وثائق باندورا....لماذا الان؟

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/07 الساعة 20:19
مدار الساعة - كتب: الصحفي رامي الامير
طالعتنا قبل ايام وثائق ما تسمى" باندورا " بمعلومات ووثائق عن مجموعة من الزعماء والسياسيين والشخصيات المهمة حول العالم بخصوص الملكيات الخاصة التي لديهم وكان من بين هذه الاسماء جلالة الملك عبدالله الثاني وانا لست هنا لاقوم بالرد على هذه الوثائق وتوضيح ماهيتها فقد قام الديوان الملكي بالرد على هذه الاقاويل وتفنيدها وتوضيحها بل قال اكثر من ذلك بان جلالة الملك له الاحقية الكاملة برفع دعوى قانونية والاحتفاظ بحقه القانوني والمعنوي مستقبلا.
لكن ما يلفت النظر بهذا الموضوع لماذا حظي اسم جلالة الملك عبدالله الثاني من دون كل الاسماء التي وردت في الوثائق بهذا الاهتمام والمتابعة سواء على المستوى العالمي والاقليمي والعربي ولماذا هذا التوقيت الزمني بالذات لنشر هذه الوثائق علما بان المعلومات التي وردت كان قد تم تداولها قبل سنوات عديدة وتم توضيحها ايضا انذاك.
كل هذا يجعلنا ننظر للموضوع من زاوية اخرى وان نحلله بواقعية بعيدا عن العاطفة والانتماء لاننا اذ ما نظرنا خلفنا وتابعنا نشاطات جلالته من عدة شهور وتحديدا بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الامريكية وازاحته للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، واذا ما استعرضنا حقبة حكم ترامب والتوترات التي شهدتها العلاقات الاردنية الامريكية خاصة تلك المتعلقة بصفقة القرن والتي لعب صهره كوشنير وقتها دورا بارزا في تخطيطها ومحاولة تنفيذها بالتعاون مع بعض الدول المحيطة وبالنظر الى قرار جلالة الملك التاريخي برفض هذه الصفقة واعتبار هذا المشروع مرفوضا برمته من الاساس وما لقي هذا القرار الحاسم من رضا والتفاف شعبي داخلي وعربي حول شخص جلالة الملك جعلنا نتأكد ان الضغوطات والمؤامرات تجاه الاردن قادمة لا محالة واذا ما اخذنا بالحسبان عدم رضا  عدد من صانعي القرار في بعض الدول القريبة وعلى رأسها دولة الكيان الصهيوني وما حصل من جفاء بالعلاقات الاردنية الاسرائيلية وقتها وصلت الى حد القطيعة.
واذا ما عدنا ايضا الى ما بعد هذه الحقبة من حكم ترامب وفوز الرئيس بايدن وتهنئته من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني حتى قبل الاعلان الرسمي الامريكي بالاضافة لنشر لصورة قديمة تجمعهما واذا ما اخذنا بعين الاعتبار علاقة الرئيس الامريكي الجديد مع جلالة المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه فان كل ذلك كان يقودنا كمتابعين بان المرحلة القادمة سيكون هناك شأن عظيم للاردن قادم واعادة العلاقات المتوازنة مع الادارة الامريكية الجديدة ستكون البداية وهذا ما ثبتت صحته عندما استقبل الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن جلالة الملك عبدالله الثاني في البيت الابيض كاول زعيم عربي واقليمي والتاكيد بان الاردن شريك استراتيجي وحليف اساسي بالمنطقة.
وهذا ما اكدته بعدها تحركات  جلالة الملك من اعادة ترتيب  للمنطقة والزيارات واللقاءات التي قام بها لعدد من الدول العالمية والاقليمية والعربية خاصة تلك القمة الثلاثية مع مصر والعراق والتعاون لمد الأشقاء بلبنان بالكهرباء واعادة ترميم العلاقات الاردنية السورية.
ان المتتبع لهذه التحركات والاحداث التي قام بها جلالة الملك في الأونة الاخيرة كان يدل بدون اي موضعا للشك بان هناك كيانات ودول لن تعجبها هذه التحركات  وانها ستعمل على وضع العراقيل وكيل الاتهامات ووضع العصي بالدواليب  سواء لدور الاردن التاريخي او مع يتعلق  بشخص جلالة الملك وهذا ما اكده جلالة الملك خلال لقائه ابناء البادية قبل يومين وانه تعود على هذه الافتراءات وانه لا ينظر اليها بل ويرميها خلف ظهره ولا يعيرها اي اهتمام.
انني اجزم بان القادم سيكون فيه الخير لمملكتنا بقيادة جلالة الملك وخاصة ما يتعلق بالشق الاقتصادي الذي تضرر كثيرا نتيجة الاحداث المتسارعة وتبعات اللجوء وما كبدته جائحة كورونا من خسائر على المستوى العالمي والمحلي وفيما يتعلق بالشق السياسي ستشهد  القضية الفلسطينية انفراجا بإعادة طرحها باعتبارها القضية الرئيسية والمهمة على مستوى العالم والعمل مع صانعي القرار على المستوى العالمي للوصول الى الحل العادل والشامل وهو اقامة الدولة الفلسطينيه على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/07 الساعة 20:19