عمّان المسؤولين تعاقب أهلها

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/13 الساعة 02:32
بعيدا عن الكلام الكبير، سنعود الى الشكوى والتذمر من أزمات السير الخانقة في شوارع عمان، ومثلها في شوارع المدن الكبرى، ولكن الخصوصية التي في عمان لا يمكن تمثيلها الا بشوارع العاصمة المصرية القاهرة في زمان مضى، قبل أن تحل الإدارة المصرية الجديدة كل العقبات بغضون سنوات قليلة، ولا يمكن بأي حال أن نجد تبريرا لما يجري في شوارع عمان من رفع اليد عن تلك الأزمات المرورية الطاحنة، يقابلها تخلٍ تام عن كل مسؤولية لتسهيل المرور بناء على خطط واعية وناجحة، ثم ترمى المسؤولية على أفراد شرطة السير الذين تلهبهم الشمس الحارقة وبرد الشتاء دون أي مساعدة.

عمان غرقت تماما بالمركبات من كافة أنواعها، ومنذ الصباح حتى وقت متأخر من الليل تسير المركبات وكأنها سيل عرم في وادٍ ضيق ما ينتج عنه العديد من المشاكل التي قد لا تخطر على بال المسؤولين في إدارات المرور أكان في أمانة عمان أو بقية الإدارات، فسوء التخطيط العمراني الذي راكم البنيان العشوائي على حساب الشوارع سيوصل شوارع عمان وخصوصا شرايينها الرئيسة كشارع الأمير هاشم باتجاه دوار الداخلية، وشارع المدينة المنورة حتى جسر الجامعة وشارع الملك عبدالله باتجاه صويلح وشارع زهران، ما سنرى بعد ثلاث سنوات أو أقل أن حركة المرور في تلك الشوارع ستتوقف تماما نتيجة ازدياد اعداد المركبات.

أين هندسة المرور؟ وهل يعقل أن توضع إشارات ضوئية على الميادين الدائرية أو على مدخل العاصمة نهاية طريق المطار الى الدوار السابع، وهل يعقل أن سيل المركبات من الدوار الثامن باتجاه السادس يتداخل نهاية النفق بالمركبات القادمة من جانب الجسر الأيمن في احتفالية من أبواق السيارات وتموجات المركبات بسرعتها غير المعقولة، واستخدام الهواتف اثناء القيادة على بصر الجميع دون مخالفة؟

منذ أيام قليلة تسربت معلومات عن أخطاء هندسية في تصميم مشروع الباص السريع وطرقه المحروسة بأبنائنا من شرطة السير، وأكثر من ذلك العزوف عن استخدامه رغم تسهيل الطريق له، وقد يرجع ذلك الى عشق القيادة المنفردة لسياراتنا وسرعة الوصول لوجهاتنا أو الدخول الى شوارع جانبية، ولكن يجب ان نفتح ملفات الطرق وسوء التعامل مع ملفات النقل العام عبر السنوات السابقة والتربح غير القانوني من فشل المشاريع، ودخول مشغلين لا علاقة لهم بالنقل العام ولا بعلم المرور في العاصمة أو الطرق الخارجية، وتعطيل اعمال الناس بكل بلادة.

هل درس المسؤول الذي لا نعرف من هو بالمناسبة، الأثر المادي والبيئي والسلامة العامة لتعطل حركة المرور؟

اعتقد ان بعض المسؤولين يعرف ذلك ولكنه يرمي المسؤولية عن ظهره، ولنذكرهم بهدر كميات الوقود في ظل بقاء الحركة مزدحمة أو معطلّة، وكمية الغازات الملوثة للبيئة التي نشارك بها في الاحتباس الحراري، والأثر النفسي نتيجة التوتر الذي تخلقه بيئة السائقين المتهورين، والأخطر من ذلك السماح للشاحنات الكبيرة بالدخول الى العاصمة نهارا وتعطل عدد منها على الشوارع الرئيسة، وقد رأينا كيف تسببت شاحنة على طريق المطار باصطدام مركبة اندلعت فيها النيران وتفحمت جثتا الشابين دون مساعدة.

الحكومات التي لا تستطيع وضع حلول لمشاكل السير لا يمكنها حل قضاياها السياسية ولا الاقتصادية، والسبب الرئيس هو سوء اختيار الأشخاص، فلا يعقل أن نختار أحد الذوات المحترمين ونورطه بمسؤولية وزارة أو إدارة لا يعرف عنها شيئا، أفلم تقولوا لنا أتركوا الخبز لخبازه، أين الخباز يا جماعة؟

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/13 الساعة 02:32