«محمد».. أعظم «شرعية» للهاشميين
بمناسبة ذكرى مولد رسول الله إلى الناس كافة صلواته وسلامه عليه، لم تعرف البشرية نظاما سياسيا حاكما، يحظى بشرعية دينية ذات أثر سياسي كبير بين اوساط مليار ونصف المليار مسلم، مثل ما يحظى به الهاشميون اهل البيت.
الشرعيات الدنيوية السياسية المحضة، تمنحها الشعوب لحكامها عبر صناديق الاقتراع كما في الغرب ودول أخرى، وهي شرعيات محددة باجل زمني مرتبط بمدى صلاح الحاكم وانجازاته،
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهاشميين عشيرة «محمد» صلى الله عليه وسلم، وبما حباهم الله تعالى من شرافة النسب إلى عترة نبيه المصطفى، وجدوا في الأردن تحديدا، أعظم وأصدق حاضنة تؤمن بحتمية الوفاء والتشبث بريادة ولنسب هذه العشيرة الكريمة كابرا عن كابر، ووقف الاردنيون تاريخيا صفا واحدا في مواجهة كل من تنكر لها بشكل أو بآخر. لا بل وقدموا أرواحهم فداء لها ومن منطلق إيماني راسخ.
في المقابل، بادل الهاشميون أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم، الأردنيين الوفاء بمثله، وبنوا معا دولة سموها المملكة الأردنية الهاشمية بقوة تلك الشرعية غير القابلة للنقض، عندما التقى الوفاء بالوفاء والإيمان بالإيمان.
شخصيا، اؤمن بأن كل الشرعيات الدنيوية السياسية قابلة للزوال بزوال مبررات وجودها شعبيا، والامثلة بين أيدينا تاريخيا.
واؤمن في المقابل، بأن الشرعيات العقدية الدينية غير قابلة للزوال، متى تم توظيفها بذكاء وبايمان عميقين في حشد الصف المؤمن بين القيادة والشعب وعلى نحو يستحيل اختراقه من جانب أية قوة على الأرض.
الهاشميون قادة المملكة الأردنية الهاشمية ومعهم سائر الأردنيين ومن كل المشارب، يتوفرون على «كنز» عظيم من الشرعية الدينية الآتية من بيت النبوة المشرفة، وهي شرعية أعظم روحانيا وأعظم سياسيا من كل قوى الأرض قاطبة.
هذه الشرعية التي يلتف حولها ومعها شعوب عرب وعجم يناهز تعدادهم ألفا وخمسمائة مليون انسان تصدح في بلدانهم عبر المعمورة كل يوم وليلة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، خمس مرات، هي أعظم رصيد سياسي اجتماعي إنساني في هذه الحياة الدنيا لا بد من استثماره في خطاب ديني عظيم يقدم الاسلام كما هو للعالم كافة، وليس كما يقدمه بعضنا بوعي وبغير وعي.
لو بادر الأردن إلى خطاب عظيم كهذا مستمد من كتاب الله وسنة رسوله، لاستفز إيجابيا مشاعر العجم المسلمين قبل العرب، خاصة وهو آت من عشيرة رسول الله تبارك وتعالى، ولأرغم كل قوى الكوكب على التعامل معه ومع الأردن بايجابية مطلقة، وتعاون تام. وتفهم افضل للدين ومقاصده الشريفة لاسعاد البشر كافة.
الشرعية الدينية أقوى من كل الشرعيات الدنيوية بما في ذلك ما يسمى بالشريعة الدولية التي لا تنحاز إلا للاقوياء وظلمة العصر وتتباكى نفاقا علىَ الضعفاء والمظلومبن.
ختاما، متى ارتبطت الشرعية الدينية بوهجها السياسي المعتدل كما ارادته السماء، فلن تقف في وجهها أية مؤامرات او مخططات معادية، ونحن في الأردن وبكل صراحة، نملك المبرر الأقوى والأدوات الأقوى لكل ذلك، فلننعطف ونجرب، وحتما سنفرض ليس حضورنا فقط على موائد العالم، وإنما لكل العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وسيغدو الأردن مرجعا ومحجا للمحب والمبغض على حد سواء.
صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله. وهو سبحانه من وراء قصدي..
الرأي