الأمير الحسين بن عبدالله.. منارة الأمل القادم

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/24 الساعة 10:47

 مدار الساعة - كتب: د. فايز ابوقاعود

 
مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز، بدأها الأمير الشاب بوضع بصماته المميزة على الساحتين الأردنية والدولية، على خطى الهاشميين الاخيار، من الأجداد الى الإحفاد.
 
الأمير الشاب ترعرع بين العظماء والحكماء وأهل الساسة والمنطق، ظهرت ملامح فراسته وذكائه وإنسانيته في كثير من المواقف، جذوره الاصيلة بدأت بالنمو ثمارها في كافة الميادين، ولعباراته وقع رنان ، أجملها عندما خط سمو الأمير بمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية في صورة جمعت ملوك بني هاشم "من عبدالله المؤسس إلى عبدالله المعزز، خط الأردن قصة وطن عظيم، ساهم في بنائه المخلصون من أبناء هذا الوطن".
 
يسير سمو ولي العهد على نهج بني هاشم حاملا راية التحديث والاصلاح والتغيير مستنداً الى ارث كبير بناه الحسين العظيم رحمه الله، وعززه ورسخه الملك عبدالله الثاني، لييدأ على نحو تدريجي رحلة الصعود إلى مسرح السياسة والعمل العام.
 
امير العائلة الهاشمية بموروثها الأصيل فكرا وعلما ونهجا ، أصبح القدوة لكل الأردنيين ، خاصة فئة الشباب الذين يتحدثون عن إنجازاته ، فكان لمبادرات سموه الأثر الطيب في نفوس الشباب في  تحفيز طاقاتهم ، وتوجيه امكاناتهم الهائلة في خدمة الاردن، والتي اظهرت مدى قرب الامير منهم ، ومعرفته لإحتياجاتهم وتطلعاتهم ، مما حفز حالات الابداع والانجاز لهؤلاء الشباب، لتكون مؤسسة ولي العهد الراعي لهم ولمبادراتهم في جميع محافظات المملكة. ‫
 
نعم ... إنه ولى العهد الثامن للمملكة الأردنية الهاشمية ، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثانى، الذى ولد فى عمان فى التاسع عشر من يونيو عام 1994 ميلادية، وكم كانت هي سعادة الجد العظيم الحسين طيب الله ثراه ، الذي حمل الامير اسمه والكثير من صفاته وسماته ، ونال حبه وحنانه الخاص.
 
 نشأة الأمير الحسين وتربيته كانت في البيت الهاشمي العريق أدباً وعلماً وانسانية ، فمنه نهل التواضع وحب الناس والانحياز للضعفاء.
 
لقد دخل الامير بحضوره البهي المميز بيوت الأردنيين، وسكن قلوبهم وأصبح قدوة الشباب ورائدهم الذي يرون فيه مستقبلهم المعبر عن أمالهم واحلامهم .
 
فهو يشبههم ويحمل من الخصال التي تقربه لشعبه ، انها البساطة والتواضع والأدب الجم والالتزام بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.
 
نعم .. نكتب عن ولي العهد الأمير، سليل الدوحة الهاشمية المباركة ،المنتمي للجيل الثاني والأربعين من نسل فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وابن عمه علي بن ابي طالب كرم الله وجهه .
 
 ليس غريبا لكل من يستقرئ شخصية سموه الذي يقف على عتبات السابعة والعشرين عاما من عمره أن يلمس ويرى معظم الصفات والسجايا الطيبة التي تملأ نفسه وفكره لتترجمها أعماله ومبادراته وسياسته في كافة جوانب القيادة والحياة.
 
 وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني: "إننا سنواصل البناء على جهود الآباء والأجداد، وسيكون ابني الحسين إلى جانبي، للاستمرار في نهج التحديث والتطوير".
 
أنهى الامير تعليمه المدرسي من كينغز أكاديمي ودرس التاريخ الدولي في جامعة جورج تاون الشهيرة ، وعلى خطى والده الملك عبدالله الثاني وجده الحسين درس العلوم العسكرية في أكاديمة ساند هيرست الملكية البريطانية، لينخرط مباشرة في العديد من الدورات العسكرية والميدانية المتخصصة في العمليات الخاصة والقفز بالمظلات  والقوات البحرية واكتسب مختلف صنوف المهارات والتدريبات في العمليات القتالية.
 
في الثاني من تموز من عام 2009  صدر الأمر الملكى بتسمية سموه ولياً للعهد، وهو النجل الأكبر الملك عبد الله الثانى وجلالة الملكة رانيا العبد الله، وخليفته الشرعي والدستوري في الحكم ، وله شقيق هو الأمير هاشم وشقيقتان هما سمو الأميرة إيمان والأميرة سلمى.
 
‫‫‫ولعل من مواقفه الوطنية الشهيرة؛ زيارته للاحتجاجات الأخيرة فى الأردن ومحاورته لهؤلاء الشباب ، والتأكيد على شرعية حقوقهم، ومطالبته للأمن بحمايتهم وعدم التعرض لهم.  
 
من أبرز إهتمامات سمو ولى العهد قطاع التعليم العالى ، حيث سعى فى هذا المجال إلى رفع مستوى التعليم الذى يلبى احتياجات الشباب ويعزز مستوى كفاءتهم وقدراتهم كقوة عمل حيوية تستجيب لحاجات القطاع الخاص فى الأردن والمنطقة، ومبادرته الشهيرة الخاصة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأمريكية "ناسا" لمنح الشباب الأردنى فرصة التدريب فى هذه الوكالة، كما قام بمبادرته الإنسانية الكبيرة بإطلاق مبادرة مسار لدعم الشباب الأردنى، وتوفير فرص لهم لإظهار قدراتهم وابتكاراتهم فى مجال الفضاء، ومبادرة "سمع بلا حدود" التى تهدف لزرع قوقعات للأطفال الذين يعانون الصمم، وتوفير التدريب والتثقيف والتأهيل الملائم للمستفيدين من هذه المبادرة.
 
يقود الامير عمل عظيم عبر احدى مبادراته الريادية وهي جامعة الحسين التقنية التي تقدم تعليماً تقنياً بافضل معايير الاعتماد وضبط الجودة العالمية ، وتستحق ان تكون إنموذج  لتطوير نظامنا التعليمي ليكون مواكباً للمئوية الثانية.
 
كما لعب سموه  دوراً مهما في نجاح مساعي التصدي لفيروس كورونا ومتابعته الحثيثة وزيارته الميدانية لمراكز التطعيم في محافظات المملكة.    
 
فى  الثالث والعشرين من إبريل عام 2015 كان الحدث الذي سيذكره التاريخ ترأس ولي العهد الأردني الذي لم تتخط سنه "الواحد والعشرين عاما " جلسة لمجلس الأمن الدولي ليصبح بذلك أصغر شخص يتولي رئاسة اجتماع للمجلس في التاريخ. والذي تمخض عنه اصدار قرار تاريخى من مجلس الأمن الأول من نوعه الخاص بالشباب والأمن والسلام، وهو القرار رقم 2250 الذى جاء استنادا إلى "إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن"...
 
وشكل الاهتمام الكبير الذي حظي به سموه خلال الزيارة الملكية الأخيرة لواشنطن من قبل الإدارة الأميركية وتحديداً من قبل الرئيس بايدن ، حضور سموه السياسي على المستوى العالمي الرفيع ، خاصة وأن الرئيس الأمريكي تحدث مع ولي العهد حول التحديات التي تواجه  شباب الأردن والعالم العربي، وهذا له دلالاته ومعانيه السياسية الواضحة تجاه شخصية قيادية فذة يمكن الرهان عليها في عالم المستقبل الزاهر بالتحديات والفرص.
 
نعم .. يمثل ولي العهد منارة الأمل القادم للوطن، ورسوخ نظامنا السياسي بقيادته الهاشمية في ظل عميد ال البيت جلالة الملك عبدالله الثاني حماه الله ورعاه.
 

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/24 الساعة 10:47