التعافي الخجول!
لكن لماذا لم ينعكس هذا النمو الخجول على الاقتصاد الأردني كما وصفه البنك الدولي في أحدث تقاريره؟
لأن رافعتين مهمتين غابتا عن مشهد التعافي الأولى هي الاستثمار أما الثانية فهي السياحة وفيها فرص كثيرة مهدورة.
يشير التقرير إلى أن الاقتصاد «تجاوز صدمة كوفيد-19 وقد كان بالإمكان أن يتجاوز هذا الوباء بوتيرة أسرع وبمعدلات نمو أفضل لو تم تسريع إجراءات الانفتاح والتخفيف من تعقيدات زيارة الأردن بالاكتفاء بإبراز شهادات تلقي اللقاح من دون منصات وفحوصات مسبقة».
المهم في التقرير هو التهديد المؤجل وهو ارتفاع معدلات البطالة (لا سيما بين الشباب بنسبة 50٪)، وارتفاع الديون، وانخفاض الاستثمار.
لم يغفل التقرير أهمية مواصلة الإصلاحات لتعزيز النمو وكنت أتمنى لو أنه أتى على ذكر أهم الإصلاحات المؤجلة وهي الإصلاح الإداري.
على أية حال وزارة الاقتصاد الرقمي تبلي بلاء حسنا في الأتمتة وهي ديدن الإصلاح الإداري؟ هي النتائج.
النمو يقوده الاستثمار والأخير هو الذي يوفر فرص العمل لكن تعقيدات الاستثمار تراوح مكانها ونأمل من القانون الجديد أن يفك عقدة التشابك والمتمثلة بعشرات القوانين المتداخلة ومثلها التعليمات غير المفهومة.
يقول التقرير إن النمو الخجول فاق التوقعات في ظل انخفاض حاد في السياحة, التعويض جاء من الحد من التهرب الضريبي وهي إيرادات غير متكررة..
وأيضا فإن الحوافز المالية والنقدية للحكومة وبرامج الدعم للأسر الفقيرة والضعيفة والعمال والشركات المتضررة من الأزمة هي غير متكررة ولا بد من البحث عن مصادر متكررة مثل تعزيز السياحة والصادرات وتحفيز الاستثمار للمغتربين الأردنيين بدلا من الحوالات.
الدين العام يمثل تحدياً رئيسياً، ونسبة ديون الحكومة المركزية إلى الناتج المحلي الإجمالي في نهاية أيار 2021 مرتفعة نسبياً، والاقتراض الجديد فاق ملياري دينار طبعا باستثناء ديون الحكومة لمصلحة صندوق الضمان الاجتماعي.
ما يجب أن يلفت انتباه الحكومة هو تقديرات البنك الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 1.9٪ في عام 2021، ما يتعين الاستعداد بقوة لوضع حلول عملية تعكس هذه النتيجة المتواضعة في العام القادم الى نمو أفضل.
التعافي جاء من الاستهلاك وهو مؤشر إيجابي لكن ماذا لو تحقق هذا التعافي من الإنتاج؟
بظني أن اكبر تحدٍ لفت التقرير اليه الانتباه هو نقص الحيز المالي للحكومة وهو ما يولد مخاطـر أكبـر فـي تلبيـة احتياجات الإنفاق للتعافي.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي