«فتى العالوك» حبيب الزيودي: علامك غِبت والدنيا تشارين
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/28 الساعة 01:38
قبل تسع سنوات، أي في العام 2012، غادر دنيانا الفانية إلى رحاب الله الواسعة شاعر الأردن الكبير، بحق وحقيقة، الصديق والحبيب.. حبيب الزيودي «فتى العالوك» الذي ظل إلى آخر يوم في حياته منحازاً إلى الوطن وشعبه وفقرائه والطيبين من ابناء الاردن الغالي على قلوبنا.
لقد أشعل «حبيب» اجواء الأردن بكلماته وأشعاره المغناة وغير المغناة وطور في طبيعة الشعر المُغنى في الأردن، وسط الكم الهائل من الأغاني الساذجة والبعيدة كل البعد عن تراثنا الأردني.
حبيب صاحب قصيدة «صباح الخير يا عمان.. يا حنّا على حنّا.. كفو وتدوم يا أبو حسين نبع نرتوي منّه» وقصيدته في جلالة الملك عبدالله الثاني أول استلامه للحكم «هلا عين ابونا وضو ديوانه.. هلا يا واسط للبيت والاشراف عمدانه».
كان حبيب يستلهم روح شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل (عرار) وكان مؤمناً حد الوطن بالشهيد وصفي التل، رحمه الله، وكتب له قصيدته التي غنتها المطربة سلوى (أقول يا صويحبي يكفي عتب يكفي.. يا مهدبات الهدب غنن على وصفي.. يا وصفي يا رمحنا الموت ما همّك.. قلت يا أرض ارتوي ويا نبع لا تجفي)، وكانت حروف شعره تهطل فخراً بالمشير البطل حابس المجالي، رحمه الله، وكتب له (علامك غبت والدنيا تشارين.. والك كانت يا أبو الشومات شومات.. عليها زغردت مريوشة العين. وإلك كانت مع الفرسان صيحات ترج بعصفها أركان الميادين).
قبل وفاته بأسبوعين جاءني حبيب فرِحاً باصدار ديوانه «غيمٌ على العالوك» وقال لي هذه أول نسخة استلمها من المطبعة وكتب لي الاهداء التالي:
(الحبيب الروائي المبدع رمضان الرواشدة..كل ما بيننا من أرق، وحبر وذكريات، ووجوه، وشوارع، وحروف لا يغيب عن وجداني، كتبنا حتى يظل للاردن ذاكرة وورق ومآذن وشهداء، وقصائد وترانيم ورابطة كتاب، وفقر وشهداء وحمدان الهواري، وسرو وجامعة وبنات طويلات، ورماح ومواويل.
لا زلت أنا أنا، فكن أنا وأنت، نشيداً في سكون هذه الأرض، هذه النسخة الاولى من هذا الديوان).
في سنواته الأخيرة أصبح بيت حبيب بالعالوك محجاً لكثير من الشخصيات السياسية والوطنية والادباء والكتاب والمثقفين من مختلف الاتجاهات.
حبيب الزيودي سنديانة اردنية كبيرة صاحب قصيدة..
(فان عطشتِ وكان الماءُ ممتنعا
فلتشربي من دموعِ العين يا بلدي..
وإن سقطتُ على درب الهوى قطعا
أوصيكَ أوصيكَ بالأردنِ يا ولدي..).
وفي آواخر أيامه كان ينشدني في سهراتنا بالعالوك..
(ويا رب ما عاد في القلبِ نبضٌ يتم القصيدة
قد مسنّي العيُ فاحلل عقدةً من لساني وهبني الأمانا
ودع نبضَ شعبي يتمُ القصيدةَ فالشعبُ افصحُ مني لسانا)
رحم الله شاعر الاردن الكبير حبيب الزيودي ولنا في ارثه الشعري الكبير في حب الأردن خير عزاء لأن مثله يغيب ولكنه لا يموت.
الرأي
لقد أشعل «حبيب» اجواء الأردن بكلماته وأشعاره المغناة وغير المغناة وطور في طبيعة الشعر المُغنى في الأردن، وسط الكم الهائل من الأغاني الساذجة والبعيدة كل البعد عن تراثنا الأردني.
حبيب صاحب قصيدة «صباح الخير يا عمان.. يا حنّا على حنّا.. كفو وتدوم يا أبو حسين نبع نرتوي منّه» وقصيدته في جلالة الملك عبدالله الثاني أول استلامه للحكم «هلا عين ابونا وضو ديوانه.. هلا يا واسط للبيت والاشراف عمدانه».
كان حبيب يستلهم روح شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل (عرار) وكان مؤمناً حد الوطن بالشهيد وصفي التل، رحمه الله، وكتب له قصيدته التي غنتها المطربة سلوى (أقول يا صويحبي يكفي عتب يكفي.. يا مهدبات الهدب غنن على وصفي.. يا وصفي يا رمحنا الموت ما همّك.. قلت يا أرض ارتوي ويا نبع لا تجفي)، وكانت حروف شعره تهطل فخراً بالمشير البطل حابس المجالي، رحمه الله، وكتب له (علامك غبت والدنيا تشارين.. والك كانت يا أبو الشومات شومات.. عليها زغردت مريوشة العين. وإلك كانت مع الفرسان صيحات ترج بعصفها أركان الميادين).
قبل وفاته بأسبوعين جاءني حبيب فرِحاً باصدار ديوانه «غيمٌ على العالوك» وقال لي هذه أول نسخة استلمها من المطبعة وكتب لي الاهداء التالي:
(الحبيب الروائي المبدع رمضان الرواشدة..كل ما بيننا من أرق، وحبر وذكريات، ووجوه، وشوارع، وحروف لا يغيب عن وجداني، كتبنا حتى يظل للاردن ذاكرة وورق ومآذن وشهداء، وقصائد وترانيم ورابطة كتاب، وفقر وشهداء وحمدان الهواري، وسرو وجامعة وبنات طويلات، ورماح ومواويل.
لا زلت أنا أنا، فكن أنا وأنت، نشيداً في سكون هذه الأرض، هذه النسخة الاولى من هذا الديوان).
في سنواته الأخيرة أصبح بيت حبيب بالعالوك محجاً لكثير من الشخصيات السياسية والوطنية والادباء والكتاب والمثقفين من مختلف الاتجاهات.
حبيب الزيودي سنديانة اردنية كبيرة صاحب قصيدة..
(فان عطشتِ وكان الماءُ ممتنعا
فلتشربي من دموعِ العين يا بلدي..
وإن سقطتُ على درب الهوى قطعا
أوصيكَ أوصيكَ بالأردنِ يا ولدي..).
وفي آواخر أيامه كان ينشدني في سهراتنا بالعالوك..
(ويا رب ما عاد في القلبِ نبضٌ يتم القصيدة
قد مسنّي العيُ فاحلل عقدةً من لساني وهبني الأمانا
ودع نبضَ شعبي يتمُ القصيدةَ فالشعبُ افصحُ مني لسانا)
رحم الله شاعر الاردن الكبير حبيب الزيودي ولنا في ارثه الشعري الكبير في حب الأردن خير عزاء لأن مثله يغيب ولكنه لا يموت.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/28 الساعة 01:38