بعد توسع إيران بتخصيب اليورانيوم لمستويات “غير مسبوقة”.. هل تستعد إسرائيل للتحرك ضدها؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/26 الساعة 15:29
مدار الساعة -- يبدو أن القيادة الإيرانية تسير نحو أهدافها بامتلاك قوة نووية بخُطى ثابتة في ظل انهيار محادثات العودة للاتفاق النووي مع واشنطن، إذ قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن إيران بدأت توسع تخصيبها لليورانيوم لدرجة نقاء تتجاوز 20% في محطة في نطنز، حيث تقوم بالفعل بتخصيب اليورانيوم إلى درجة 60%.
فيما حذر معهد العلوم والأمن الدولي في سبتمبر/أيلول المنصرم بأن طهران على بُعد حوالي شهر من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة نووية، وهو تقييم يشاركه مسؤولون أمريكيون. فماذا يعني ذلك بالنسبة لكل من الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي؟
هل أصبحت إيران على وشك امتلاك سلاح نووي بالفعل؟
من المرجح أن تساعد هذه الأنباء إيران على تعزيز معرفتها بعملية التخصيب، وهو أمر تدينه القوى الغربية بشكل عام لأنه لا رجوع فيه، ولكن لأن هذه المرة لن يتم الاحتفاظ بالمنتج فلن يؤدي ذلك على الفور إلى تسريع إنتاج إيران لليورانيوم المخصب بدرجة تؤدي إلى إنتاج أسلحة، هذا ما يقوله محللون لوكالة رويترز.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير إن ذلك دفع الوكالة إلى "زيادة وتيرة وكثافة" أنشطتها الرقابية في المحطة التجريبية لتخصيب الوقود الموجودة فوق الأرض في نطنز، وفق ما ذكرته وكالة رويترز. إذ يُعتبر اليورانيوم من الدرجة التي يمكن استخدامها في صنع السلاح اعتباراً من درجة نقاء عند نحو 90%.
كما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان، إن إيران أبلغتها الأسبوع الماضي بالتغييرات في إعداد أجهزة الطرد المركزي، والآلات التي تخصب اليورانيوم، في المحطة، حيث ستقوم إيران بتغذية اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20% بأعداد محدودة من أجهزة الطرد المركزي الإضافية دون تجميع المنتج.
إيران الاتفاق النووي فيينا
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روبرت مالي، قد قال قبل نحو أسبوعين إنه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد لعالم "لا تفرض فيه طهران قيوداً على برنامجها النووي".
وعاد مالي الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول، ليصرح بأن جهود إحياء اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015 تمر الآن "بمرحلة حرجة"، وأضاف أن المبررات أمام طهران لعدم استئناف المحادثات أصبحت ضعيفة، مضيفاً أن واشنطن تشعر بقلق متزايد من مواصلة طهران تأجيل عودتها للمحادثات لإحياء الاتفاق النووي، لكنها تملك أيضاً أدوات أخرى لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وستستخدمها إذا لزم الأمر، حسب وصفه.
وأردف المبعوث الأمريكي: "نحن في مرحلة حرجة من الجهود الرامية لمعرفة إمكانية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي. وأضاف: "لدينا توقف منذ عدة أشهر والمبررات الرسمية التي تقدمها إيران لهذا التوقف أصبحت ضعيفة للغاية"، مشيراً إلى أن الفرصة المتاحة أمام الولايات المتحدة وإيران لاستئناف الالتزام بالاتفاق ستنتهي في نهاية المطاف، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة ستظل مستعدة للانخراط في الدبلوماسية مع إيران حتى مع دراسة واشنطن خيارات أخرى لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.
هل تستعد إسرائيل للتحرك ضد طهران؟
لكن فكرة أن تمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة هو تغيير كبير في اللعبة بالنسبة لإسرائيل التي هددت مراراً بالذهاب وحدها لتوجيه ضربات لطهران تمنعها من امتلاك سلاح نووي.
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ومسؤولون آخرون واشنطن مؤخراً، لكن لا يبدو أنهم حصلوا على الكثير من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالخطة "ب" المحتملة، وهي اللجوء إلى خيار عسكري موثوق ومتفق عليه في حالة فشل المحادثات النووية بشكل نهائي.
قائد الجيش الإسرائيلي
لكن "الحقيقة الصعبة هي أن قدرة إسرائيل على إملاء السياسة على الولايات المتحدة قد تضاءلت" كما يقول تقرير لموقع MEE البريطاني. ففي عام 2015، شعر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بالثقة الكافية لمخاطبة مجلسي الكونغرس، وواصل الضغط بنجاح من أجل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
لكن الآن، يشعر القادة الإسرائيليون بإشارات تغيير من قِبل نظرائهم الأمريكيين. وفي أغسطس/آب الماضي، أخبر جو بايدن نفتالي بينيت أنه إذا تم استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية، فإن الولايات المتحدة ستدرس "خيارات أخرى" دون مزيد من التوضيح. كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي أن "كل الخيارات" سيتم النظر فيها.
ويبدو أن واشنطن تستمر في لعبة المصطلحات الرمادية مع حليفتها تل أبيب، إذ لا يبدو حتى اللحظة أنها مستعدة لإعطاء ضوء أخضر لضربة عسكرية لإيران، وذلك لأسباب كثيرة أهمها الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط والتفرغ للصين التي باتت قوتها تهدد مصالح واشنطن في شرق آسيا.
رسائل عسكرية إسرائيلية إلى طهران
لكن من جانبها، تصر إسرائيل على جهوزيتها لتنفيذ هجوم عسكري وشيك، إذ أوردت القناة N12 الإسرائيلية مساء الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن قائد أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أمر القوات الجوية بالعودة إلى الخطط العملياتية والاستعداد لاحتمال وقوع هجوم في إيران.
وفي الوقت نفسه يجري "سلاح الجو الإسرائيلي" هذا الأسبوع تدريبات مكثفة تعد هي الأكبر مع قوات من مختلف البلدان حول العالم، بما في ذلك القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية والأمريكية والهندية، وبحضور إماراتي كذلك.
وأكد رئيس العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي أمير لازار للصحفيين الإثنين أن هذه التدريبات "لا تركز على إيران رغم أنها تمثل التهديد الاستراتيجي الأول لإسرائيل وهي في قلب الكثير من خطط الدولة العبرية".
لكن إسرائيل سعت من خلال المناورة إلى دق ناقوس الخطر حول أسطول من الطائرات المسيرة التي تدعي أن طهران ترسلها إلى وكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن وسوريا ولبنان. وقال لازار إن إيران تركز على "بناء أسطول من الطائرات بدون طيار".
ويتوقع رئيس العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي أن "تعمل الدول المشاركة في التدريبات في يوم من الأيام على مواجهة التهديد الإيراني"، حسب تعبيره.
وتجدد مؤخراً تبادل إسرائيل وإيران للرسائل التحذيرية في خطاباتهما وذلك على خلفية تجدد المساعي للعودة إلى إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية. وتعارض إسرائيل بشكل قاطع محاولة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع طهران في عام 2015.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/26 الساعة 15:29