سائد المعايطة ..... ما ضر سيفا مثله ان أغمدوه
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/19 الساعة 13:48
ابراهيم الزعبي
كتب تغريدته الاخيرة ورحل ... " احفظوا ملامح من تحبون ... فهم يرحلون بلا موعد" هو قدرنا نحن الاردنيين ... فالشرفاء لا يموتون ... بل يهبون من يحبون بعدهم حياة.
سائد المعايطة منذ ان عرفته في طفولته متطرف في حب الوطن ... وهو صوت هذه الارض ... فما ضر سيفا مثله ان اغمدوه ... لقد وهب الحياة لكل هذه الارض لكي لا يذبحها الجناة .. من ختمت جباههم دما وشاهت ابصارهم ... عندما صهلت خيول الله في سماء مؤتة والكرك .... ونادته قلعتها فلبى واكرم ما قصد له البطاحا.
ماذا نكتب على جداريات القلب؟ هل نكتب عن اغتيال ضحكة وحلم. أم عن وطن سكن جنباتنا، وأي تهم؟!. أبسطها التطرف في حبّ الوطن. لكنه يبقى الفارس الذي امتطى صهوة الشرف.
هل تختار الكرك من يرقد تحت ثراها ؟ وهل يختار المحب حبيبته؟ هل أحبته الكرك كثيراً لدرجة أنها حبسته مع رفاقه في قمقمها؟ ولم تسمح لأحد أن يقترب منهم.
أي ذاكرة تلك التي تتقد كل يوم؟ لماذا ترك كل ذكرياته الطفولية أمانة بيد ابنته الصغيرة " كنده" ؟ تلك الذكريات تتصارع حيناً وتتناجى أحياناً، وصغيرته ما زالت قابعة وحيدة في زاوية غرفته، أنفاسها تجوب في محرابه، تزور بزته العسكرية وكل صوره وشهاداته التي حصل عليها.
أي هدية يستحق منا بعد الشهادة؟ سنخبر العالم أن يتوضأوا من قطرات دمه، وأن تكون حروف اسمه أبجدية للعشق والشهادة. سننشد من أنفاسه الأخيرة وآهاته تراتيل دعاء وعبادة.
آه وألف آه، لو أنك يا سائد وراشد ومعاذ تخبرون العالم أجمع ما هو سرّ تلك الرائحة..... رائحة الطيب والعنبر التي تنبع من ارواحكم وتفوح من أنفاسنا كلما ذكرنا اسماءكم.
لا زالت نبضات القلب تقف متعبة على عتبات الغياب والأمل، فهل سيعود من رحل ملفوفاً بالعلم؟ ماذا نلبسه إن أتانا جثمانه. ما زالت بزته العسكرية معلقة على مشجب الفرح والأمل، لن يقترب منها عنكبوت النسيان. أجزم أنه لا يليق به سوى إكليل غار، والعلم، أجمل كفن.
أيتها الجنة افتحي ذراعيك واستقبليه، ويا أجراس الكرك اقرعي، ويا مآذنها أذّني، زفيه إلى الوطن.. عريس الأرض والسماء ... التحق سائد بمواكب الشهداء.. لا شكّ أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الكون، طعمه مرٌّ وعلقم كطعم الحقيقة ذاتها. الموت حقٌّ، وطرق الموت كثيرة، لكن هل هناك أجمل من الشهادة؟ إنه الموت الذي يهب الإنسان عظمة الحياة والخلود.
Ibrahim.z1965@gmail.com
كتب تغريدته الاخيرة ورحل ... " احفظوا ملامح من تحبون ... فهم يرحلون بلا موعد" هو قدرنا نحن الاردنيين ... فالشرفاء لا يموتون ... بل يهبون من يحبون بعدهم حياة.
سائد المعايطة منذ ان عرفته في طفولته متطرف في حب الوطن ... وهو صوت هذه الارض ... فما ضر سيفا مثله ان اغمدوه ... لقد وهب الحياة لكل هذه الارض لكي لا يذبحها الجناة .. من ختمت جباههم دما وشاهت ابصارهم ... عندما صهلت خيول الله في سماء مؤتة والكرك .... ونادته قلعتها فلبى واكرم ما قصد له البطاحا.
ماذا نكتب على جداريات القلب؟ هل نكتب عن اغتيال ضحكة وحلم. أم عن وطن سكن جنباتنا، وأي تهم؟!. أبسطها التطرف في حبّ الوطن. لكنه يبقى الفارس الذي امتطى صهوة الشرف.
هل تختار الكرك من يرقد تحت ثراها ؟ وهل يختار المحب حبيبته؟ هل أحبته الكرك كثيراً لدرجة أنها حبسته مع رفاقه في قمقمها؟ ولم تسمح لأحد أن يقترب منهم.
أي ذاكرة تلك التي تتقد كل يوم؟ لماذا ترك كل ذكرياته الطفولية أمانة بيد ابنته الصغيرة " كنده" ؟ تلك الذكريات تتصارع حيناً وتتناجى أحياناً، وصغيرته ما زالت قابعة وحيدة في زاوية غرفته، أنفاسها تجوب في محرابه، تزور بزته العسكرية وكل صوره وشهاداته التي حصل عليها.
أي هدية يستحق منا بعد الشهادة؟ سنخبر العالم أن يتوضأوا من قطرات دمه، وأن تكون حروف اسمه أبجدية للعشق والشهادة. سننشد من أنفاسه الأخيرة وآهاته تراتيل دعاء وعبادة.
آه وألف آه، لو أنك يا سائد وراشد ومعاذ تخبرون العالم أجمع ما هو سرّ تلك الرائحة..... رائحة الطيب والعنبر التي تنبع من ارواحكم وتفوح من أنفاسنا كلما ذكرنا اسماءكم.
لا زالت نبضات القلب تقف متعبة على عتبات الغياب والأمل، فهل سيعود من رحل ملفوفاً بالعلم؟ ماذا نلبسه إن أتانا جثمانه. ما زالت بزته العسكرية معلقة على مشجب الفرح والأمل، لن يقترب منها عنكبوت النسيان. أجزم أنه لا يليق به سوى إكليل غار، والعلم، أجمل كفن.
أيتها الجنة افتحي ذراعيك واستقبليه، ويا أجراس الكرك اقرعي، ويا مآذنها أذّني، زفيه إلى الوطن.. عريس الأرض والسماء ... التحق سائد بمواكب الشهداء.. لا شكّ أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الكون، طعمه مرٌّ وعلقم كطعم الحقيقة ذاتها. الموت حقٌّ، وطرق الموت كثيرة، لكن هل هناك أجمل من الشهادة؟ إنه الموت الذي يهب الإنسان عظمة الحياة والخلود.
Ibrahim.z1965@gmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/19 الساعة 13:48