«الشامانية».. من كهوف العصر الحجري إلى أزقة إسطنبول

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/07 الساعة 18:05

 مدار الساعة -  نهاد زكي

في المجتمعات البدائية القديمة، ظهرت الديانات مرتبطة بالسحر، الذي كان يمثل تفسيرًا لكل ما عجز الإنسان البدائي عن تفسيره عقليًّا، ومنه الظواهر الكونية وكل ما عده الإنسان خارقًا للطبيعة، وحينذاك أرادت القبائل البدائية اللجوء إلى حماية قوى أعظم تحميها من مخاطر المجهول، ومن هنا نشأت «الشامانية» وهي إحدى الديانات البدائية التي اعتمدت على «ساحر عارف» يُدعى «الشامان»، الذي بإمكانه التواصل مع الأرواح وحماية القبيلة من قوى الشر. 
 
وعلى الرغم من أن تلك الديانة ضاربة في القِدم؛ إذ تعود إلى العصور الحجرية، فإنها تمكنت من البقاء حتى القرن التاسع عشر، وتجري حاليًا محاولات لاستعادتها داخل الأوساط الثقافية المعلمنة في تركيا، على سبيل المثال، وفي السطور التالية، نتعرف إلى جذور هذه الديانة العتيقة وطقوسها، وكيف تمكنت من البقاء حتى يومنا هذا.
 
«الشامانية».. ديانة سحرية من العصر الحجري
عندما ننظر إلى النقوش والزخارف التي اكتشفت في كهوف الإنسان البدائية بالعصر الحجري القديم، نظن أنها نوع من الفن، أو رسائل أراد الإنسان القديم أن يتركها على جدران كهفه قبل اختراع الكتابة، لكن المثير للاهتمام، أن تلك النقوش التي طغى اللون الأحمر عليها، وهو لون الدماء، كانت في طبيعتها تمائم سحرية، نقشها الإنسان البدائي من أجل حمايته من الأرواح الشريرة وقوى الظلام.
 
فقد اعتاد الإنسان البدائي على العيش في خوفٍ، فهو يقضي نهاره في الصيد من أجل تأمين مأكله، ويختبئ في الليلِ بالكهوفِ للاحتماء من الحيوانات المفترسة، وقد كان هذا الإنسان يخشى الطبيعة ويهابها، لهذا كان أول ما تفتق عنه عقله هو إيجاد وسيلة دفاع يستطيع بها أن يتقي شر الطبيعة وغضبها.
 
 
عُرف الدين لدى البدائي في مرحلة الصيد في العصر الحجري القديم، ففي هذه المرحلة شكَّل اكتشاف النار طفرة في حياة إنسان الكهوف، بوصفها أهم الإنجازات التي تأثر بها وعي الإنسان القديم على المستويين الروحي والمادي.
 
فعبر معرفة النار أصبح الإنسان أكثر قوة من ذي قبل؛ إذ منحت الإنسان البدائي القدرة على حماية نفسه في الكهوف من البرد القارس، واستخدمها في طهي الطعام، وساعدته على إخافة الحيوانات المفترسة، ومع الوقت تحولت النيران إلى شيء مقدس حرك لدى الإنسان البدائي أولى النوازع الدينية، ولأن الحيوانات المفترسة كانت أول ما يهابه الإنسان، فقد تشكَّل نوع من التقديس للحيوانات نجده متجسدًا في «الطوطمية» التي عُدت الشكل الأول للدين.
 
حينذاك بدأ البشر يكونون مجتمعات صغيرة في شكل قبائل، وقد كان لكل قبيلة «طوطم» وهو معبود حيواني، يعد رمزًا للقبيلة، وفي الوقت ذاته يمنحها جزءًا من قوته، وكان افتراس هذا الحيوان وتوزيعه على أفراد القبيلة يعد طقسًا دينيًّا يجمعهم في صلة واحدة قوية.
 
 
في هذه الأجواء نشأت الشامانية التي آمنت بوجود عالم محجوب، هو عالم الآلهة والأرواح والشياطين، وهو العالم الذي لا يستجيب إلا للشامان، الكاهن والساحر الذي يملك القدرة على الاتصال بالمخفي والمحجوب، ولذا ارتبطت تلك الديانة بأمور «الكهانة والعرافة»، والتي كانت مهنة مقدسة لا تتيسر إلا لقلة من الأشخاص أصحاب الوحي، هؤلاء ممن تعتريهم حالة الغيبوبة الروحية التي يعتقد فيها الشامان أن روحه تغادر جسده إلى السماء أو إلى العالم السفلي.
 
«الشامان».. ساحر وطبيب و«مُقيم شعائر» 
ارتبط السحر بالديانة الشامانية تمامًا كما ارتبط بأغلب الديانات البدائية، وقد كان الشامان هو الشخص الذي يحتكر فنون السحر، فهو القادر على التنبؤ بالمستقبل عن طريق الاتصال بالآلهة، وعمل طقوس لإنزال المطر، وحماية القدماء من الكوارث الطبيعية، وغير ذلك من المهام التي كانت توكل إلى ساحر القبيلة.
 
ظهر الشامان في ذلك الوقت بصفته الساحر والطبيب والحكيم العارف بين القبيلة، فهو القادر على حيازة النار وإضرامها والسيطرة عليها، بما لها من أهمية قصوى للإنسان البدائي، وترى فيه القبيلة شخصًا يحوز قوة روحية تؤهله لأداء وظائفه، والتي تتمثل في القدرات الباراسيكولوجية المتعلقة بالتخاطر والتنبؤ وتحريك الأشياء والتنويم المغناطيسي، التي تساعده على التأثير فيمن حوله، والحصول على النتائج التي يرجوها، كما يقول خزعل الماجدي، الباحث في تاريخ الأديان والحضارات القديمة في كتابه «أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ».
 
وكان الشامان يقود ممارسات وطقوس الدفن، وتعد تلك الممارسات هي الشعائر الدينية الأولى التي عرفها الإنسان، وحينها كان الشامان هو الذي يعمل على إيصال المتوفى خلال رحلته إلى العالم الآخر، وقد ارتبطت طقوس الدفن حينها بالمقدسات الأولى التي عرفها الإنسان القديم من النار إلى الحيوانات.
 
وإلى جانب شعائر الدفن، لعب الشامان أيضًا دورًا مهمًّا في الطقوس والشعائر الخاصة بالحياة، مثل طقوس وصول الصبيان لمرحلة البلوغ، وكذلك طقوس «الرقص المُقنَّع» بأن يتقمص الشامان دور سيد الحيوانات (الحيوان المقدس)؛ إذ يلبس جمجمة الحيوان ويؤدي بعض الحركات التي تدل عليه.
 
ففي هذا الزمان كانت الكهوف تعد المعابد الأولى في التاريخ الإنساني، التي مارس فيها الإنسان البدائي طقوسه الدينية، وهناك في ظُلمة الكهف، نشأ الوعي الأول لدى البشر، وعن طريق رص جماجم الحيوانات بطريقة معينة، وإشعال النار وقرع الطبول والرقص المقنع، نشأت أولى الممارسات الدينية لاتقاء شر الطبيعة أو رجاءً للحماية.
 
 
يعتقد بعض الباحثين أن الشامانية ليست دينًا في حد ذاتها، لكنها كانت عنصرًا مكملًا للثقافات القديمة؛ إذ إن الشامان يمثل رجل الدين الذي يمتلك القدرة على مخاطبة الأرواح واستحضار حالات الغيبوبة الروحية والرؤى، كما يمكن للشامانات التنقل والسفر إلى مستويات مختلفة من الواقع عن طريق رحلات الروح خارج الجسد، والتي نعرفها في يومنا هذا بظاهرة «الإسقاط النجمي»، وظاهرة خروج الروح من الجسد وتجولها إلى شيء آخر، وبذلك يمثل الشامان حلقة الوصل بين الواقع الفعلي والواقع الروحي لعالم الآلهة والأرواح والشياطين.
 
ويُعرف الشامان أيضًا بقدرته على الشفاء، وهي القدرة التي يعترف بها أبناء قبيلته؛ إذ يعمل الشامانات عمل الطبيب الساحر، وهو الشخص الذي بإمكانه دخول عالم الروح بالنيابة عن المرضى لطردِ الأرواح الشريرة التي تعوقهم وتمرضهم.
 
هكذا عبرت الشامانية إلى العصر الحديث
رغم انتماء الشامانية للعصر الحجري القديم فإنها من الممارسات الدينية التي استطاعت النجاة والبقاء عبر الزمن، ففي القرن التاسع عشر استخدم متخصصو علم الأعراق كلمة الشامانية، لوصف بعض طقوس شعب «تونجوس» في سيبيريا، وهي ممارسات ترتبط بالصيد والتداوي وانتقال الأموات إلى العالم الآخر.
 
إذ كانت الشامانية منتشرة على نطاق واسع من سيبيريا وآسيا الوسطى إلى منغوليا، وتعود جذورها هناك إلى اعتناق جنكيز خان مؤسس الإمبراطورية المغولية (1206-1227) لها، وذلك بحسب المؤرخ الأرميني كيراكوس الذي أشار إلى أن جنكيز خان استغلها ليبرز دوره السياسي ويؤسس إمبراطوريته؛ لذا اعتقد المغول أن جنكيز خان لم يكن بشريًّا خالصًا، بل حملت به أمه من الإله الذي ترك له سلطان الأرض وانفرد هو بسلطانِ السماء.
 
وكانت الشامانية عند المغول ترتبط بعبادة إله واحد أعظم يعلو مظاهر الطبيعة من شمس وقمر ورعد وبرق، هو الإله «تنغري»، والذي يشبه من حيث الفكرة والجوهر الإله في الديانات السماوية، وهو ما رصده الرحالة الأوروبيون في كتاباتهم خلال ذلك الوقت، ويبدو أن ارتباط الشامانية بإله أعظم نشأ بعد ظهور الديانات السماوية؛ إذ لم نجد ذكرًا للإله في المصادر التاريخية التي تناولت ديانات العصور البدائية، وبحسب المصادر، فقد استمرت الشامانية ضمن المعتقدات المغولية حتى دخول الإسلام؛ إذ اعتنق مغول العراق وبلاد فارس الإسلام، أما مغول الصين فقد اعتنقوا الديانة البوذية.
 
وقد فهم العديد من علماء الأنثروبولوجيا أن التقاليد الشامانية الحالية ما هي إلا نوع من الشامانية الباقية من العصر الحجري القديم، ويرى بعض الباحثين أن كلمة «شامان» تعود في الأصلِ إلى كلمة «صامان» التي تعني «الذي يعرف» في لغة شعب التونجوس في سيبيريا الشرقية والتي تمتد حتى الحدود مع الصين.
 
إذ ظلت الشامانية باقية في سيبيريا وآسيا الوسطى، وقد لوحظت ظواهر دينية مشابهة في الأمريكتين وإندونيسيا وغيرها، ففي جنوب سيبيريا مثلًا، يتوافد مئات الأشخاص في أواخر يونيو (حزيران) من كل عام للاحتفال بالتقاليد الشامانية القديمة في المهرجانات التي تعيد إحياء ثقافة الأجداد. ولا تزال الشامانية تمارس حتى الآن في روسيا مع تقنيات الشفاء الروحي والطقوس الاحتفالية، رغم أنها تمثل دينًا غير معترف به من قبل الدولة.
 
 
 
ويعتقد أتباع الشامانية في سيبيريا أن الشامان هو الشخص القادر على الارتقاء بنفسه إلى عالم الأرواح عن طريق الوعي والإرادة والقوة، وهي التجربة التي يطلق عليها «تقنية الوجد»، والتي تسمح بالتحكم في الأرواح المسيطرة على المرض والموت، ومن ثم يستطيع أن يطردها الشامان عن المرضى.
 
من ثم يعد الشامان سلفًا للأشخاص الذين يدعون أنهم على علاقة بعالمِ الأرواح، سواء تلك التي يدعون أنها تسيطر عليهم أو التي تتملك «الممسوسين»، ويحاولون تخليصهم منها، غير أن الشامان كان يعتقد بأنه قادر على الاتصال بعالمِ الأرواح من الموتى والشياطين والعفاريت دون أن يصبح بذلك أداةً لها أبدًا.
 
وفي آسيا الوسطى تنتقل مهنة الشامان بالوراثة إلى أحد أفراد العائلة أو يجري انتخاب الشامان من العشيرة، وفي بعض الحالات النادرة يمكن للفرد أن يصبح شامانًا عن طريق الإرادة الحرة، ومهما كانت الطريقة التي يصبح بها الفرد شامانًا، فإنه لا يُعترف به إلا بعد أن يتلقى التعاليم الشامانية المناسبة.
 
والنوع الأول من هذه التعاليم هو «التحفيز الوجدي» أي تحفيز حالة الوجد عن طريق تحفيز عالم الأحلام والغيبوبات، ودخول الفرد في غيبوبة روحية بانفصاله عن الجسد المادي، والثاني هو معرفة أسماء الأرواح ووظائفها وأساطير العشيرة وأنسابها، إلى جانب تعلم اللغة السرية لهذا العالم السحري.
 
الشامانية في الأناضول.. تلاشت العقيدة وبقيت العادات
على الرغم من أن الديانة الشامانية إحدى الديانات الوثنية التي ارتبط اسمها بعبادة الشمس والقمر والبرق والرعد وغير ذلك من الظواهر الطبيعية، فمن المثير للاهتمام أن بعض ممارسات هذه الديانة تصنف على أنها الجذر الأول للصوفية، خصوصًا تلك الطقوس المتعلقة بتجربة الوجد أو «الغيبوبة الروحية» التي ترتفع بها روح الشامان إلى السماء للقاء الروح الإلهية وجهًا لوجه.
 
ويشير بعض المستشرقين إلى أن الصوفية تأثروا بطريقة بالمدرسة الكلبية، وهي مدرسة فلسفية تؤثر الفضيلة الأخلاقية للتحرر من عبودية الرغبة، والتي كان لها أثر بالغ في حركة الرهبنة المسيحية، من ممارسات مثل اعتزال العالم وحالة الوجد الصوفي. وكانت الكلبية بدورها قد تأثرت إلى حدٍّ كبير بالشامانية، وعبرت إلى التصوف الإسلامي محملة بالممارسات العرفانية أو الباطنية، ولهذا السبب كان انتشار الصوفية الإسلامية أسرع في إمبراطورية المغول، وكذلك في أوساط آسيا الوسطى.
 
وكان أتراك آسيا الوسطى من القبائل الشامانية التي تحولت إلى الإسلام يعبرون عن الموت بفكرة الطيران، فيقولون: «طارت روح فلان إلى السماء»، أي تحولت إلى طائر ذي أجنحة كما جاءت في بداية خلقها وهي طاهرة من دورات هذه الدنيا، فتتحول عندها الروح إلى كيانٍ نوراني يجود بالإحسان والعطاء لمن يتضرع به ويتوسل إليه.
 
كما آمنوا بالتناسخ، وغير ذلك من أفكار عودة الروح إلى الجسد أو عودة الجسد إلى الحياة الدنيا مرة بعد مرة، وهي من الأفكار الشامانية، فكانوا يدفنون مع الجسد عدته وأسلحته وغير ذلك من الأدوات التي قد يحتاجها بالحياة الأخرى.
 
 
 
وعلى الرغمِ من أن الشامانية فقدت نفوذها بين الأتراك منذ القرن العاشر الميلادي بعد تحول أغلبهم إلى الإسلام، فإن عاداتها ظلت محفوظة بشكلٍ بين بعض فئات المجتمع التركي وخصوصًا في الريف، وارتبطت تلك العادات، على سبيل المثال، بثقافة إنشاء القبور على شكل قباب، وشدَّ الرحال إليها وإقامة الاحتفالات فيها بمناسبات معينة.
 
وترتبط طقوس الشامانية بالظواهر الطبيعة مثل الشمس والأرض والماء والنار والشجر، ونجد العناصر ذاتها ما زالت باقية في بعض الطقوس بتركيا المعاصرة، وأحد أشهر هذه الطقوس المتعلقة بالطبيعة هو ربط قطعة من القماش بفروعِ الأشجار أو بالأحجار عند تمني أمنية، وكذلك تذهب النساء اللواتي يرغبن في الإنجاب إلى الأشجار العتيقة طالبين المساعدة.
 
وهناك أيضًا تقليد باقٍ حتى الآن من الشامانية القديمة في تركيا وهو «صب المياه»، وفيه يجري صب الماء وراء المسافر لجلب الرزق، وهو تقليد منحدر من اعتقاد شاماني بأن صب الماء جالب للسعادة والثروة التي سرقتها إحدى الأرواح الشريرة.
 
ومن بين الطقوس الشامانية المستمرة في الثقافة التركية المعاصرة، وضع شريطة حمراء في شعر المرأة التي وضعت حديثًا، أو تدبيسها في وسادتها لدفع الأرواح الشريرة بعيدًا عنها، وهو تقليد منحدر بالاعتقاد الشاماني بأن المرأة المصابة بالنفاس ووليدها عُرضة لمخاطر الأرواح الشريرة، كما يتجه الأتراك عامةً إلى وضع خرزة زرقاء في منازلهم لاعتقادهم بأنها تبعد عنهم الحسد والعين الشريرة.
 
استعادة الشامانية في تركيا المعاصرة
تعد الجمهورية التركية من الدول متعددة الأعراق ومتنوعة الثقافات، ورغم أن الإسلام يعد الدين الرئيسي في الدولة، فإن المجتمع التركي يضم ما يقارب 20% من السكان العلمانيين الذين يشملون مجموعات من اللا أدريين والملحدين والربوبيين، وانضمت لهذه المجموعات مؤخرًا حركة جديدة هي الشامانية.
 
وتمثل تلك الحركة تجديدًا للديانة الشامانية القديمة، التي ظلت رواسبها حاضرة في عادات المجتمع التركي، وكانت كلمة شامان تعني «المرشد الروحي» في اللغة التركية الخاصة بآسيا الوسطى، وتشمل الثقافة التركية بعض الأفكار الشامانية مثل الاعتقاد بأن التربة هي الأرض الأم، والسماوات هي الأب الإلهي، كما يتعلم الأطفال في المدارس عن أسلافهم الذين كانوا قبل الإسلام «شامانات».
 
لذا نجد بعض المجموعات الراغبة في الرجوع إلى الأصل يحاولون استعادة الشامانية كونها تعبر عن عقيدة الأجداد، وتعد «الشامانية الحديثة» حركة عالمية بالأساس، نجد فروعًا لها في روسيا وفي أوساط الروحانيين بالولايات المتحدة الذين اتجهوا في سبعينيات القرن الماضي إلى التجارب الروحانية الطبيعية بعيدًا عن الثقافة السائدة، إلا أن الشامانية الجديدة ليست مشهورة بدرجة الثقافات الفرعية المشابهة مثل «الهيبيين»، ويعتقد الشامانات المعاصرون أن جميع البشر أصلهم واحد وأن كل الطرق الروحانية واحدة على اختلافها، وأن الحب هو المُخلص من شقاء الدنيا، وهي أفكار شبيهة إلى حدٍّ. كبير بالصوفية.
 
 
ويجتمع مُريدو الشامانية بين الحين والآخر للاحتفال وإشعال النار وقرع الطبول، ويتشاركون الحديث عن الصدمات التي مروا بها في حياتهم من أجل الشفاء منها، ويعتقدون أننا نتوارث خطايا الأسلاف إلى جانب جيناتهم، ومن ثم علينا أن نعمل على إزالة روابط «الكارما» المتراكمة من الأجداد لتصفو أرواحنا وتتمكن من الارتقاء.
 
وفي إسطنبول، تجتمع مجموعات من الشامانية، لا تتجاوز أعداد بعضهم السبعين فردًا، منذ غروب الشمس وحتى الصباح مشعلين النيران وحاملين «طبلة» تستخدم في عزف إيقاع خاص بهم، إلى جانب الانخراط في بعض طقوس التأمل الصامت وكتابة الأفكار، وعلى المريدين الخضوع التام لسلطة الشامان، من أجل الإرشاد الروحي وأداء الطقوس التي يعتبرها المريدون ممارسات روحية للتشافي.
 
ساس بوست

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/07 الساعة 18:05