ترمب يقرأ في أوراق أوباما للسلام..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/15 الساعة 02:19
على الرغم من ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يضع على رأس اجندته الرئاسية شطب ارث الرئيس السابق باراك اوباما في كل الملفات الداخلية والخارجية، بلا استثناء، الا ان هذا الارث في كثير من الاحيان يلاحق الرئيس وادارته الجديدة منذ اليوم الاول وحتى الان وفي المرحلة المقبلة على الاغلب لتشكل جزءاً من سياسته، وليس استثناء من هذا المسار ملف احياء جهود السلام في المنطقة لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي بصفقة (كبرى ونهائية ) يرددها سيد البيت الابيض القادم من عالم الاعمال والصفقات الذي يحاول مقاربتها مع عالم السياسة شديد التعقيد لاسيما فيما يخص منطقة كالشرق الاوسط تحترق فيها الدول وتتوالد فيها الازمات والناجون منها قلة دولا وشعوبا. قبل وبعد زيارته الاولى للشرق الاوسط حاول الرئيس ترامب ادراة بعض الملفات الشرق اوسطية، مثل قضية السلام وجهودها دائمة التعثر والتي تراوح في كثير من الاحيان بين كبوات الموت او الجمود في احسن الاحوال وهو الحال منذ نيسان من العام 2014 وهو العام الذي تكثفت فيه الجهود الاميركية وانجزت فيه وثيقتين اصلية ومعدلة تضمنتا كل القضايا محل الاختلاف، واطلق عليها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرصاصة الاخيرة، بغياب ضغط مؤثر لانقاذ تلك الجهود من قبل الرئيس السابق اوباما في اللحظة المطلوبة، رغم ما تكشف في الاخبار عن جهود كبيرة وصلت الى وضع افكار وملفات واوراق وعقد لقاءات مهمة قاد غالبتيها الوزير الاكثر حماسا في ادارة الرئيس السابق لاحياء جهود السلام جون كيري الذي حاول احياء المسار حتى اللحظة الاخيرة لكن فشل وترك ارثة لمن بعده ليكرر المحاولة وهو الارث الذي انتقل من رئيس الى رئيس ومن ادارة الى اخرى في العقود الماضية بلا حل شامل لمركز الصراع القضية الفلسطينية. يحاول الرئيس ترامب جاهدا رفع قفاز التحدي بوجه هذا الصراع المزمن، معتمدا على استثنائيته كميزة، في سياسته الخارجية، والايحاء بكل الصور، ان لتحديه ثمنا لمن يحاول إلحاق الفشل بخططه وافكاره، وهذا باحد وجوهه امر جيد اذا ما اراد الرئيس الاميركي طرح سؤال البحث عن شريك السلام اين هذا الشريك موجود واين هو غائب ومفقود وببساطه والمعلومات تقول ان الرئيس وطاقمه للسلام ينبشون كل الاوراق والافكار والخطط التي طرحت في عهد الرؤساء والادارات السابقة سيجد ان الشريك العربي كان موجودا دوما على الطاولة ولديه مشروعاً متكاملاً للسلام فيما الشريك على الجانب الاخر في الحكومات الاسرائيلية خصوصا حكومة اليمين الاسرائيلي التي تحكم قبضتها على السلطة في اسرائيل خلال السنوات الطويلة الماضية لم تغب عن الشراكة وحسب بل أجهضت كل جهود السلام وخططها وافكارها وعلى راسها الاميركية. كافة الملفات والتفاصيل المتعلقة بخطط راعي السلام الاميركي، موجودة في ادراج البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية ووزارة الدفاع البنتاغون التي كان لجنرالاتها جهود مكثفة ازاء جهود السلام في عهد الرئيس السابق وهناك افكار الجنرال جون الان وكذلك مجلس الامن القومى الذي يقال ان رئيسه في عهد الادارة الجديدة ار اتش ماكماستر الذي يملك خبرة كبيرة في الشرق الاوسط ومعروف عنه اراؤه الصريحة والكاملة امام رؤسائه قد عين عددا من الجنرالات الذين انخرطوا في جهود السلام في الادارة السابقة ضمن طاقمه الجديد لهذا الملف علما انه معروف لمن يخبر السياسية الاميركية انه في حال عدم الانخراط المباشر لوزير الخارجية الاميركي عن بعض الملفات خاصة في السياسة الخارجة فانها تنتقل مباشرة الى رئيس مجلس الامن القومى وطاقمه بشكل اوسع. ولا يمكن اغفال في سياق الحديث عن ملف السلام في المنطقة ايضا دور وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الذي خدم مطولا في المنطقة، وله اراء واضحة بتأييد حل الدولتين والعقبات التي تجهض مثل هذا الحل كالاستيطان، وهو ايضا يحتفظ بعلاقات وصداقات وثيقة في المنطقة، ومع الاردن لديه علاقات مقدرة اذ زار المملكة عدة مرات خلال مهامة السابقة بقيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط، وقد التقاه جلالة الملك خلال زيارتية الى الولايات المتحدة في مقتبل عهد ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب. بالتاكيد فان طاقم الرئيس ترامب للسلام في المنطقة المكون بشكل اساسي، من مبعوثه للمنطقة جيسون غرينبلت والسفير الاميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان واقرب مستشاريه صهره جيارد كوشنير، قد بات لديهم معلومات كافية عن واقع الصراع، وقاموا بتجديد كافة المعلومات واجروا اتصالات معمقة مع كافة الاطراف خلال الفترة التي اعقبت زيارة الرئيس الى المنطقة، ونبشوا كل الوثائق والارشيف الحديث والقديم عن الجهود الطويلة السابقة، وان كل هذه المعطيات لا بد انها الان على المكتب البيضاوي لياخذ الرئيس قراره باي اتجاه سيذهب؟ وكيف سيصل الى الصفقة الكبرى خاصته؟ ربما الخطوة الاكثر اهمية قبل ان يعلن خطته للسلام بعد لقاء وفدين فلسطيني واسرائيلي كلا على حده على وشك ان يتوجها الى واشنطن ان يحتفظ الرئيس ترامب باصراره على حل الصراع الذي يحتاج فيه الى اقصى ميزته الاستتثنائية بالاستعداد للضغط على حكومة نتنياهو كي تلتزم بخط السلام حتى النهاية خصوصا ان كل الحقائق وكل جهود كبار مستشاريه في بحثهم عن مقاربات لاحياء السلام وتحقيقه في النهاية ستقودهم الى ارث الرئيس السابق اوباما وكل الرؤساء الذين سبقوه الذين لم يجدوا الا حلا وحيدا هو حل الدولتين وهو الارث الوحيد الذي سيجده الرئيس ترامب على الطاولة في النهاية اذا ما اراد المضي بالصفقة التاريخية الكبرى العادلة الى نهايتها. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/15 الساعة 02:19