اضْطِهَادُ اَلْمُسْلِمِيْنَ فِيْ اَلْهِنْدِ وَغَيْرِهَا مِنْ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ
نزلت الديانة الإسلامية على محمد بن عبدالله ﷺ في مكة المكرمة في الجزيرة العربية في فترة كان فيها المشركون من قريش كُثُر وكانت الرسالتين اليهودية والمسيحية منتشرتين في الجزيرة العربية وفي أكثر من مكان في الكرة الأرضية وبالخصوص في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (لا ننسى ملك الحبشة النجاشي) وغيرها. فعندما إشتد عذاب المشركين لأتباع محمد ﷺ أمرهم في السنة الخامسة للبعثة بالهجرة إلى الحبشة عند ملكها أصحمة بن أبجر، وهو إمبراطور أو ملك من ملوك الحبشة، حكم تلك البلاد في عهد رسول الله ﷺ.
وقد تولَّى النجاشي (النجاشي لقب مثل القيصر عند الرومان أو لقب كسرى عند الفرس) وهو ابن تسع سنين، وذلك بعد موت عمه، وبعد أن استلم الحكم نشر العدل وانتشرت قصصه الطيبة في كلِّ أركان بلاده. وقد استقبل النجاشي وفود المسلمين المهاجرة إلى بلاده بصدر رحب وحماهم وحفظهم حتَّى عادوا إلى ديارهم، وتقول الروايات أن النجاشي ملك الحبشة، أسلم في نهاية الامر. وهذا ما نسمعه ونشاهده على القنوات الفضائية وعلى وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة هذه الأيام عن إسلام كثيراً من غير المسلمين في مختلف بقاع الأرض وهذا ما يخيف ويرعب الهندوس والملحدين وعبدة الطاغوت ومن لا دين لهم من تأثير الإسلام والمسلمين على غيرهم. نقول لكل من عذَّب ويعذِّب وقتل ويقتل وذبح ويذبح وإعتدى ويعتدي على المسلمين (في نفوسهم وأعراضهم وممتلكاتهم) في كلٍ من بورما والبوسنة والهرسك وروسيا والهند ووسط أفريقيا والصين وفي أي مكان آخر في العالم. هذا هو إمتحان صعب جداً وللغاية للمسلمين في دينهم وإيمانهم ولكن سوف يمحقكم الله محقاً فيما بعد والنصر للإسلام والمسلمين قريباً جداً بإذن الله، والله أصدق القائلين (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 155 و 214، آل عمران: 141)).
فكثير منَّا يتحدث ويقول في نفسه لماذا يا الله يحدث هذا كله مع المسلمين فقط في العالم؟ نقول لهم لأنه الدين الحق، وهذا الدين القويم يرعب ويخيف الكفار والظالمين والأشرار من أن يتولى هذا الدين أمورهم فيفعلون ما يفعلون في المسلمين. ليس فقط لتقليل عدد المسلمين كما يقول مسؤولو الهند إن نسبة المسلمين إذا تجاوزت الـ 30% في بلادهم تصبح خطراً على المجتمع الهندي غير المسلم، بل ليخيفوا ويرعبوا غير المسلمين من إِتِّبَاعِ هذا الدين (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة: 32، الصف: 8 و 9)). كما نقول لكل من يتسرع الأمر والعقاب من الله لكل من يضطهد المسلمين إقرأ (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ، وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (ابراهيم: 42 و 43، النحل: 61)). ونقول لكل المسلمين في جميع بقاع الأرض لا تقنطوا من رحمة الله ولا تيأسوا من روح الله (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ، يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (الحجر: 56، يوسف: 87)). نعم، يجب على جميع المسلمين في العالم حُكَّاماً ومحكومين أن يبذلوا قصارى جهودهم لرفع الظلم عن المسلمين في جميع بقاع الأرض كما قال الرسول ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.