’الملف صفر‘ يصدم الأردنيين.. ووحدة مكافحة الاتجار بالبشر: مرصود بعمل استخباراتي عميق أردنيا (فيديو)
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/14 الساعة 20:44
مدار الساعة – الإعلامي محمد الجغبير ينشر في "الملف صفر" ما خفي من نزع الأعضاء.
لقد قدم الجغبير على طاولة السادسة والنصف مساء الخميس على التلفزيون الأردني ما صدم الناس.
فقراء ينزعون أعضاءهم من أجل حفنة من الدولارات. تذهب الدولارات ويذهب معها العضو الى الأبد، ثم تبقى الحسرة والندامة. ويبقى الألم معها أيضا.
نعم العالم سيئ للفقراء، لكنه أسوأ على الفقير المجرم، وهو أشد بؤسا على مجرم ينزع أعضاءه نزعا، ليحيى الاخرون ويموت هو. إنه رخيص. أليس كذلك؟
الفعل رخيص. يصف المحامي أنس جوهر خبير في مجال الأخطاء الطبية في الملف صفر. فعل نزع الشخص لعضو منه بهدف بيعه.
نزع الأعضاء، كما وصفّه الرائد محمد خليفات رئيس وحدة مكافحة الاتجار بالبشر، في الملف صفر، مرصود بعمل استخباراتي عميق أردنيا. والتأكيدات ان لا وجود لمثل هذه العمليات الخارجة عن القانون داخل الأردن، الا ان السماسرة يحملون "الرخيص - نازع عضوه - خارج المملكة الى مصر مثلا أو حتى الباكستان، فيرتكب المتورطون عشرات المخالفات القانونية أولها نزع العضو وليس اخرها تزوير وثائق ومنها جوازات السفر.
معظم عصابات نزع الأعضاء من السماسرة خارج المملكة، اما الموجودون في الأردن فيتم التعامل معهم، بحسب الرائد خليفات الذي يؤكد ان لدى إدارته قيودا وملفات لجميع الأشخاص المشتبه بهم، بحيث يتم متابعتهم، سواء داخل المملكة او عبر الانتربول.
لقد قدم الملف صفر نماذج، لو سمعتها لما ظننت انها تحيا بيننا. إنهم يعيشون بيننا. أو قل إنهم يموتون حولنا.
لم تكن مهمة الجغبير سهلة. فالعنوان أمني. والمتورطون يدركون انهم خارجون عن القانون. وبرغم ذلك قدم الملف صفر نماذج صادمة، اعلانا يقول: اريد بيع كلية.. او جزء منها.
هو متورط ببيع أعضائه. سافر الى مصر، فأدمن وباع. باع نفسه قبل ان يبيع عضوه. باع وزوّر، ثم عاد بحفنة من الدولارات حرقها في أيام، وبقيت الحسرة.
ولأن السمسار يدرك انه بائع عضوه رخيص فإنه سيضعه عندما يرحل به الى بلد اخر في أسوأ مستشفى، وفي أخس ظروف. ولم يُكرمه ولما يكرم البائع نفسه. هذا ما تحدثت به أيضا الدكتورة هنادي عقدان اخصائية اضطرابات سلوكية نفسية في الملف صفر.
أما المحامي أنس جوهر خبير في مجال الأخطاء الطبية فنبه ان المشرع الأردني أوجد عقوبات رادعة لمثل هذا الفعل الشنيع. أما من مات خلال عملية نقل الأعضاء فالمتورطون قتلة، بوصف القانون، وإذا ما انتهى البائع بان أصيب بعاهة دائمة، فإن القانون كيّف الحادثة بهذا المعنى.
في مقابل النماذج البائسة من نزع الأعضاء قدم الملف صفر صفحة مضيئة. إنه الوالد أيمن طعمة الذي تبرع بأعضاء ابنته المتوفية. إنها ميسون التي يعيش اليوم من تبرع والدها خمسة اشخاص حياة طبيعية.
أما الدكتورة رانيا جبر امين سر الجمعية الاردنية لتشجيع التبرع بالاعضاء فنوهت بأن هناك فرقا شاسعا بين التبرع بالاعضاء وبيعها. والفارق بين التجارة الخارجة عن القانون والعمل الحسن.
أيعقل ان يكون ناعون لكرامتهم قبل اعضائهم بيننا؟ نعم. والملف صفر صدمنا بذلك.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/14 الساعة 20:44