مجلس نوابنا فيه الخيرون.. محمد جرادات مثالاً
من لا يشكر الناس لا يشكر الله، والشكر والحمد لله قبل كل شيء أن سخَّرَ لعباده أناساً يحبون فعل الخير لوجهه تعالى كما قال الله في كتابه العزيز (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة: 251)).
لقد إحتاج أحد أبنائي الحصول على إعفاء لعلاج زوجته من مرض العصر وهو السرطان فكانت الإجراءات تتطلب تقريراً من مركز الحسين للسرطان ومن ثم الذهاب إلى المكتب الخاص بالإعفاءات في رئاسة الوزراء لأن التأمين الصحي الخاص به وبعائلته عسكري. فذهبت أنا وابني إلى رئاسة الوزراء صباح يوم الأحد الموافق 24/10/2021 وطلبت مقابلة المسؤول عن الحراسات وكان من المعايطة فوجدت منه كل تعاون وإحترام وتقدير هو ومن معه، وقام بتحويل إبني إلى المكتب الخاص بالإعفاءات في رئاسة الوزراء بعد أن إتصل مع المسؤول في المكتب، فطلبوا منه إحضار كتاب من أحد النواب (وهُمَسَ فِيْ أُذْنِهِ إسم نائب معين). فذهبنا إلى مجلس النواب وطلبنا مقابلة النائب الذي ذكر اسمه، وبعد إجراءات الدخول للحصول على تصريحين دخلنا لمجلس النواب لمقابلة النائب أو مدير مكتبه فلم نجد أحداً في المكتب. فذهبت أنا للمكتب المقابل فكان في المكتب خمسة أشخاص، صاحب المكتب سعادة النائب محمد جرادات ابو إيثار جالس وأمامه فطاير يأكل منها، فَعرَّفت على نفسي وتَعَرَّفْتُ على من كان في المكتب، فكان أحدهم من عشيرة الزيود ونائب آخر من عشيرة الناصر وأحد أبناء ابو إيثار ومدير مكتبه من عائلة زيتون، بارك الله فيهم أجمعين.
وبعد أن تَعارفنا على بعضنا البعض وأعلمتهم أنني أستاذ دكتور في جامعة اليرموك منذ عام 1989، سألني أبو إيثار بعد أن عزم علي أن أشاركه فيما توفر من فطاير وبنفسٍ طيبة، وبالفعل شاركته، فقلت له: حضرت أنا وابني من أجل عمل إنساني لزوجته وهو الحصول على كتاب إعفاء من أحد النواب لمعالجتها في مركز الحسين للسرطان. وعلى الفور قال لمدير مكتبه حَضّر كتاب الإعفاء بعد أن زَوَدَهُم إبني بكل ما يحتاجونه من وثائق وتقارير ووقع أبو إيثار على الكتاب قبل أن يغادر مكتبه هو ومن كان معه لإرتباط آخر. لم يقل سعادة أبو إيثار أنت لست من منطقتي ولم تصوت لي وغيره من الكلام الذين يقولونه بعض النواب سامحهم الله، بل قال بالحرف الواحد: أنا يا دكتور إرتحت لك وأعجبت بكلامك وبشخصيتك وحبيت أن أخدم مواطن من مواطني أردننا العزيز.
فكم سررت جداً في مقابلة هذا النائب الفذ والذي فعلاً يستحق أن يمثل ليس منطقته في إربد فحسب بل يمثل الأردن بكل مناطقه، لقد أثبت أبا إيثار الشهامة والرجولة العربية الأصيلة والكرم والغيرة على المصلحة العامة لكل مواطني الأردن. فبارك الله فيه وفي أمثاله من نوابنا المحترمين، ونحث الآخرين من النواب أن يحذو حذوه. ونسأل الله له عُلُوِ المرتبة والمكانة لأنه يستحق ذلك وأن يديم عليه الصحة والعافية والسعادة أبداً ما أحياه رب العالمين في ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، نحن والحمد لله ما زلنا بخير.