وطني
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/07 الساعة 01:18
يقولون إن إحصاء النجوم أمر صعب جداً..
كاذب من قال هذا الأمر, أنا كل ليلة أجلس على بلكونتي وأعد النجوم.. البارحة أحصيت ما يقارب الـ(90) نجمة, ولي نجمات أعرف مواقعها... وقرأت عنها.. وقد أطلقت عليها تسميات... واحدة أسميتها (زينة)، وواحدة أسميتها (الكرك).. وواحدة (ليلى).. ونجمة تظهر مع أول انبلاج للصبح أسميتها (ختمة).. كان اسم جدتي كذلك...
أما القمر فلا يعنيني.. أنا أصلا لا أهتم لأمره, لكثرة ما غنوا له... وقد تبين لي بعد أن حضرت فيلما متعلقا بهبوط (نيل ارمسترونغ) على سطحه, أن القمر مجرد كثبان ورمال.. وقفر, هو خال من أي معنى للحياة... أحيانا أشعر بالقمر, مثل راكب سمين جاء (كحمولة زايدة), ثم جلس في الباص.. وأخذ مساحات الركاب فقط.
هل أنا عاشق؟... أنا أصلا أرى الأردن في السماء لا أراه في الأرض.. أراه في المسافة الفاصلة بين تلك النجوم, أراه ذاك الوميض الذي تطلقه.. ويسري نحو عينيك.. ويبث فيهما الدمع والشوق.. وأتذكر بدر شاكر السياب حين قال (الشمس في بلادي أجمل من سواها...) عن أي شمس كان يتحدث بدر؟.. أصلا أنت لا تستطيع النظر للشمس.. وإن نظرت ستؤلم عينيك.. وهل قرأت في التاريخ عن معشوقة.. تعمي البصر؟... أنا أختلف مع بدر.. النجمات في سماء بلادي هي أجمل والليل أجمل.. على الأقل النجمات.. مهما تمعنت في النظر إليها.. لن تؤذي العيون.. بل قد تزرع فيها دمعة شوق أو حنين أو حب..
كل ليلة أقتفي أثر وطني في السماء وحدها, بين النجوم يهرب.. وأحيانا يلمها كلها على صدره... وأحيانا ينثرها, أراه كل ليلة هناك.. يطل على الدنيا بفخر.. ولا يطل عليها خجلا من الليل.. أو من الإقتراب...
كل ليلة أجلس على بلكونتي, وأطارده بقلبي.. صدقوني أن القلب يرى النجمات بأجمل مما تراها العيون.. وصدقوني أن الأردن كل ليلة يطل شوقا لضلوعي ودمي.. لا أعرف كيف توحد مع دمي؟ ويأخذني إلى فوق إلى مساحات لا حدود لها.. ولا نهاية... ونلعب مع النجمات نلهو.. ثم أعود لمستقري، وذات يوم اختطف لي نجمة من الشرق.. وأخرى من الغرب.. خبأتها في جيبي...
صدقوني أنا لا أهذي لكن الحب دائما يكون أجمل حين تشعر به ورأسك مرفوع.. والوطن يكون أجمل حين تراه وتقرأه برأس مرفوع...
وقد تعلمت من تأملي في النجوم, أن من ينكر الهوية الوطنية الأردنية.. ومن ينكر الأردن.. هو كمن ينكر النجمات, وهل يجرؤ عاشق على إنكار نجم سهيل...؟
وطني لا يقرأ في الكتب بل يقرأ في النجمات فقط..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
كاذب من قال هذا الأمر, أنا كل ليلة أجلس على بلكونتي وأعد النجوم.. البارحة أحصيت ما يقارب الـ(90) نجمة, ولي نجمات أعرف مواقعها... وقرأت عنها.. وقد أطلقت عليها تسميات... واحدة أسميتها (زينة)، وواحدة أسميتها (الكرك).. وواحدة (ليلى).. ونجمة تظهر مع أول انبلاج للصبح أسميتها (ختمة).. كان اسم جدتي كذلك...
أما القمر فلا يعنيني.. أنا أصلا لا أهتم لأمره, لكثرة ما غنوا له... وقد تبين لي بعد أن حضرت فيلما متعلقا بهبوط (نيل ارمسترونغ) على سطحه, أن القمر مجرد كثبان ورمال.. وقفر, هو خال من أي معنى للحياة... أحيانا أشعر بالقمر, مثل راكب سمين جاء (كحمولة زايدة), ثم جلس في الباص.. وأخذ مساحات الركاب فقط.
هل أنا عاشق؟... أنا أصلا أرى الأردن في السماء لا أراه في الأرض.. أراه في المسافة الفاصلة بين تلك النجوم, أراه ذاك الوميض الذي تطلقه.. ويسري نحو عينيك.. ويبث فيهما الدمع والشوق.. وأتذكر بدر شاكر السياب حين قال (الشمس في بلادي أجمل من سواها...) عن أي شمس كان يتحدث بدر؟.. أصلا أنت لا تستطيع النظر للشمس.. وإن نظرت ستؤلم عينيك.. وهل قرأت في التاريخ عن معشوقة.. تعمي البصر؟... أنا أختلف مع بدر.. النجمات في سماء بلادي هي أجمل والليل أجمل.. على الأقل النجمات.. مهما تمعنت في النظر إليها.. لن تؤذي العيون.. بل قد تزرع فيها دمعة شوق أو حنين أو حب..
كل ليلة أقتفي أثر وطني في السماء وحدها, بين النجوم يهرب.. وأحيانا يلمها كلها على صدره... وأحيانا ينثرها, أراه كل ليلة هناك.. يطل على الدنيا بفخر.. ولا يطل عليها خجلا من الليل.. أو من الإقتراب...
كل ليلة أجلس على بلكونتي, وأطارده بقلبي.. صدقوني أن القلب يرى النجمات بأجمل مما تراها العيون.. وصدقوني أن الأردن كل ليلة يطل شوقا لضلوعي ودمي.. لا أعرف كيف توحد مع دمي؟ ويأخذني إلى فوق إلى مساحات لا حدود لها.. ولا نهاية... ونلعب مع النجمات نلهو.. ثم أعود لمستقري، وذات يوم اختطف لي نجمة من الشرق.. وأخرى من الغرب.. خبأتها في جيبي...
صدقوني أنا لا أهذي لكن الحب دائما يكون أجمل حين تشعر به ورأسك مرفوع.. والوطن يكون أجمل حين تراه وتقرأه برأس مرفوع...
وقد تعلمت من تأملي في النجوم, أن من ينكر الهوية الوطنية الأردنية.. ومن ينكر الأردن.. هو كمن ينكر النجمات, وهل يجرؤ عاشق على إنكار نجم سهيل...؟
وطني لا يقرأ في الكتب بل يقرأ في النجمات فقط..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/07 الساعة 01:18