أبو غنيمة يرد على الروابدة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/30 الساعة 00:53
مدار الساعة - كتب: د. أحمد أبو غنيمة
استفزتني تصريحات دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة بحق الاخوان المسلمين في الاردن؛ بانهم لم يكونوا يوماً مع دولتهم في مواجهة التحديات، بل كانت مواقفهم لحماية انفسهم.
وكقارىء وكدارس للتاريخ دراسة اكاديمية، اقول ان تاريخ الاردن منذ الأربعينات يشهد للإخوان المسلمين ويؤكد انهم كانوا على الدوام في صف الدولة الإردنية؛ بل ان كثيراً من خصومهم من اليسار والقوميين كانوا ينعتوهم بانهم " أزلام النظام " وانهم تمتعوا بدلال الدولة الإردنية لعقود ( وهو ادعاء ثبت عكسه بان اليسار والقوميين هم من حازوا على دلال الدولة ).
كان الإخوان في الاردن مع الدولة الاردنية في المشاركة بحرب فلسطين ١٩٤٨م عندما شاركوا بسرّية من المجاهدين يتقدّمهم الشيخ عبد اللطيف ابو قورة المراقب العام للإخوان في ذلك الوقت، ووقفوا مع الدولة والشعب في رفض حلف بغداد عام ١٩٥٥م ( رفضته حكومة دولة هزاع المجالي واستقالت بعد رفض شعبي عارم )، وكانوا مع الدولة الأردنية في قرار تعريب الجيش عام ١٩٥٦م، ومع الدولة الاردنية في إلغاء المعاهدة الاردنية البريطانية عام ١٩٥٧م، ووقفوا في صف النظام في المحاولة الإنقلابية عام ١٩٥٧م من اليسار والشيوعيين والقوميين بدعم من جمال عبد الناصر ( ومنطقياً كان وقوفهم مع النظام حماية للدولة وحماية لانفسهم ضد ازلام عبد الناصر الذي نكّل بالإخوان في مصر)، ووقفوا مع الدولة الأردنية في احداث ايلول ١٩٧٠م عندما نأوا بانفسهم عن الدخول في صراع الدولة مع بعض الفصائل الفلسطينية، ووقفوا مع الدولة الاردنية في حرب الخليج الثانية ١٩٩٠- ١٩٩١م، ووقفوا مع الدولة الأردنية في المحافظة على الوطن في الربيع العربي ٢٠١١م؛ فكان الاردن البلد العربي الوحيد الذي كانت شعارات حراكه السياسي الذي كان الإخوان الفاعل الرئيسي فيه " إصلاح النظام".
مما قراته وعاصرته، فإن الإخوان المسلمين في الاردن كانوا حريصين على وطنهم رغم كل المضايقات والاستفزازات ومحاولات شق الجماعة التي مارستها الدولة واجهزتها؛ حفاظاً على استقرار الوطن واستمراراً لنهج الجماعة في المعارضة الوطنية المتزنة غير الصدامية؛ التي تاخذ بعين الإعتبار ان استقرار الوطن أهم من مصلحتهم كجماعة وتنظيم.
ولعل مشاركتهم - وإن كانت متواضعة وموضع اعتراض من بعض القوى السياسية والشخصيات الوطنية - في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية؛ يؤكد انهم يضعون مصلحة الوطن فوق مصالحهم الخاصة او التنظيمية.
من حق دولة الرئيس الروابدة انتقاد الإخوان وقد كان منهم ذات يوم، ولكن من حقهم وحق والوطن عليه ان يكون موضوعياً ومُنصفاً وهو يقدم شهادته بحقهم بصورة غير موضوعية او مُنصفة.
أما بالنسبة لموضوع المواطنة وعدم وجود هذا المصطلح لدى الاحزاب الاردنية ومنها الإخوان كما قال السيد الروابدة؛ فإنني اتمنى على دولته ان يدلّني على تعريف واضح وصريح " للمواطنه " كما تراه الدولة الاردنية حتى نستطيع الحكم على دقّة كلامه.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/30 الساعة 00:53