من يقصد عبدالهادي راجي.. ولماذا ذكر صبيح المصري وزيارد المناصير
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/20 الساعة 00:48
مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي
يعتبر صبيح المصري من أكبر الاقتصاديين في البلد, لم يكتب في حياته مقالا ولم يقم بالادلاء بتصريح سياسي أو حتى اقتصادي.. وأتذكر أن المرة الوحيدة التي سمعته بها يتحدث كانت في زيارة وفد صحفي لمشروع (إيلا) وكنت من ضمن هذا الوفد... قال لنا: أتمنى أن تستمتعوا بالرحلة والطعام وأجواء العقبة الدافئة.. هذا كان أخطر تصريح لصبيح المصري سمعته في حياتي...
أليس بإمكان هذا الرجل مثلا, أن يشتري محطة تلفزيونية وتبقى تروج لمنجزاته.. أن يشتري (7) إذاعات وتبث الأغاني عنه.. أن يشتري كل لوحات الإعلان في عمان وتعرض صوره؟
مثل صبيح زياد المناصير.. المرة الوحيدة التي ظهر بها على الإعلام الأردني كانت عبر برنامج يسعد صباحك.. وتحدث بلغة بريئة, وببساطة وعفوية ولم يتطرق للسياسة.. كل ما تحدث عنه هو تشغيل الشباب, وتفادي الإشاعات.. وتطوير المشاريع... وكان كلامه محببا وقريبا من القلب.
حين نتحدث عن رأس مال حقيقي ووطني وله هوية.. نتحدث عن صبيح المصري وزياد المناصير.. ونسأل لماذا هذان, لا يشتريان محطات فضائية, ولا يكتبان مقالات حادة.. ولا يحشران أنفسهما في الزوايا الضيقة.. مثلا زياد المناصير همه الأول هو أسرته.. وصبيح المصري همه الأول والأخير في الدنيا هو الصحة وراحة البال وأن يرى أحفاده كل مساء...
بالمقابل حين يمتلك أحدهم (كازية) في لوس أنجلوس, يقدم نفسه من خلال الكازية كمستثمر أردني ويبدأ بالتنظير في الاقتصاد ثم يقفز للسياسة, وحين يكوّن أحدهم ثروة من تصدير بعض الخردة لإفريقيا.. يقدم نفسه للمجتمع الأردني على أنه المصلح الأول.. وأن الحلول الاقتصادية بيده.. وحين يمتلك أحدهم مصنعا للسجائر المهربة في تنزانيا، أول شيء يبدأ به هو الحديث عن تأخر البلد.. وكيف أن السياسة فيها صارت تشكل أزمة.. وكيف أن الاقتصاد لم يسلم لأصحاب الكفاءة..
قبل أيام كتب أحد الذين يملكون الملايين مقالا, عن رؤيته لمستقبل الأردن وفلسطين والمنطقة والغريب أن الكل قام بتداوله... وأنا قرأت المقال حقيقة ووجدته مجرد هرطقات.. خالية من الفكرة, مجرد انشاء خال من المضمون.. لكن المهم في المقال أن من كتبه لهذا الرجل.. من المؤكد أنه تقاضى مبلغا جيدا على اللغة وسلامة التعبير..
هذا يذكرني بالرئيس ياسر عرفات رحمه الله, حين قدم له أحدهم كتابا.. فسأل صاحبه: ما هذا؟.. فقال له كتاب قمت بتأليفه وأتمنى من سيادتكم قراءة محتواه.. كانت ردة فعل عرفات عليه: (المهم انت تكون قرأته)...
لا تسألوا عن أصحاب الملايين حين يكتبون.. بل اسألوا عمن كتب لهم وعمن وجههم للكتابة بهذا الشكل.. فهم غالبا وبحكم فائض الثروة يبحثون فقط عن توظيف جديد للمال.. والإعلام ربما يشكل وسيلة لذلك, أو ربما يشكل طريقة لسداد بعض الفواتير... أو لإبعاد شبح الخوف عن الملايين.. أو ربما لإنقاذها.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
يعتبر صبيح المصري من أكبر الاقتصاديين في البلد, لم يكتب في حياته مقالا ولم يقم بالادلاء بتصريح سياسي أو حتى اقتصادي.. وأتذكر أن المرة الوحيدة التي سمعته بها يتحدث كانت في زيارة وفد صحفي لمشروع (إيلا) وكنت من ضمن هذا الوفد... قال لنا: أتمنى أن تستمتعوا بالرحلة والطعام وأجواء العقبة الدافئة.. هذا كان أخطر تصريح لصبيح المصري سمعته في حياتي...
أليس بإمكان هذا الرجل مثلا, أن يشتري محطة تلفزيونية وتبقى تروج لمنجزاته.. أن يشتري (7) إذاعات وتبث الأغاني عنه.. أن يشتري كل لوحات الإعلان في عمان وتعرض صوره؟
مثل صبيح زياد المناصير.. المرة الوحيدة التي ظهر بها على الإعلام الأردني كانت عبر برنامج يسعد صباحك.. وتحدث بلغة بريئة, وببساطة وعفوية ولم يتطرق للسياسة.. كل ما تحدث عنه هو تشغيل الشباب, وتفادي الإشاعات.. وتطوير المشاريع... وكان كلامه محببا وقريبا من القلب.
حين نتحدث عن رأس مال حقيقي ووطني وله هوية.. نتحدث عن صبيح المصري وزياد المناصير.. ونسأل لماذا هذان, لا يشتريان محطات فضائية, ولا يكتبان مقالات حادة.. ولا يحشران أنفسهما في الزوايا الضيقة.. مثلا زياد المناصير همه الأول هو أسرته.. وصبيح المصري همه الأول والأخير في الدنيا هو الصحة وراحة البال وأن يرى أحفاده كل مساء...
بالمقابل حين يمتلك أحدهم (كازية) في لوس أنجلوس, يقدم نفسه من خلال الكازية كمستثمر أردني ويبدأ بالتنظير في الاقتصاد ثم يقفز للسياسة, وحين يكوّن أحدهم ثروة من تصدير بعض الخردة لإفريقيا.. يقدم نفسه للمجتمع الأردني على أنه المصلح الأول.. وأن الحلول الاقتصادية بيده.. وحين يمتلك أحدهم مصنعا للسجائر المهربة في تنزانيا، أول شيء يبدأ به هو الحديث عن تأخر البلد.. وكيف أن السياسة فيها صارت تشكل أزمة.. وكيف أن الاقتصاد لم يسلم لأصحاب الكفاءة..
قبل أيام كتب أحد الذين يملكون الملايين مقالا, عن رؤيته لمستقبل الأردن وفلسطين والمنطقة والغريب أن الكل قام بتداوله... وأنا قرأت المقال حقيقة ووجدته مجرد هرطقات.. خالية من الفكرة, مجرد انشاء خال من المضمون.. لكن المهم في المقال أن من كتبه لهذا الرجل.. من المؤكد أنه تقاضى مبلغا جيدا على اللغة وسلامة التعبير..
هذا يذكرني بالرئيس ياسر عرفات رحمه الله, حين قدم له أحدهم كتابا.. فسأل صاحبه: ما هذا؟.. فقال له كتاب قمت بتأليفه وأتمنى من سيادتكم قراءة محتواه.. كانت ردة فعل عرفات عليه: (المهم انت تكون قرأته)...
لا تسألوا عن أصحاب الملايين حين يكتبون.. بل اسألوا عمن كتب لهم وعمن وجههم للكتابة بهذا الشكل.. فهم غالبا وبحكم فائض الثروة يبحثون فقط عن توظيف جديد للمال.. والإعلام ربما يشكل وسيلة لذلك, أو ربما يشكل طريقة لسداد بعض الفواتير... أو لإبعاد شبح الخوف عن الملايين.. أو ربما لإنقاذها.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/20 الساعة 00:48