناقشينني وأستمع لوجهات نظرك وأجيبك على أسئلتك وتحاورين أيضاَ ضيفاً آخر باللغة الأجنبية فكم أنا فخور بك!!..، أما علاقة الدولة بأعلام العشائر  فلمن لا يعلم هي علاقة الرديف والسند وليس علاقة الريعية.
من عادات مجتمعنا عند الزواج "الجاهة"، التي يترأسها أشخاص ذوو مكانة مرموقة في المجتمع مع حضور ما يقارب ألف شخص من جهة الفتاة وجهة الشاب! ..وبالمقابل نسب الطلاق مرتفعة!... أعتقد أنه ليس جميلاً بعد  سنة أن تسمع أن الزوجين تم بينهما طلاق، مع احترامنا وادراكنا للأمور القدرية والنصيب، فما ردك؟!
 
 نعم نسب الطلاق مرتفعة في بمجتمعنا الأردني، وذات مرة سألت قاضياً شرعياً حول السبب وراء هذه النسب المرتفعة فذكر العديد من الأسباب وأبرزها وأهمها عدم وجود الوعي الكافي بإدراك حجم وقيمة اتخاذ قرار الزواج والإنجاب لدى الشباب والشابات.
 فأنا مثلا لا أقبل أن أترأس جاهة دون أن أسأل عن الشاب والفتاة وكيف تعرفا على بععضهما، فذات مرة طلب مني  أحدهم أن أطلب له يد فتاة لإبنه، فقلت له كيف تعرف عليها (قال رآها على الدوار ومن يومها سارح بها)، فقلت له، وهل ترى ذلك سببا كافيا لأن نزوجهما!
في الآونة الأخيرة وجدت بعض المؤشرات التي تدل على اختلاف درجة الانتماء والولاء بين جيل أعلام العشيرة وجيل شباب العشيرة، فمثلا رأينا بواقعة معينة أن أعلام إحدى العشائر أصدرت بياناً لم يمض ٢٤ساعة عليه حتى صدر بيان آخر لشباب العشيرة يناهض بيان كبار عشيرتهم مما جعل أحد المراقبين يصف ما حدث ب  “صراع الأجيال” في الأوساط العشائرية، وعلى أن مياهاً كثيرة جرت تحت الأقدام، خلال العقد الأخير تحديداً، فماذا تقول؟..
أدرك أن ظروف الحياة تتغير لكن إن كان وصل الحال إلى ذلك (مياهاً كثيرة جرت من تحت الأقدام) فلدي قول آخر و أرى أن نخصص له حلقة نقاشية أخرى
كيف تقيم وثيقة الجلوة العشائرية التي تم الإعلان عنها من قبل وزير الداخلية؟
الجلوة هي عرف اجتماعي وجدت في السابق لامتصاص الغضب أو ما تسمى (فورة الدم) وحقن الدماء، وهو عرف اجتماعي وليس دينياً، أي لا يوجد نص دليل شرعي عليه.  أما اليوم فأراها تكاد  تتجاوز الإنسانية فالعبء المادي والمعنوي على من يقوم بالجلوة والمضيف أصبح كبيراً جدا .الدولة مشت خطوة جيدة أمل أن تصل لخطوة وهي أن القاتل فقط هو من يجلي .
محور خاص بالضيف المعايطة.
يوجد العديد من الأقوال والأمثال في حياة البدو التي تعتبر دروساً بالحياة، هل لك أن تقول لنا بعضاً من الأقوال و الحكم؟
هناك العديد من الأمثال والحكم من حياة البدو، نذكر منها: "العلوم طير مع الريح"، "المنية ولا الدنية"، إضافة إلى الكثير من هذه الأمثال. 
كيف تتوقع أو تستشرف الأردن في مئويته الثانية؟
الأردن مشرق برغم كلّ التحديات والصعوبات، وأنا آراه مشرقاً، لأن هذا هو جيل الشباب الفتي، كذلك عدد ونسبة الشباب في المملكة، فهم يتجاوزون ٢مليون .
قيل لكل  زمان دولة ورجال .. هل تتمنى أن تكون رجلاً من رجالات الدوله في مئويتها الثانية، وتسهم في بناء مسيرة الدولة، أم تفضل الحقبة التي عشت بها ؟
لا يهمني، المهم أن أخدم الوطن .
ما هي هواياتك المفضلة عندما كنت  بعمرنا؟
ركوب الخيل والرماية.
ما نوع الموسيقى المفضله لديك، ومن الفنانون الذين تحب سماعهم، سواء من الجيل الحالي أو القديم؟
الأغاني الوطنية والأغاني القديمة الكلاسيكية العربية لأم كلثوم والعندليب، لكونها تحتوي عمقاً بالمعنى. وأحياناً أسمع من الأحفاد الموسيقى الحديثة.
هل من كلمة أخيرة  تود أن تقولها للشباب؟
أوصيهم بأن يبقوا ملتفين حول قيادتنا الحكيمة وأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والحداثة والانفتاح على الآخر دون ترك الأصالة المجتمعية.
بعد هذه الأسئلة، تحول الحوار إلى اللغة الإنجليزية، في استقبال ضيف من أصل نرويجي عاش في الأردن من سنة ٢٠١٣ وما يزال، وهو "أرلنغ آسن" الذي حاورته الطالبة فرح المعايطة موجهة له عدداً من الأسئلة:
قلتَ بأنّ الله عز جل وضع بقلبك حب الأردن والشعب الأردني، فما السبب؟!
 لا أعلم السبب الحقيقي، لكني كل يوم أكتشف بأنه حب جميل، وأنه بلد طيب، كما أنّ زوجتي النرويجية "هيلينا" لها دور في ذلك.
هل قرأت عن الأردن وتاريخه قبل أن تفكر بالمجيء إلى هنا والاستقرار أنت وعائلتك؟
 في الواقع لا.
هل ترى نفسك جسراً يربط بين ثقافة بلدنا وبلدك؟
 لا أود أن أقول عن نفسي هكذا، لكنّ الظروف تتحكم بنا، وقد جعلتني بهذا الموقف، فأنا سعيد بذلك. 
كلمة توجهها لشباب الأردن ؟
حافظوا وابنوا بلدكم، فهو جميل.
ما أجمل ما تحب من قيم مجتمعنا؟
أحب الكرم والاهتمام ببعضهم البعض، فكم أحب المنسف الأردني!
بنظرة لأصول المجتمعات نجدها بدأت قبلية فمثلا أمريكا تعود لقبائل الهنود الحمر (الموهيكنز) ، وأنجلترا بعد سقوط الرومان حكمها أحد فروع القبائل الجرمانية الغربية التي تسمى الأنجل ساكسون،و النرويج ذات النظام الملكي الدستوري اليوم والتي يبلغ عدد سكانها  حوالي 4.8 ملايين نسمة معظم النرويجيون هم من الشعوب الجرمانية الشمالية وبالتحديد قبائل سامبي sapmi و قبائل كفين kvener  تم استيعاب كلا الفئتين من قبل الحكومة النرويجية من القرن التاسع عشر حتى أواخر السبعينات من القرن العشرين وهي ما تسمى بعملية النروجة فإن العديد من العائلات من أصل سامي أو كفين تعرف نفسها الآن من العرقية النرويجية ،بالأضافة لوجود عدد كبير من المهاجرين.
 
بعد هذا الحوار المتعدد الذي تفاعل معه الحضور، تم تقديم تذكار من وزارة الثقافة الأردنية للضيف الأجنبي بمناسبة احتفال الأردن بمئوية الدولة، لتكون تذكاراً له ولأبنائه في يوم ما إذا قرر الرجوع لبلده الأم.
كما تم فتح باب المشاركات للشباب، حيث وجّه العديد من الشباب أسئلة لضيف اللقاء الحواري، فكان الحضور معظمه من الشباب طلاب الجامعات الأردنية، وكان من ضمن الحضور ضيف مصري تفاعل معه الجميع لمشاركته في الحوار وتعبيره عن حبه للأردن ومدى إعجابه بحكمة قائد البلاد، موجهاً كلمة لشباب الأردن بأنهم مجتمع فتي تسلحوا بالعلم والمعرفة ليحافظوا على هذا البلد الطيب،.. وقد تميز الضيف المصري بإضفائه روح الفكاهة على الحوار، الذي حضره د.سالم الدهام مدير مركز الثقافي الملكي، وفهد الحسبان  ممثلاً عن وزارة الشباب.
وبعد انتهاء الحوار، الذي أدارته الطالبة المتطوعة مع وزارة الثقافة في احتفال مئوية المملكة الأردنية الهاشمية فرح المعايطة باللغتين العربية والأنجليزية، تمّ تقديم تكار وهدية تذكارية للضيف العين حماد المعايطة، لتجسير الفجوة ما بين فئة الشباب وصناع القرار.. وهكذا انتهى لقاء ثري بمحاوره وفقراته على أنغام  أغنية "بلادنا المشرقة وحنا الشباب بيها.. وأن عجج الحرب بالبارود نحميها".
 



مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/16 الساعة 08:16