المستثمر والقضية الفلسطينية
بقلم: محمد عربيات
في الايام القليلة الماضية اطل علينا مستثمر يحمل الجنسية الاردنية وجنسية أخرى خليجية، بمقال احدث كثيرا من ردود الافعال بين العديد من قادة الراي والصحفيين والمهتمين بالقضية الفلسطينية ، تسليط الضوء على المقال جاء متزامنا مع انتهاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ومع حديث تم تداوله حول طبيعة الهوية الاردنية، لا ندري هل لهذا التزامن ما بين تلك الوقائع جاء بمحض الصدفة ام بغير ذلك؟ تساؤل مشروع وبحجم الحدث لما اعتدنا عليه ممن يرسلون رسالة يذكرون بانفسهم قائلين نحن هنا.
دعوة ذلك المستثمر (الكاتب المفكر السياسي) والذي ربما له خارطة طريق يسعى من خلالها للوصول لموقع سياسي، ومن خلال ثروته والتي قيل عن مصدرها كلام كثير، لا ندري هل سينجح المذكور بالحصول على موقع سياسي كما حصل على موقع اقتصادي ؟ من جهتي لست ممن يضربوا بالمندل لاتنبأ بمستقبل سياسي لهذا الشخص.
ومن باب التذكير بالشيء نود ان نطرح سؤالاً: هل نسي الاردنييون اسم المذكور الذي برز فجأة بشهر تشرين اول عام 2011 فيما عرف بذلك الوقت بقضية منع محافظ بنك مركزي من الدخول لمكتبه بالبنك من قبل رجال الامن العام، حيث لم يمض على تعيينه بمنصب المحافظ سوى عشرة اشهر.
مقال المستثمر والذي تم نشره اصلا بصحيفة فورين بولسي بعنوان (وحدوا الاردن وفلسطين مرة اخرى) وتحت هذا العنوان يطالب ان يتم توحيد الاردن وفلسطين وكذلك اليهود الموجودين بالمستوطنات ومنحهم الجنسية الاردنية ، ان ما جاء بمقال المستثمر السياسي، يتعارض مع ما اعتبرته منظمة التحرير الفلسطينية انجازا سياسيا، عندما حصلت بقمة الرباط في المغرب باعتراف الدول العربية بانها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ذلك القرار والذي على اساسه تم قبول عضوية المنظمة بالعديد من المنظمات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة ، وفتح سفارات فلسطينية بكثير من دول العالم وصدور قرار اردني بفك الارتباط مع الضفة الغربية .
المقال يشي بالكثير في وقت بدأت فيه انظمة بالكشف عن حقيقتها، التي كانت تخفيها وتعتبرالعلاقة مع الكيان الصهيوني من اولوياتها بالرغم من ممارسات العدو الصهيوني بحق اهلنا بفلسطين قتلا ودمارا ، واستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية .
الاردن وفلسطين ليسا بحاجة لمن يدعمهما للوحدة، فالشعبان اصلا متوحدون بالدم في مواجهة العدو الصهيوني.
تراب فلسطين سالت عليه دماء المجاهدين عرباً ومسلمين، اردنيين وفلسطينيين ومقابر الشهداء باذن الله دليل على ذلك ، فوحدة الاردن وفلسطين من وحدة وطننا العربي بالرغم من الطعنات التي تملأ جسدنا العربي من الخونة والعملاء.
المستثمر السياسي يذكرنا بما انتجته السينما المصرية بسنوات خلت، العديد من الافلام التي لها أبعاد سياسية ، نذكر منها الراقصة والطبال والراقصة والسياسي، فهل يصلح ما كتبه المذكور لفلم يحمل اسم الراقصة والمستثمر؟ فكونا من هرطقاتكم السياسية فتحرير فلسطين طريقها معروف معروف