قطر وسوريا
في أي تطور على الملف السوري والحديث عن عودة سوريا إلى محيطها العربي لا يمكن تجاوز دولة قطر باعتبارها من الدول المهمة في هذا الملف.
قطر كانت منذ بداية الحرب في سوريا ذات دور مهم في الملف السوري سواء بشكل مباشر أو من خلال التنظيمات السورية وغير السورية القريبة من قطر، وأيضاً عبر علاقاتها المميزة مع تركيا، وكانت قطر من أكثر الدول التي كان لها موقف سياسي وإعلامي متشدد تجاه القيادة السورية بل كانت في المعسكر المؤمن بضرورة اسقاط النظام السوري.
وخلال السنوات الأخيرة من الأزمة السورية تغيرت موازين القوى للدول الفاعلة في الأزمة، لكن قطر كانت تتعامل مع متناقضين الأول علاقاتها القوية مع إيران وهي حليف استراتيجي للقيادة السورية، وأيضا علاقات مميزة مع تركيا وهي خصم شرس للقيادة السورية.
واليوم هنالك متغيرات جديدة خرجت من خلالها دول من الفعل المباشر للازمة السورية ومنها قطر ودول اخرى، وهناك انفتاح مهم على القيادة السورية من الأردن ومصر ونصف لبنان ودول اخرى، وميزة القيادة القطرية أنها ذات ديناميكية عالية، وأن حركتها ليست بطيئة أو ذات حسابات معقدة، وهي دولة تجيد الحركة في المراحل المتغيرة، وبالتالي فإنها الاقدر على ادراك كل المتغيرات التي طرأت على الملف السوري، وهي ليست محكومة بسلاسل سياسية وهمية وبالتالي تملك القدرة على اتخاذ مواقف جريئة ومفيدة لها.
ليس بعيداً أن تكون قطر وهي الدولة الأكثر تشدداً تجاه بشار الأسد من الدول المبادرة لخطوات نحو سوريا، لكن هذا قد يحتاج الى تقريب لوجهات النظر واذابة بعض الجليد بين سوريا وقطر، وهذا ممكن وقد يكون جزءا من أحداث المرحلة القريبة. الرأي