المسلمون الأميركيون تبرعوا بمليارات الدولارات

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/07 الساعة 01:12
في الوقت الذي تتسابق فيه وسائل الإعلام العربية لنقلها أحداثاً وجرائم فردية يرتكبها مسلمون مضللون في أوروبا وأميركا، يجهل العديد منا الوجه الآخر والمشرق للجاليات العربية والإسلامية في تلك البلدان، ولماذا تكيفوا مع مجتمعات إطارها العام هو عدالة القانون والفرص التي تتوافر للمبدعين والتشاركية التي جذبت علماء وأطباء ومهندسين وذوي خبرات واسعة في مختلف القطاعات، ولهذا نرى كيف أحب العرب اللجوء الإنساني إلى بلاد العم سام لأنها بلاد الفرص الذهبية، وبالتالي قدموا أروع الأمثلة في خدمة ذلك المجتمع بإيثار تدعمه سياسات الدولة العظمى عبر دستورها الجامع. في تقرير لوكالة الأسيوشيدت برس، كُشف استطلاع علمي عن أن مسلمي الولايات المتحدة لوحدهم تبرعوا بأكثر مما تبرع الأميركيون الأصليون من أموال لصالح المشاريع الخيرية، فضلا عن الأعمال التطوعية لصالح المجتمعات المحلية أو المساعدة في تخفيف أضرار وباء كورونا في العام 2021. ورغم أن المسلمين من الأقليات في المجتمع الأميركي حيث يبلغ تعدادهم 11 بالمئة من عدد السكان، وأن متوسط دخل الفرد بينهم هو أقل من غير المسلمين في أميركا فإن تبرعاتهم مثلت 1.4% من إجمالي التبرعات المقدمة من الأفراد، ومثلت تبرعاتهم ما يقارب أربعة مليارات وثلاثمائة مليون دولار من إجمالي التبرعات العامة لأعمال ومشاريع غير دينية، حسب التقرير. ويكشف التقرير أن تبرعات المسلمين الأميركيين للمشاريع الخيرية في المتوسط تبلغ 3200 دولار مقابل 1905 دولارات لغير المسلمين، مضيفا أن مساهمات المسلمين الأميركيين حوالي 8.5% في قضايا تتعلق بالحقوق المدنية، خصوصا احتواء وتحدي الاستعارات المعادية للإسلام ضد مسلمي أميركا، من خلال القضايا الخيرية التي يدعمونها إلى مستوى 84% من مجموع تبرعاتهم الموجهة للداخل الأميركي، ويعتقد أن هذا المستوى من العطاء يعكس جهود محاربة الإسلاموفوبيا التي لا تزال تطارد المسلمين في الغرب. ويؤكد التقرير أن أوجه التبرعات كانت تتمثل في التخفيف من حدة الفقر ومجابهة وباء كوفيد 19، موضحا أن المسلمين هناك منحوا الكثير من التبرعات بنسبة 14.3% لقضايا مرتبطة بمكافحة جائحة كوفيدـ19. وعزا التقرير للذة التي يجدها المسلمون في الزكاة والصدقات حافزا يدفعهم لمزيد التبرع والعطاء، مشيرا إلى أن الأكثر تدينا ممن يصلون هم من يميلون للتصدق أكثر من الذين لا يصلون بنسبة أقل، ولم يكن المسلمون وحدهم على قائمة الشرف، فقد ذكر التقريرأيضا وجود اتجاهات مماثلة عند غير المسلمين وإن بشكل أقل. إذا كيف وصلت الجاليات المسلمة في أميركا الى هذه الصورة المشرقة التي يقابلها مليارديرات السلاح العنيف في الشرق العربي؟ الإجابة في ذات التقرير الذي يوضح مساهمة المجتمع المسلم هناك بأبهى صوره، حيث يرصد النمط المجتمعي الإسلامي وفق الدراسة، أن الأميركيين المسلمين ممثلون جدا بين مختلف الفئات المهنية، من أطباء وعاملين في الخطوط الأمامية، إذ يمثل الأطباء المسلمون في ميشيغن 15% والصيادلة 11%، وفي نيويورك يمثل الأطباء 10% من أطباء المدينة و13% من الصيادلة و40% من مجموع سائقي الأجرة، فما بالك ببقية الولايات والمدن الأخرى التي تضم عربا ومسلمين من مختلف دياناتهم. من هذا الباب نرى كيف تسود الأمم عندما يكون الهدف هو الارتقاء بالمجتمع الإنساني الذي يتيح للجميع فرص الحياة وفرص التعليم وفرص المؤونة، لا أن تتمنى الشعوب فرصة واحدة للنجاة وأكثر منها فرصة الهروب من وطنهم الى بلاد نشبعها شتما وتشبعنا قمحا، ثم إذا غضبت قلبت عالمنا جحيما ونارا حارقة، وصنعت آلهة يتحكمون بأسرار المستقبل واتجاهات الحياة القادمة دون أن خطط للوصول الى مرحلة يكون المواطن قادرا على ان يتبرع بسخاء لهيئات مضمونة الأمانة، والأمنية الأخيرة أن نثبت على الحق ونؤمن بأوطاننا وما نملك من مآثر التاريخ الجميل، حبا بهذا الإنسان العربي ولو في أميركا. Royal430@hotmail.com الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/07 الساعة 01:12