بلقر ولغز الكريدور

مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/04 الساعة 09:41
مدار الساعة - كتب: محمد الجغبير في الوقت الذي أحيكت به قصة'السكرتيرات الست' لمكتب مدير عام مؤسسة الإذاعة والتفزيون الزميل محمد بلقر، إرتدت كرة الإستهداف بعارضة مرمى شباك المتصيدين، حين وقف بلقر بشجاعةٍ أدبية من الطراز الرفيع، خلال اجتماع ادارية النواب للرد على اتهامات إحدى الموظفات بوجود 'رتل' من السكرتيرات لعبور الموظفين إلى مكتبة، ليجيئ تصريحه العفوي والذي تناقلته وسائل الإعلام ومنصات السوشيال ميديا، إشارة جلية واضحة، أن الرجل 'أبيض'. موقف محمد بلقر - مع حفظ الألقاب' قادته مهنيته المتفردة في محطات عمله إلى سدة التلفزيون الوطني، وهو الرجل الذي دخل معترك الإعلام في مؤسسات رفيعة من ديوان ملكي ومكتب جلالة الملكة، ورئاسة الوزراء، والعديد من المناصب التي شغلها باتقان وحضور ساطع، محطات عمل كانت أشبه بنقوش البياض على قطيفةٍ إرجوانية، برع خلالها وتميز، وهو الأمر الذي فات على من جهدوا بِحبْك القصص والإدعاءات، ممن استهدفوه ببراعة عمله، فكان 'الكريدور' العلامة الفارقة والقول الفصل في تفنيد الإدعاءات، فالرجل ليس مدير من وراء مكتب، يقضي ساعات عمله متنقلا بين المكاتب والاستديوهات، لحين لقائه بصاحبة الإدعاء كما قالت حرفيا في 'الكريدور'، عندما استحلفته بإلغاء قرار نقلها إلى المكتبة الوطنية كما قالت أمام إدارية النواب. 'الكريدور'، تلك الكلمة السحرية التي برأت بلقر من إدعاءات الموظفة، وإلا كيف يستقيم إدعاؤها بعدم الوصول إلى بلقر إلا عبر ست سكرتيرات، ووجدته أمامها بالكردور دون بوديجاردات أو ست سكرتيرات ؟! ولا يُضير الرجل تواجده بـ 'الكريدور'، وهو متاح أمام العاملين بالمؤسسة بالمكتب والكريدور ومن أمام أو خلف حجاب. بلقر، الذي عهده موظفو التلفزيون باتزانه وعقلانيته، على مدار سنوات عمله الإثنتي عشر في المؤسسة منذ عام 2009 التي ابتدأها كمدير تنفيذي، يحمل إمانة المؤسسة بوطنيةٍ صَرفة، أهم معالمها حرصة على موارد ومقدرات المؤسسة ، يؤمن بقدسية العمل كلٌ في موقعه، ومن يتم نقله أو استثناءه من إمتيازات الوظيفة، هو موظف لا تحتاجه المؤسسة كمحظة إعلام وطني، يتطلب العمل فيها مصوغات ذات علاقة بِنُبل المهنة حين يتوجب أن تكون فارسا لا إعلاميا فحسب، ومن أخلاق الفرسان صون الأمانة والوعد والعهد، والمضي بدفة المؤسسة إلى مزيد من التطوير بعيدا عن المعارك الهامشية والإشتباك السافر غير المبرر . برع بلقر في إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لأنه رجل نجح بالهروب من فخ الشللية، وكمين المحسوبية، يدعم من يستحق، ويستثني من يتخذ المؤسسة مطية لمآربه والمنفعة الشخصية. حكاية 'السكرتيرات الست'، حكاية أقرب إلى حكايا الأساطير من غول وعنقاء،وقد إتضح أنهن مجرد سكرتيرة واحدة، مع موظف آخر يتابع اموراً إدارية لأربعة جهات ، لـه شخصيا، ولرئيس مجلس الادارة ومكتب لأمانة سر مجلس الإدارة، ما يعني عمليا تطبيق نهج ترشيد النفقات، وما يعني أن الرجل لا يحتاج لطاقم سكرتاري فيما هو يقفز كـ الغزال من مكتب إلى مكتب ومن استديو إلى آخر، وما يعني أيضا أن لا حاجة لـ'معجزات خارقة' للدخول لمكتب بلقر كما وصفت الموظفة صاحبة الإدعاء، وقد التبس الأمر عليها على ما يبدو ، فلا معجزات خارقة إلا ما يفعله بلقر من تطوير لكبريات مؤسساتنا الوطنية بحجم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. اللافت في حكاية الغيلان الستة او العنقاوات الست، ما وصفت به صاحبة الإدعاءات لقرار نقلها الى المكتبة الوطنية، بلغة يشوبها الاستعلاء، ولا نقول 'الاحتقار'، وكأن قرار النقل الى سجن الموقر 2، وليس لصرح أردني يؤرخ للثقافة والتراث والوجود الأردني، وهو الأمر الذي يعد إساءة لا تغتفر بحق ذلك الصرح! الحكاية أعمق من تصيّد أو استهداف، ونحن نتحدث عن ماكنة إعلام بحجم شخص بلقر، رجلٌ استحق موقعه والقادم لا بد مُبشّر، لأنه كان وما زال رهان الوطن.. فطوبى للعظماء .
مدار الساعة ـ نشر في 2021/11/04 الساعة 09:41