جرائم بشعة في بلد العقول والعجول
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/10 الساعة 02:06
تصنف الهند على أنها المصدر المثالي لعباقرة الرياضيات والخوارزميات، وهذا يعني أن العقول هناك من الذكاء ما تميز بين الخطأ والصواب وما بين الفكر الإنساني وما بين الحيوانية المسيطرة على العقول، ومثلها مثل عبدة الأصنام في شرق آسيا فإن الغالبية من سكان الهند يتقربون من حيوانات البقر بقدسية ربوبية، بناء على تعاليم شخصيات تاريخية قادت ذلك البلد بفكر منحرف عن الطبيعة، فالمهاتما غاندي أقرّ لهم أن البقرة هي الأم الحقيقية للهنود وهي أفضل من أمهاتهم اللاتي أنجبنهم وأرضعنهم لعامين، لأنها تسقيهم الحليب مدى الحياة، ما خلق جيلا هندوسيا يحتفل سنويا بمهرجان التقاذف بروث الأبقار.
تلك طبيعة نشأت عليها أجيال منذ قرون بعيدة، ولكن أن يتحول ذلك البلد الذي استعمرته بريطانيا لتسعة عقود الى مجازر للبشر من المواطنين المسلمين بدواع همجية وثنية متخلفة ومتعطشة لسفك الدماء بناء على التمييز العنصري الديني، فهذه واحدة من أبشع الحروب الصامتة ضد الإنسانية التي دائما ما يذهب ضحيتها المسلمون في كل مكان، من مينامار حيث قتل وحرق وتهجير ملايين المسلمين الى مقاطعة تركستان المحتلة من الصين والتي تحولت الى سجن كبير للسكان المسلمين من الأويغور، وهذا كله تحت بصر وسمع الدول العربية والإسلامية التي لا تفعل سوى تصريحات الإدانة مقابل تلك الجرائم أو إغماض العين عنها، فيما الهندوسية تسللت لبلادنا بكل ترحاب.
ففي تقرير لـ بي بي سي من الهند فإن أحد مواقع التحقق من الوقائع الذي يحصي «جرائم الكراهية» في العام 2019 يؤكد أن أكثر من 90 في المئة من الضحايا في السنوات العشر الماضية كانوا من المسلمين، فيما لايزال مقترفو هذه الهجمات بلا عقاب وسط اتهامات بأنهم يتمتعون برعاية سياسية من حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتزعمه مودي إذ قام وزير حكومي سابق بتكريم ثمانية هندوس أدينوا بقتل مسلم.
وتقول حسيبة أمين، منسقة وسائل التواصل الاجتماعي لحزب المؤتمر المعارض: «أصبحت مثل هذه الهجمات شائعة جدا في الهند اليوم وفقط بسبب الإفلات من العقاب الذي يتمتع به هؤلاء البلطجية، وأصبحت الكراهية طاغية حيث بات الاعتداء على المسلمين أمراً مستحباً. كما يكافأ دعاة الكراهية على أفعالهم.
وفي مقابلة مع د. سوامي أبرز قيادات حزب بي جي بي الحاكم ظهرت علامات الجنون عليه، إذ اكد بسخرية أن الأغلبية في الهند تدعم نهجنا المتشدد في معالجة مشكلة المسلمين، وكلما ازداد عدد المسلمين فهناك خطر دائم علينا، واذا وصل المسلمون الى 30 في المئة فذلك خطر على البلاد كلها، ويجب عدم السماح لهم أن يكونوا في الهند، فالمسلمون لا يستحقون المساواة مع الآخرين ولا وجود حقوق لهم فهم ليسوا ضمن فئة المتساويين.
القضية ليست دينية فحسب، بل هي انتزاع عنيف لوجودية الإنسان على أرضه، ففي الوقت الذي وصل عدد الشهداء الفلسطينيين لأكثر من مئة مواطن أعزل، غير مسلح، على أيدي أفراد القوات الصهيونية، نرى التعتيم على جرائم الإبادة التي ترتكب ضد السكان والمواطنين من المسلمين في دول شرق آسيا التي يترأسها الشيطان بجيشه، رغم إثارتها إعلاميا في الصحافة الغربية دون أي تأثير على السلوك الإجرامي الممنهج هناك والذي لا يهتم بأي رأي أو مناشدة، بل ان مشاهد القتل والتمثيل بالجثث والضرب من قبل الهندوس تحت بصر الشرطة تشكل جريمة دولية أعادت تاريخ محاكم التفتيش بإسبانيا وتعذيب المسلمين واليهود هناك.
في بعض البلاد العربية وللأسف تطغى أخبار التفاهة على أخبار الإبادة ضد الديانات السماوية، فعدد من المنظمات الإسلامية أصدرت بيانات مبعثرة تدين بالكلام حربا بالسيوف والبنادق ضد الأبرياء، والأمم المتحدة اصدرت ما شابههم من تنديد، في المقابل تزايدت مطالبات الجماهير العربية في بعض البلدان المحترمة لبدء مقاطعة الهند ومنتجاتها كما فعلوا مع فرنسا، ولكن مهما يكن سينفذ حزب مودي ما يريده دون أن يهتم بردود الفعل العالمية، ولكن ذلك يستوجب تحرك دول إسلامية وغربية لجلبه الى محكمة الجنايات الدولية ومن معه لينالوا جزاءهم قبل فوات الآوان.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
الرأي
تلك طبيعة نشأت عليها أجيال منذ قرون بعيدة، ولكن أن يتحول ذلك البلد الذي استعمرته بريطانيا لتسعة عقود الى مجازر للبشر من المواطنين المسلمين بدواع همجية وثنية متخلفة ومتعطشة لسفك الدماء بناء على التمييز العنصري الديني، فهذه واحدة من أبشع الحروب الصامتة ضد الإنسانية التي دائما ما يذهب ضحيتها المسلمون في كل مكان، من مينامار حيث قتل وحرق وتهجير ملايين المسلمين الى مقاطعة تركستان المحتلة من الصين والتي تحولت الى سجن كبير للسكان المسلمين من الأويغور، وهذا كله تحت بصر وسمع الدول العربية والإسلامية التي لا تفعل سوى تصريحات الإدانة مقابل تلك الجرائم أو إغماض العين عنها، فيما الهندوسية تسللت لبلادنا بكل ترحاب.
ففي تقرير لـ بي بي سي من الهند فإن أحد مواقع التحقق من الوقائع الذي يحصي «جرائم الكراهية» في العام 2019 يؤكد أن أكثر من 90 في المئة من الضحايا في السنوات العشر الماضية كانوا من المسلمين، فيما لايزال مقترفو هذه الهجمات بلا عقاب وسط اتهامات بأنهم يتمتعون برعاية سياسية من حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتزعمه مودي إذ قام وزير حكومي سابق بتكريم ثمانية هندوس أدينوا بقتل مسلم.
وتقول حسيبة أمين، منسقة وسائل التواصل الاجتماعي لحزب المؤتمر المعارض: «أصبحت مثل هذه الهجمات شائعة جدا في الهند اليوم وفقط بسبب الإفلات من العقاب الذي يتمتع به هؤلاء البلطجية، وأصبحت الكراهية طاغية حيث بات الاعتداء على المسلمين أمراً مستحباً. كما يكافأ دعاة الكراهية على أفعالهم.
وفي مقابلة مع د. سوامي أبرز قيادات حزب بي جي بي الحاكم ظهرت علامات الجنون عليه، إذ اكد بسخرية أن الأغلبية في الهند تدعم نهجنا المتشدد في معالجة مشكلة المسلمين، وكلما ازداد عدد المسلمين فهناك خطر دائم علينا، واذا وصل المسلمون الى 30 في المئة فذلك خطر على البلاد كلها، ويجب عدم السماح لهم أن يكونوا في الهند، فالمسلمون لا يستحقون المساواة مع الآخرين ولا وجود حقوق لهم فهم ليسوا ضمن فئة المتساويين.
القضية ليست دينية فحسب، بل هي انتزاع عنيف لوجودية الإنسان على أرضه، ففي الوقت الذي وصل عدد الشهداء الفلسطينيين لأكثر من مئة مواطن أعزل، غير مسلح، على أيدي أفراد القوات الصهيونية، نرى التعتيم على جرائم الإبادة التي ترتكب ضد السكان والمواطنين من المسلمين في دول شرق آسيا التي يترأسها الشيطان بجيشه، رغم إثارتها إعلاميا في الصحافة الغربية دون أي تأثير على السلوك الإجرامي الممنهج هناك والذي لا يهتم بأي رأي أو مناشدة، بل ان مشاهد القتل والتمثيل بالجثث والضرب من قبل الهندوس تحت بصر الشرطة تشكل جريمة دولية أعادت تاريخ محاكم التفتيش بإسبانيا وتعذيب المسلمين واليهود هناك.
في بعض البلاد العربية وللأسف تطغى أخبار التفاهة على أخبار الإبادة ضد الديانات السماوية، فعدد من المنظمات الإسلامية أصدرت بيانات مبعثرة تدين بالكلام حربا بالسيوف والبنادق ضد الأبرياء، والأمم المتحدة اصدرت ما شابههم من تنديد، في المقابل تزايدت مطالبات الجماهير العربية في بعض البلدان المحترمة لبدء مقاطعة الهند ومنتجاتها كما فعلوا مع فرنسا، ولكن مهما يكن سينفذ حزب مودي ما يريده دون أن يهتم بردود الفعل العالمية، ولكن ذلك يستوجب تحرك دول إسلامية وغربية لجلبه الى محكمة الجنايات الدولية ومن معه لينالوا جزاءهم قبل فوات الآوان.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/10 الساعة 02:06