ما حصل في الجناح الاردني - معرض إكسبو دبي متوقع !
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/13 الساعة 13:54
مدار الساعة - كتب: د. عبدالرحمن فلاح الغويري
عندما طرحت الجامعات الأردنية مادة التربية الوطنية كان الهدف المنشود من هذه المادة هو تعريف الطالب بتاريخ وطنه وترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية لدى الطلبة.
أما في المدارس فمادة التربية الوطنية والاجتماعيات تُدرّس في جميع المراحل الدراسية من الاول الابتدائي الى التوجيهي ...
إذن، اين الخلل ؟ هل هذا الجيل على وجه العموم لا يعرف تاريخ وجغرافيا وطنه ؟ و هل هناك تقصير في المدرسة أم الجامعة ؟ أم في اسلوب تدريس المادة ام في طريقة اداء الامتحان ؟
أعتقد أن هذه الظاهره تستحق الدراسة والوقوف عندها مليّاً ، وبالرغم من أن مادة التربية الوطنية ليست من تخصصي إلا انني الاحظ أن اكثر من 90% من طلبتي في الجامعة لا يعرفون شيئا عن المناسبات الوطنية الأساسية مثل معركة الكرامة، عيد الاستقلال، الثورة العربية الكبرى وغيرها من المناسبات ، حيث كنت دائما في تلك المناسبات أحاول ترسيخ بعض المفاهيم الوطنية لزيادة الانتماء لدى الطلبة لوطنهم وذلك بتوجيه اسئلة لهم مثل: ماذا يصادف مثل هذا اليوم من المناسبات الوطنية ؟ وغالبا ما تكون المفاجأة أن يجيب طالب من 50 طالب او لا يجيب أحد على السؤال !!! وكانت آخر مرة قبل عدة ايام اثناء تحديد موعد أحد الامتحانات لهذا الفصل و الذي يصادف تاريخ 14/11 ، وبعد السؤال عن مناسبة هذا التاريخ ، كانت المفاجأة من طلبة سنة رابعة في تخصص هندسة البرمجيات أن يعرف طالب واحد فقط أن المناسبة هي عيد ميلاد الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه ... !!!
فلا عجب ان لا يعرفون متى وأين بدأت الثورة العربية الكبرى قبل قرن من الزمان !!!
هل التجهيل بهذه الامور مقصود ؟ أم أن هذا الجيل لا يركّز ولا يهتم بتاريخ اباؤه واجداده ؟ ام ان التقصير من الأهل ومتابعتهم منذ الصغر ؟!
آن الأوان للجلوس ودراسة هذه الظاهرة بشكل جدّي من قبل لجان مختصة من الجامعات ووزارة التربية والمؤسسات الوطنية الاخرى وعلى رأسها القوات المسلحة الأردنية والخروج بتوصيات بحيث تتم الإجابة على جميع هذه الأسئلة وإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة السيئة للأسف.
و بوجهة نظري المتواضعة ان جميع المؤسسات الوطنية مشتركة قد ساهمت بشكل مباشر او غير مباشر بتفاقم هذه الظاهرة ...
ففي المدارس؛ لا زال التلقين سيّد الموقف في هذه المواد بالذات ، أما الجامعات فحوّلت هذه المادة الى تعليم عن بعد (اليكتروني) منذ فترة طويلة قبل الجائحة بسنوات عديدة و امتحاناتها اليكترونية أيضاً، فالنجاح فيها سهل المنال دون كدٍّ ولا تعب ولا تركيز ...
و كي نكون عمليين وإيجابيين، لن أعرض المشكلة دون اقتراح بعض الحلول:
بالنسبة للمدارس؛ أقترح ان يتم استضافه شخصية وطنية عسكرية من الضباط العاملين او المتقاعدين في كل مناسبة من المناسبات الوطنية للحديث عن هذه المناسبة للطلبة بشكل مباشر وان تكون المحاضرة في يوم نشاط وللمدرسة ككل ... ويا حبذا أن تعيد وزارة التربية والتعليم يوم الطالب ويوم المعلم ويوم النشاط المدرسي الذي كان معمولا به سابقا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث كان الطلبة يشاركون المجتمع المحلي في يوم مفتوح من النشاطات والفعاليات الثقافية والوطنية اللامنهجية واللاصفية والتي تساعد الطلبة على ترسيخ بعض المفاهيم والمبادئ الوطنية بطريقة لا تلقينية ولا صفية.
أما بالنسبة للجامعات اقترح أن يتم إعادة النظر في طريقة تدريس مادة التربية الوطنية بحيث تصبح وجاهيّاً بالكامل وامتحاناتها إنشائية ورقية. ومن الممكن دراسة إضافة مادة أخرى تُعنى بالنشاطات الوطنية وخدمة المجتمع المحلي والمشاركة بالمبادرات المختلفة بحيث تنمي وتعزز انتماء الطالب لوطنه و مجتمعه الصغير في الجامعة والمدينة وبالتالي في الوطن ككل.
وكنت قد اطلقت مبادرات وطنية عديدة و اقترحت في مجلس الجامعة الأسبق وفي مبادرة "# إلا_الهاشمية" عام 2016 أن يتم غرس شجرة من قبل كل طالب في الجامعة وذلك كمتطلب إجباري في مادة التربية الوطنية مثلا ، وأن يتم الاعتناء بها على مدار سنوات دراسته في الجامعة على أن يتم وضع اسم الطالب وتاريخ زراعة الشجرة على قطعة من الحجر او الرخام أسفل الشجرة بهدف تخضير الجامعة و زيادة انتماء الطالب للجامعة و ستظل هذه كذكرى له ولابناءه من بعده ، على أن تعمم هذه الفكرة عل جميع جامعاتنا الوطنية الرسمية والخاصة وتم إتخاذ قرار مجلس عمداء بذلك إلا انه للأسف لم يُطبّق ...
ولزيادة اهتمام طلبة الجامعات بمادة التربية الوطنية اقترح أن يشمل امتحان الكفاءة الجامعية امتحان خاص في التربية الوطنية.
أما بالنسبة للمؤسسات الوطنية الاخرى مثل القوات المسلحة الأردنية و مجلس الوزراء و مجلس النواب والاعيان، فكنت قد اقترحت عام 2010 اثناء دراستي الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية في مقال نشرته صحيفة عمون الإلكترونية آنذاك، اقترحت إعادة خدمة العلم الإجبارية وكما كانت في السابق لمدة سنتين، و اعتقد جازما أنه قد آن الأوان لإتخاذ مثل هذا القرار الجريء للمصلحة الوطنية العليا ولتربية ابنائنا تربية عسكرية وطنية لا يشوبها شائب. وكلي فخر واعتزاز بأني ضابط متقاعد قبل ان أكون اكاديميا مما يجعلني متأثرا أكثر من غيري بمشاهد هذا الجيل من البنطال الساحل الى ارتداء "بُكلة الشعر" إلى عدم الإكتراث بتاريخ هذا الوطن ...
وفي الختام
ندعو الله العلي القدير لهذا الجيل بالهداية والصلاح إنه سميع مجيب.
د. عبدالرحمن فلاح الغويري
استاذ مشارك في هندسة البرمجيات
نائب عميد
كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات
الجامعة الهاشمية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/13 الساعة 13:54