الفايز يكتب: ‏هل وسائل النقل الجماعي «الخاص» حل للازدحامات

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/08 الساعة 22:20

 بقلم ‏حازم غالب الفايز

 
‏إن ما نشهده يوميا من تباطؤ في تدفق حركة المرور للمركبات لكثرتها أصبحت تشكل عائقا لمعظمنا لتحقيق أبسط التزاماتنا والتواجد في أماكن عملنا في الوقت المحدد دون تأخير والتعرض للمسائله وفي بعض الأحيان العقوبات المترتبة على ذلك التاخير وما يتبع ذلك من تأثير سلبي على نفسية الموظف ومزاجه العام والذي بالتالي يؤثر بشكل مباشر على العمل و جودته
 
‏فأصبح يومنا يبدأ بشكل تلقائي بازدحامات عدة  ازدحام عقلي ازدحام فكري ازدحام نفسي نتيجة الازدحام المروري مما يولد لدينا ضغط نفسي وفكري وجسدي ينتج عنه عصبية مفرطة وعدم تركيز والخروج في بعض الأحيان عن ضوابط الأخلاق والآداب العامة للبعض والذي يزيد بطبيعة الحال من شدة عمق الازدحام بكل مفاهيمه و مصطلحاته وآثاره الغير مريحة على يومنا بأكمله
 
‏وعند التحدث في ذلك الموضوع يتم تحميل المسؤولية على قطاع النقل العام ويبدا الحديث عن كفاءته وقدرته على حل المشكلة و مناقشة ضرورة تطويره ليتمكن من استيعاب النمو السكاني الذي هو المسبب الرئيسي للازدحامات المرورية ‏وهذا لا خلاف عليه ‏انه مسؤولية قطاع النقل العام ‏
ولكن إذا ما اخذنا بعين الاعتبار  ان ذالك سيأخذ الكثير من الوقت بين مناقشات ونقاشات و اعتراضات و مداولات ‏دون نتائج ملموسة ‏حتى وإن كان هناك نتائج فهي تحتاج إلى وقت ليس بالقليل للعمل عليها واستحداثها او إنشائها لتطبيقها على أرض الواقع
 
‏وهذا ما يدفعنا إلى القناعة  بأن حل تلك المشكلة لا يجب أن يكون فقط على عاتق منظومة النقل العام فحسب فالمنظومة لا تكفي ولن تكفي لحل تلك المشكلة فكلنا نعرف ان أكبر دول العالم تعاني من نفس المشكلة رغم حداثة الطرق ووسعها وتطور منظومة النقل العام لتلك الدول 
 
‏فلابد أن يكون هناك فكرة أو أفكار تساعد وتساهم بشكل فاعل ومباشر للحد من تلك الازدحامات مع الأخذ بعين الاعتبار أن يوجد (ازدحام إجباري )و (ازدحام اختياري )فالأول هو للضرورة للالتحاق بالعمل ‏ولا مفر منه والثاني هو أمر شخصي بحت في كثير من الأحيان ‏وغالبا يكون في ساعات المساء 
 
‏ومن احد تلك الأفكار المطروحة و التي نسمع عنها أحيانا هي وسائل النقل الجماعي الخاص والذي يشمل الموظفين في كل القطاعات في القطاع العام أو القطاع الخاص من خلال مؤسساتهم أو شركاتهم و بشكل شمولي وليس جزئي وهذا معمول به لدى بعض تلك المؤسسات والشركات ولكن ليس بالشكل الكافي الذي يخفف من المشكلة أو يحد منها 
وذلك بالتأكيد له أسباب والتي أعتقد منها استحالة إجبار مالكي المركبات من الموظفين على الاستغناء عنها في تنقلهم
 فلا يمكن الزام شخص بالاستغناء عن وسيلة تنقله الخاصة
‏وأيضا من الممكن القول عدم تبني تلك الفكرة و اعتبارها منظومة فعاله قد تساهم في حل مشكلة الازدحامات المرورية ‏والتخفيف منها 
 
‏ولكن لا يعني ذلك بالضرورة استحالة إقناع مالكي المركبات من الموظفين التوجه إلى وسيلة النقل الجماعي والتخلي عن استخدام مركباتهم في الذهاب والعودة إلى أماكن عملهم باختيار هم دون اجبار وذلك من خلال توفير وسيلة نقل جماعي مناسبة تضمن لهم الراحة أثناء التنقل إلى أماكن عملهم وتقديم امتيازات ‏للموظفين ‏كأحد  طرق التشجيع لهم ‏بالإضافة  ‏لماسيترتب عليه من توفير  في مصاريف استخدام المركبات الخاصة 
 
‏اما عن تبني تلك الفكرة فلا يكون ذلك إلا من خلال وجود القناعة التامة ‏المبنية على أسس ودراسات تبين مدى نجاعتها و مساهمتها في حل مشكلة الازدحامات المرورية والتخفيف منها على أن تتم ترجمة تلك القناعة على أرض الواقع والترويج لها بالشكل المناسب وما يمكن أن يصاحبها من استثمار في ذالك المجال واستحداث فرص عمل إذا تم تبني مثل تلك الفكرة 
 
‏ويبقى كل ما ذكر  ‏ ‏عبارة عن فكرة قابلة للتطبيق أو غير قابلة
‏وهنا يأتي السؤال الاهم والذي لا يستطيع الإجابة عنه إلى اصحاب الاختصاص وارباب العمل 
 
‏هل وسائل النقل الجماعي الخاص حل للازدحامات؟
 
‏حفظ الله الأردن ارضا وشعبا وقائدا

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/08 الساعة 22:20