أوبك+ تتوخى الحذر في زيادة إنتاج النفط رغم الضغوطات

مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/07 الساعة 14:11
مدار الساعة - قالت مصادر مقربة من 'أوبك+'، إن قرار المجموعة يوم الإثنين التمسك بخطة لزيادة إنتاج النفط باعتدال وبالتدريج، على الرغم من ارتفاع الأسعار لأعلى مستوياتها منذ سنوات، يرجع لأسباب منها القلق من إمكانية تراجع الطلب الأسعار. لكن ثلاثة مصادر من 'أوبك+' قالت، إن السبب الآخر الكبير هو المال. فبعد أن رأت تراجع دخلها في ظل انهيار الطلب والأسعار الناجم عن الجائحة في 2020، عاد تحالف منتجي النفط 'أوبك+' بقيادة روسيا والسعودية، أكبر مصدر في العالم، للتمتع بازدهار في العوائد. تبنت 'أوبك+' تخفيضات قياسية في الإنتاج بلغت نحو 10 ملايين برميل يومياً في أبريل (نيسان) 2020 أي نحو 10٪ من الإنتاج العالمي بعد أن شلت القيود المفروضة على مستوى العالم لاحتواء الجائحة الطلب على النفط وأضرت بشدة بالأسعار. وقال أحد مندوبي 'أوبك+' الذي طلب عدم الكشف عن هويته 'الكل سعيد' بمستويات أسعار النفط الحالية. وواجهت 'أوبك+' دعوات هذا العام من مستهلكين مثل الولايات المتحدة والهند بزيادة الإنتاج. وقالت المصادر، إن المجموعة كانت تدرس زيادة كبيرة تبلغ 800 ألف برميل يومياً، أي معاً يعادل نحو 1٪ من الإنتاج العالمي، قبل اجتماع الإثنين. لكن بحلول صباح الإثنين تغيرت الإشارات التي أرسلتها مصادر من 'أوبك+' قبيل الاجتماع الذي عقد عن بعد في وقت لاحق من هذا اليوم وأصبحت النتيجة الأكثر ترجيحاً هي أن تتمسك 'أوبك+' بالخطة الراهنة لزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً. وقال مصدر من 'أوبك+' في توضيحه لسبب عدم زيادة الإنتاج بدرجة أكبر 'بسبب الدروس السابقة، أصبحت أوبك أكثر حذراً لأن أي قرار متسرع يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في أسعار النفط'. وأضاف، 'الضغط السياسي من الولايات المتحدة وغيرها لم يحقق فاعلية بعد في تغيير هذه الإستراتيجية'. وقالت المصادر، إن 'أوبك+' تضع في اعتبارها احتمال أن تتخلى الأسعار عن مكاسبها بنفس السرعة التي حققتها بها. فهذا ما حدث في 2018 عندما هبط سعر خام برنت من مستوى أعلى من 85 دولاراً في أكتوبر (تشرين الأول) إلى أقل من 50 دولاراً بحلول نهاية العام. وقال المصدر، 'ما زالت سوق النفط هشة ولا ضمانات بشأن استقرار الأسعار'. مخاوف كوفيد كان مصدر آخر من 'أوبك+' قد قال قبل اجتماع يوم الإثنين، إن المجموعة تعرضت لضغوط لزيادة الإنتاج بسرعة أكبر، لكنه أضاف 'نحن خائفون من الموجة الرابعة من كورونا لا أحد يريد أي تحركات كبيرة'. وأبدى بعض أعضاء المجموعة مخاوفهم كذلك من أن أي زيادة إضافية في الإنتاج قد تخل بتوازن السوق في العام المقبل، الذي تتوقع 'أوبك+' أن يشهد فائضاً في العرض وتخشى من تكون مخزونات تزيد على متوسط 5 سنوات في النصف الثاني من العام. وارتفع سعر النفط متجاوزاً 81 دولاراً للبرميل بعد اجتماع يوم الإثنين الذي أعلن التمسك بخطة الإنتاج القائمة وواصل ارتفاعه بعد ذلك ليصل إلى نحو 84 دولاراً يوم الأربعاء. والدخل الإضافي الذي ستحققه دول أوبك سيساعدها في تجاوز ألم انهيار الأسعار في العام الماضي. وحققت أوبك إيرادات بلغت 321 مليار دولار من صادرات النفط في 2020 بانخفاض بنسبة 43٪ عن مستواها في 2019 استناداً إلى التقرير الإحصائي السنوي لأوبك. وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، إن العراق الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة ويعتمد على النفط في نحو 85٪ من إيراداته يأمل في أن يصل سعر البرميل إلى 120 دولاراً لكنه تابع في منتدى 'إنرجي إنتليجنس' أمس الأربعاء، أن سعر النفط بين 75 و80 دولاراً للبرميل يعتبر عادلاً للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/07 الساعة 14:11