الحبس لطبيب جراح أردني مشهور
مدار الساعة - خاص - بعد مرور أكثر من خمس سنوات على أحداث هذه القضية، واستمرار محاكمته أمامها حكمت محكمة بداية جزاء أردنية وجاهياً بإدانة الظنين (طبيب مشهور – اختصاصي جراحة عامة ومدير مستشفى اسبق) بجرم التسبب بالوفاة، وحكمت عليه بالحبس مدة ستة أشهر والرسوم.
وقد جاء حكم المحكمة - الذي اطلعت عليه مدار الساعة - بعدما ثبت لها ما يلي:
أولاً: إن المتوفاة (ف) كانت ترغب بعمل عملية استئصال المرارة بالمنظار كونها اسهل من الجراحة، فتوجهت إلى الظنين الطبيب في عيادته الخاصة حيث كانت تعاني من الم في المرارة، وقام الظنين بإجراء الفحوصات اللازمة لها، وقرر اجراء عملية لاستئصال المرارة وتم إدخالها الى المستشفى برفقتها شقيقتها (ر) وزوجها، وقد أخبرهما الظنين أن العملية تستغرق ثلث ساعة ستتم بواسطة المنظار، إلا ان العملية استغرقت أكثر من ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات، وخلالها قام الظنين بالطلب من زوج المتوفاة إحضار دم لحاجتها له بعد خروجها من غرفة العمليات، وعند خروج المتوفاة من غرفة العمليات كانت بحالة صحية سيئة وتعاني من هبوط في الضغط وضيق شديد في التنفس، وقد تم نقلها إلى غرفة العناية الحثيثة، ولدى سؤال ذوي المتوفاة عن سوء حالتها أخبرهم الظنين أنه وأثناء عملية المنظار اشتبه أن هناك كتلة سرطانية في منطقة الكبد مما اضطره إلى تحويل العملية من المنظار إلى الجراحة، وقال لهم أنه قام باستئصال الغدة، وقام بإرسالها إلى المختبر لمعرفة النتائج والتأكد من ماهيتها وحجمها، وعلى اثر ذلك اتصلت شقيقة المتوفاة وزوج المتوفاة بالطبيب (ع) والذي يعمل استاذاً في مادة الاشعة في كلية طب باحدى الجامعات الرسمية واخباره بحالتها والذي قام بدوره، وفق التفاصيل التي اطلعت عليها مدار الساعة، بالاتصال بالظنين وسأله عن أسباب النزيف الشديد الحاصل للمريضة وأسباب تردي حالتها وفيما اذا قام واثناء العملية بجرح الشريان المغذي للكبد، إلا أن الظنين أنكر ذلك، وذكر أنه قام بتحويل العملية من منظار إلى جراحة من أجل استئصال المرارة، كما قام الدكتور (خ) بالاتصال بالظنين وسأله عن حالتها وسبب تردي حالتها الصحية، وسأله هل حدث معه جروح اثناء العملية؟ فأجاب بالنفي وانكر حدوث الجرح معه اثناء العملية، وأنكر أنه ربط الشريان المغذي للكبد أو الوريد البابي.
ثانياً: استمرت حالة المتوفاة تزداد سوءاً، وقد انخفضت انزيمات الكبد وانخفض دمها الى 7 بعد ان كان عند دخولها العملية 15، واستمرت حالة المتوفاة تزداد سوءاً وبعد ثلاثة ايام من اجراء العملية ونتيجة لإصرار ذوي المتوفاة على نقلها إلى مستشفى آخر، تم نقلها إلى هناك، ولدى الكشف عليها في المستشفى من قبل فريق من الاطباء، وبعد الاطلاع على التقارير واجراء الفحوصات اللازمة تبين لهم أن الشريان الذي يغذي الكبد مغلق ومربوط، وقد أدى إلى تسمم الدم وضيق بالتنفس وبالنتيجة إلى فشل كلوي، وعندها قام الدكتور (س) من المستشفى بالاتصال بالظنين وسأله فيما اذا انقطع الشريان أو الوريد البابي في الكبد اثناء اجراء العملية؟ إلا أن الظنين لم يجب بشكل واضح، وذكر أن العملية كانت صعبة، وقد أكد الدكتور (س) أن هذا الامر لا يمكن ان يحصل إلا نتيجة انقطاع الدم عن الكبد، وأن سبب ذلك انسداد في الوريد أو الشريان، وأن ذلك لا يحصل إلا في حالة حصول جرح في الشريان أو الوريد البابي، ويتم ربطه لتلافي النزيف الشديد، وتبين وبعد اجراء الفحوصات أن هناك جرحاً عميقاً في الشريان المغذي للكبد، وانه مغلق بشكل كامل، وتبين أن الظنين قام بربط الشريان (الوريد البابي) المغذي للكبد مما أدى الى تسمم في الدم وفشل كبدي وضيق في التنفس، وقد ابدى الطبيب (س) صعوبة في اجراء أي عملية للمتوفاة بسبب ارتفاع انزيمات الكبد ولوجود نقص تروية في بعض اجزاء الكبد وخاصة الجهة اليمنى الناتج عن وجود تهتك في انسجة الكبد، كما تبين ومن خلال الفحوصات المخبرية عدم وجود كتلة سرطانية أو غير سرطانية، وبعد ذلك توفيت المريضة (ف).
ثالثاً: وبالخبرة الفنية التي أجرتها المحكمة بمعرفة ثلاثة خبراء من الأطباء المشهورين تبين أن الظنين (...) قد ارتكب خطاً طبياً أثناء إجرائه العملية الجراحية للمتوفاة (ف) وأثناء إجراء العلاج لها، وقد تسبب هذا الخطأ الطبي بوفاتها.